في حوار على الهواء مباشرة مع قناة (العالم) الفضائية اليوم، حول اتفاق جنيف الذي وقعه المجتمع الدولي مع الجمهورية الاسلامية في ايران امس الاول، قلت ما يلي:
*عندما يحبس العالم انفاسه بانتظار اللحظة الحاسمة التي افضت الى توقيع مجموعة (5+1) اتفاقها التاريخي مع الجمهورية الاسلامية في ايران فيما يتعلق ببرنامجها النووي السلمي، فهذا يعني وبلا جدال او نزاع، انه اتفاق مهم جدا واستراتيجي.
*وعندما يظهر الرئيس الاميركي باراك اوباما امام الشعب الاميركي في الساعة العاشرة والنصف ليلا، على غير عادته، ليخبره بالاتفاق، فهذا يعني ان الولايات المتحدة الاميركية تجد نفسها قد ازاحت عن كاهلها تبعات ازمة عالمية استمرت لاكثر من عقد كامل من الزمن.
*وعندما تفرح كل شعوب المنطقة والعالم، بما فيها الشعب الايراني الشقيق، بنبأ الاتفاق، باستثناء نظام القبيلة الذي اطلق (تهديدات) واسعة النطاق ارعبت (ذباب المنطقة) فهذا يعني ان الاتفاق مهم جدا وهو يحقق المصالح العليا للجميع، لان ما يرعب نظام القبيلة يصب في صالح الشعوب.
*الاتفاق اعاد نظام القبيلة الفاسد الحاكم في دول الخليج، وخاصة في الجزيرة العربية، اعاده الى حجمه الطبيعي بعد ان ظل يستغل غياب الجمهورية الاسلامية في ايران عن مسرح المجتمع الدولي والمنطقة لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن بسبب سياسة العداء غير المبرر التي ظلت واشنطن وحليفاتها الغربيات تنتهجها ضدها.
*اتفاق جنيف يحقق بلا ادنى شك، مصلحة المنطقة ناقصا نظام القبيلة الحاكم في الجزيرة العربية، لانها ترى فيه الغاءا لدورها وموقفها وموقعها في المنطقة والعالم.
*نظام القبيلة لا يمتلك الكثير من الخيارات لتفادي الخسائر التي ستلحق به جراء هذا الاتفاق، فبعد ان قرر المجتمع الدولي انهاء القطيعة مع الجمهورية الاسلامية في ايران، والتي دامت قرابة (35) عاما، سيخسر نظام القبيلة موقعه ودوره واقتصاده وعلاقاته بشكل واضح، ما سينتج في نهاية المطاف انهياره، خاصة مع تصاعد الصراع داخل القبيلة الفاسدة على السلطة.
*ان اعظم ما حققه الاتفاق هو انه اطلق الحوار المباشر بي المجتمع الدولي والجمهورية الاسلامية في ايران بعد ان ظل مقطوعا او في السر، ما اتاح لنظام القبيلة تحديدا في ان يلعب دور الوسواس الخناس في استمرار القطيعة بين الطرفين.
*اتفاق جنيف اعاد للجمهورية الاسلامية في ايران دورها المحوري والاستراتيجي في المنطقة والعالم، ما سيترك اثره البالغ على امن المنطقة وسياساتها العليا واقتصادها وغير ذلك.
* ستنشغل كل الاطراف في المرحلة القادمة بعملية ترميم الثقة فيما بينها، فيما سينشغل نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، عبثا، بمحاولات التخريب.
*الاتفاق سيؤثر على كل الملفات الساخنة في المنطقة، وعلى راسها العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها، وهو سيترك بضلاله على (جنيف 2) المتعلق بالملف السوري.
*تقاس عقلانية اي نظام في المنطقة من خلال موقفه من الاتفاق، فلقد اثبتت دولة الامارات العربية المتحدة عقلانية واضحة عندما رحبت بالاتفاق، فيما ظل نظام القبيلة في الجزيرة العربية يعبر عن اسوء اشكال التعنت البدوي والتخلف السياسي عندما ابدى موقفا مضادا من الاتفاق.
*لقد حققت الجمهورية الاسلامية في ايران مصالحها العليا في هذا الاتفاق، كما ان المجتمع الدولي، هو الاخر، حقق مصالحه العليا فيه، بمعنى آخر فان الكل ربح في هذا الاتفاق، الا نظام آل سعود، الذي ظل يتطفل على دور اقليمي اكبر منه بكثير، فلقد حان الوقت ليعود الى جحره.
25 تشرين الثاني 2013
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat