صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

تراخيص وزارة الداخلية بين الراقص والطبال
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

يحاول مكتب رئيس الوزراء , عبر وزارة الداخلية اغتصاب حق المواطن الشرعي الذي كفله الدستور العراقي , باعطاء الحق في التعبير عن رأيه من خلال حرية الرأي  وحرية التظاهر السلمي , دون اجراءات معقدة او ضوابط بوليسية مشددة  , لذا تحاول وزارة الداخلية , افراغ مادة الدستور من مضمونها الفعلي , في مسألة منح التراخيص لتظاهرات السلمية , بعدما سحبتها من صلاحيات واختصاص  في شأن منح الموافقة من المحافظة  , حولتها  بامر من القائد العام لقوات المسلحة الى وزارة الداخلية وعبر الاجهزة الامنية , في منح او الغاء التصاريح , فنجد هذه الجهات المسؤولة تنظر الى مسألة التصاريح بمكيالين . فنجدها داعمة ومساندة بقوة وبكل امكانياتها المالية والمعنوية , في المظاهرات المؤيدة والداعمة لسياسة الحكومة ولقائد الاوحد , وتتحول هذه الاجهزة الى خلية نحل , في ابراز هذه التظاهرات بالاهتمام والزخم الاعلامي الكبير وحث المواطنين على المشاركة من خلال الدعم المالي والمعنوي ,وحتى دون موافقة او تصريح او رخصة اجازة . في حين نجدها في الطرف الاخر , تكشر عن انيابها وتبرز عضلاتها كالاسود الفتاكة  , ويصبح من المحال في الحصول على الموافقة , لتظاهرات السلمية التي تعبر عن رأي الشعب وهي تشير الى الخلل في مؤسسات الدولة , من فقدان الامن والكهرباء والخدمات , او استشراء الفساد المالي والاداري , او الغاء الراتب التقاعدي للبرلمانيين , الذين يتقاضون اموال عالية وخرافية ترهق ميزانية الدولة المالية . في هذه الحالة تصبح منطقة ساحة التحرير محضورة ويمنع فيها التجول , وتصبح المنطقة مغلقة تماما . وبنزول الكثيف والقوي  لقوى الامن والجيش , وتقطع الطرق وتسد المداخل والمخارج  ويمنع المواطنين من الاقتراب من ساحة التحرير , وتتحول المنطقة الى حالة ساحة حرب او انقلاب عسكري وشيك , وتعتقل المواطنين او مقدمين الطلب بالسماح لهم بالتظاهر السلمي , يعتقلون بتهمة الارهاب وتحريض على الاخلال بامن المواطنين , وتثبت القوات العسكرية بكل اصنافها وجودها الشجاع . كأنهم اسود الوطن وحماة الديار وسور الوطن  . فحين نجد نسور الوطن وحماة الديار , تهرب كالمذعورة والمرعونة كالارانب وتختفي كليا  , امام العصابات الارهابية والاجرامية , وهي تحصد المواطنين بالقتل اليومي , وعند انتهى عملية الذبح والسلخ وسفك الدماء , تنهض من جحورها وتؤكد وجودها في ازهاق اعصاب المواطنين , كأن هذه الاجهزة الامنية , ليس من صلاحياتها واختصاصها ومسؤولية حماية المواطنين وصيانة امنهم , او قد يدخل في قلبها الرعب والخوف من ان تطالها السيارات المفخفخة , وتترك المواطنين تحت رحمة الكلاب الوحشية والسائبة , وتترك المواطن لقمة سائغة لذئاب الوحشية , ان القائمين على شؤون وزارة الداخلية , واقعين تحت وهم كبير وخاطئ وفادح وقاتل . بان حرية التعبير والتظاهر السلمي , هي اكبر خطر حقيقي من عصابات الارهاب والجريمة , التي تمارس القتل اليومي , وهذا يدل على الخوف والقلق من سماع صوت الشعب , اكثر من الانفجارات المدوية  كل يوم في الشوارع وعلى مقربة من المنطقة الخضراء المحصنة , , انهم يخافون من الاحتجاجات السلمية , اكثر من الخراب والدمار الذي يعصف في العراق , لذا لابد من تشديد القبضة الحديدية الامنية , على المظاهرات السلمية , والتراخي الامني المريب  ازاء الاعمال الارهاب الدموي , طالما ظلت المنطقة الخضراء محصنة وبعيدة عن القتل اليومي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/28


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : تراخيص وزارة الداخلية بين الراقص والطبال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net