سحب لجوء العراقيين في المانيا مجددا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كما هو معروف للجميع ,فقد سحبت المانيا لجوء اكثر من 25000 عراقي بعد فترة بسيطة من سقوط نظام صدام حسين “في العام 2003 “,فقط لانهم يعتبرون كاعداء لنظام صدام حسين وان عدوهم قد انهزم في الحرب..مما اوحى للكثير من الناس ان هذا الاجراء هو انتقام شخصي مدفوع بواسطة بعض المحرضين من المتنفذين في السلطة هنا في المانيا ,وخاصة من المستفيدين من فساد حكومة صدام حسين ومن استمرار الحصار الاقتصادي على العراق,والذين تضررت مصالحهم بعد سقوط الصنم.
سحب اللجوء هذا سبب معاناة كبيرة لهؤلاء الضحايا وكذلك لاسرهم, وخاصة من كان لديهم اطفال يدرسون في المدارس الالمانية ,ومن اصبحت لهم عائلات كبيرة في هذا البلد ولم يعد لهم مايملكون في العراق..فبعضهم دخل المانيا وهو شاب قوي ووصله اخطار سحب لجوءه بعد ان وهنت عظامه واشتعل راسه شيبا..سحب اللجوء هذا سبب لهؤلاء الضحايا ضياعا كبيرا في الوقت والجهد والمال من خلال دوامة عملية قضائية معقدة ومكلفة سلبت منهم الكثير من الصحة والمال .
بعد هذه الفضيحة الكبيرة لالمانيا,وبعد ماسببته من ظلم كبيرة لالاف الاسر العراقية ,حاولت المانيا تحسين صورتها من خلال منح اللجوء للعراقيين المنتمين لمجموعات معينة (المسيحيون,النساء مع اطفال بدون رجال,العوائل التي يدعي احد افرادها ممارسة مهنة الدعارة او الشذوذ الجنسي..الخ) ,وقامت هي بجلب البعض منهم عن طريق الامم المتحدة الى المانيا مباشرة من خلال عملية دعائية واضحة جدا.
ومع ذلك "عادت حليمة لعادتها القديمة" وبدات دائرة الهجرة الالمانية بفتح ملفات سحب لجوء العراقيين من جديد وبصمت تام "مستفيدين من تجربتهم السابقة في سحب لجوء العراقيين "اي كالافعى التي تنساب لتقتل ضحاياها واحد تلو الاخر بلا اي ضجيج.
لقد ارسلت رسالة الى السيد Dr. Manfred Schmidt رئيس دائرة الهجرة في المانيا, وطالبته فيها بتنفيذ قرار وزارة الداخلية الالمانية الصادر في العام 2007 والقاضي بايقاف سحب اللجوء عن حالات كثير حددتها الوزارة ,على سبيل المثل (العوائل التي لديها اطفال قصر,والذين نجحوا في دورات الاندماج,والمقيمين في المانيا منذ فترة طويلة من الزمن...الخ), فوصلني رد مهلهل فيه الكثير من الخلط والمغالطات من قبل وكليل رئيس دائرة الهجرة السيد Dr. Iris Schneider يدعي فيه انه من حقهم سحب اللجوء عن سنة وشيعة العراق " اي عن المسلمين فقط" مما يوحي بانهم يستهدفون الطائفة المسلمة فقط..طبعا هذا مع علمهم ان اكثر المتضررين في العراق هم المدنيين العزل من الشيعة والسنة, الذين يذوقون الموت يوما على يد العدو والصديق.
واخيرا اقول..اتمنى ان يمن الله على العراق والعراقيين وعلى كافة امتنا العربية والاسلامية بالامن والامان ويكفيهم ذل اللجوء عند الالمان وغير الالمان.