صفحة الكاتب : السيد حسين المولى

المسلسلات الدينية تحت الضوء.. الحلقة الرابعة مسلسل الإمام علي (عليه السلام) الجزء الرابع
السيد حسين المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه هي الحلقة الرابعة والأخيرة من نقد بعض الثغرات التاريخية في مسلسل الإمام علي (عليه) وتحديداً في حادثة ذهاب عقيل بن أبي طالب إلى الشام وقد أسهبت في الحلقات السابقة في بيان هذه القضية حتى أنني سمعت من يخطب على المنبر ويذكر أن عقيلاً توترت علاقته مع أخيه علي بعد حادثة الحديدة المحماة وذهب إلى الشام وسكن فيها ووهبه معاوية جارية فتزوجها وولدت له بنتاً!!! وهذا أمر غير صحيح لأن حيث الحديدة المحماة التي أدناها منه أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ كما قال المحققون ليس فيه ما يدل على اقترافه إثما أو خروجا عن طاعة، وإنما أراد أمير المؤمنين بذلك تهذيبه بأكثر مما تتهذب به العامة ، كما هو المطلوب من مثل عقيل والمناسب لمقامه ، فعرفة سيد الأوصياء أن إنسانا بلغ من الضعف إلى أن يئن من قرب الحديدة المحماة بنار الدنيا من دون تمسه كيف يتحمل نار الآخرة في لظى ، نزاعة للشوى ، وهو مضطرم بين اوارها.
 فمن واجب الإنسان الكامل التباعد عنها بكبح النهمة وكسر سورة الجشع والمكابدة للملمات القاسية ، فهي مجلبة لمرضات الرب ومكسبة لغفرانه وان كان غيره من أفراد الرعية يتبعد عنها بترك المحرمات فحقيق بمثل عقيل ـ وهو ابن بيت الوحي ورجالات عصبة الخلافة ـ التجنب حتى عن المكروهات وما لا يلائم مقاماه من المباحات ويروض نفسه بترك ذلك كله حتى تقتدي به الطبقات الواطئة بما يسعهم أو يسلون أنفسهم بمقاسات مثل عقيل الشدائد في دنياه فلا يبعضهم الفقر الملمّ والكرب المدلهم، وأمير المؤمنين أراد أن يوقف أخاه عقيلا على هذا الخطر الذي حواه وقد ذهل عنه في ساعته وإلا فعقيل لم يقترف مأثما حتى يكون ذلك عقوبة له...
وقد ذكر في إحدى الروايات الموضوعة عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أنه قال: ما زلت مظلوما منذ كنت صغيرا، أن عقيلا ليرمد فيقول: لا تذروني حتى تذروا عليا، فأضطجع وأذرى وما بي رمد. (أي تصيب عقيل حالة من الرمد في عينه وحينما يريدون ذر الدواء فيها يقول عقيل لا تذروا الدواء في عيني حتى تذرّوه في عين علي فيذر الدواء في عين علي وليس فيه شيء)
وهذه الرواية ظاهرة في الوضع والكذب لأن أبناء أبي طالب كل منهم يكبر الآخر بعشر سنين فطالب يكبر عقيلاً بعشر سنين وعقيل يكبر جعفر بعشر سنين وجعفر يكبر علياً بعشر سنين.. فهل من المعقول أن تصح نسبة الرواية وعقيل أكبر من علي بعشرين عاماً؟؟ وهل هناك قياس بين طفل صغير وشاب يبلغ عشرين عاماً... وهذا ما أردت بيانه في الملاحظات التاريخية على مسلسل الإمام علي (عليه السلام) وإن شاء الله سنتناول مسلسلاً دينياً آخر بعونه تعالى...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد حسين المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/29



كتابة تعليق لموضوع : المسلسلات الدينية تحت الضوء.. الحلقة الرابعة مسلسل الإمام علي (عليه السلام) الجزء الرابع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net