صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العيوب والشعوب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العيوب ليست في الشعوب , ولكن بمن يقودها!!

البشر ومنذ إنطلاق المجتمعات وتأسيس الحواضر والدول والإمبراطوريات , هو ذاته , بهيأته وجيناته الوراثية , وسلوكياته الناجمة عن التفاعل بينه وبين محيطه.

 

والبشر مهما كان أصله ونوعه وثقافته يتفاعل مع الواقع الذي هو فيه , حفاظا على نوعه وتواصل نمائه الفكري والثقافي والإبداعي.

 

وبرغم ضعف وسائل الإتصال في الأزمان السابقة , لكن التواصل ما بين المجتمعات قائم وفقا لمعطيات تلك الأيام.

 

ومن الواضح في مسيرات البشرية , أن القادة هم الذين يصنعون الحالة السائدة في المجتمعات , ويرسمون معايير السلوك والتفاعلات , ولا توجد حالة واحدة تألقت من غير قائد إستطاع أن يستوعبها ويستثمرها لتجسيد رؤيته وتطلعاته.

 

والتأريخ يحتشد بالشواهد والأدلة الدامغة والرموز , التي أنارت مسارات الناس في بلدانها.

 

والقائد الوطني هو الذي يجسد الروح الوطنية , ويجمع أبناء وطنه تحت راية واحدة , ويكون النموذج الواضح , ويقوم بالدور الأمثل لتأكيد ذلك.

 

وعندما تعجز المجتمعات عن إنجاب قادتها الوطنيين , فأنها لا تستطيع أن تكون وطنية السلوك والتفاعل , مهما تصورت أو توهمت.

 

وفي هذه الأيام , أخذنا نقرأ مقالات غريبة , تتهم الشعب بأنه لا يمكنه أن يكون قادرا على العيش في وطن , والتعبير عن السلوك الوطني , وفي هذه المقالات تنزيه كامل للقادة السياسيين , وكأنهم الأنبياء والأتقياء , والعيب في الشعب الذي لا يريد الوطن والوطنية , وإنما يتمترس في خنادق ووديان , ويسعى إلى الإنتحار الحضاري الخلاق.

 

هذا تحليل ضعيف , وإقتراب بائس , وربما تعبير عن إرادة ذات غايات!

 

فلا يوجد شعب على هذه الأرض قد صنع نفسه بلا قائد!!

 

 الشعوب مواد أولية , أو خامات وطنية بحاجة إلى قيادة ذكية واعية , تمتلك مهارات تصنيعها وإلهامها وتهذيب سلوكها , وتحرير طاقاتها بما هو نافع وصالح.

 

فالدول الوطنية , صنعها قادتها , وما فيها يزيد عما فينا من التناقضات والتباينات , ومجتمعات البلدان المتقدمة , أشد إختلافا من أي مجتمع في الدنيا , لأنها تضم جميع أصناف البشر الذي يعيش فوق الأرض , لكنها , تعزز السلوك الوطني المتآلف والمحكوم بدساتير وقوانين إنبثقت من رؤية قادتها المتراكمة على مرّ الأجيال.

 

فليس صحيحا أن نتهم الشعب بأنه مُعاب , وننسى القول بأن العيب الأساسي والكبير في الكراسي المكسورة , وبمن يحسبون أنفسهم ساسة وقادة , وهم لا يصلحون إلا للخراب والفساد , وذر الرماد في العيون!!

 

فهل سنتعلم كيف ننصف شعوبنا ونحاسب حكامنا؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/14



كتابة تعليق لموضوع : العيوب والشعوب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net