صفحة الكاتب : انس الساعدي

ضحايا..سبانة17
انس الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سأم انتظار أطلاق حريتي, وسجن طفولتي الذي أصبح عادة, طقوس أرهقتني, بين بكاء وحزن وحرقة ولامبالاة, فكل منهما شخص يرافقني كظلي, لم اعد اعرف نفسي, الصمت هو أنا, الغريب بين أقراني هو أنا, دُفنت أحلامي, حاضري كوابيس تلاحقني ليلا وخوف يطاردني نهارا، من أُناس لم يتحلوا بالرحمة, اعمل معهم منذ نعومة أظفاري.
 
أتعرض للسب والشتم باستمرار, فأثر العنف ألتهجمي الأخلاقي والجسدي مطبوع بلونه الأزرق, لازمني على شريط ذكرياتي اليومية, أصبح صورة في البوم اليأس ولكن لو يتوقف الزمن ولو لحظة, فانا الأبدي في زمن القسوة, أتذوق المر ولا احد يمسح صوت مدامعي.
 
دولة تربعت تحت خط الفقر, (عمالة الأطفال) آخذت بالتزايد وخاصة في الأماكن القريبة من الأحياء الصناعية وأسواق الخضار, حتى باتت مشاهد انتهاك حقوق الطفل تتكرر أمام أعيننا, أطفال يحملون أثقالا تفوق أوزانهم . 
 
يتسربون من المدارس لتوفير لقمة العيش، في مجتمعات صناعية لا تعرف للطفولة معنى، فتفقد الطفولة معناها وتأخذ الأمية والتخلف مجراها, العمل مع محال تصليح السيارات (الفيترجي) خطر جدا, ليس فقط على أخلاقيات الأطفال وإنما هناك خطورة أخرى، فجميع أعمالهم تتم بمواد حارقة، يتعرض لها الأطفال ساعات كثيرة من خلال العمل في تصليح السيارات .
أصحاب المحال يرغبون بعمالة الأطفال وذلك لأسباب كثيرة منها مثلا أن الطفل لا يطالب بزيادة الآجر, وحين يتأخر لوقت لا يعارض على هذا, ولو طرد من العمل فانه لن يفعل أي شيء.
 
من المراقب لهذا الحال المرير؟ بكل تأكيد يجب أن نرمي بعض الثقل على (وزارة التربية), ونترك الوزارات والمنظمات جانبا, فالوزارة عليها التدخل بشكل مباشر ومن واجباتها, مراقبة الطلبة المتسربين من المدارس, وتكوين لجان خاصة لهذه الحالة السلبية، وان تقوم هذه اللجان بزيارة الأهالي لرؤية الوضع, فاغلب هذه الأسر تعاني من التفكك اسري وفقدان للمعيل في زمن الأزمات, ومن الطبيعي أن يكون الطفل هو الساند الوحيد.
 
يا وزارة التربية, ما هو مصير الأطفال ضعفاء البنية والقدرة؟ وأين يتجه بهم القدر في تخلف يأكل ثنايا المجتمع, أليس اسم وزارتكم الموقرة التربية والتعليم، تلك التي تقوم بتقويم وتثقيف الطفل وتساهم في بناء جيل وازدهار بلد؟! هل التنسيق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية صعب إلى هذه الدرجة؟ لا أتصور انه بالأمر المستحيل, توفير مرتب قد يسد رمقهم وينقذ الطفل من مزبلة الواقع, نحن الآن بحاجة لحلول مجدية واقعية ناجعة لا ترقيعية, نبحث عن النظرة العطوفة الصادقة بضمير حي, نبحث عن احتضان طفل...
 
ما زلت تحت الشمس, احتضن الوجع, قدري من ضحايا سبانة 17.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انس الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/09



كتابة تعليق لموضوع : ضحايا..سبانة17
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net