صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

تعدد الآفات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تذكرت الأستاذ (مدني صالح) رحمه الله , وأسلوبه الممتع في الكتابات الفلسفيه , ومهارته في إطلاق روح الكلمات على سطورٍ معبآةٍ بالأفكار الوهاجة , وكم إلتقيته في حضرة الإبداع , وقد تشعب الحديث وتنوعت مشاربه وإتسعت آفاقه.
تذكرته والكلام عن "تعدد الثقافات", لقادم من مستنقع تعدد الآفات وتناميها , والإستثمار فيها بتحقيق الويلات. 
وتعجبت من طبيب يداوي الناس وهو عليل , وكأنه يرى الأصحاء مرضى والمرضى أصحاء , ويحسب الإنسان غير الإنسان , والناس منقطعة في رمضاء , وإنها الداء!
ويبدو أن تعدد تعني تقدد وتفتت وتقطع وتكسّر , وتبعثر وتناحر وتشاجر , وتبادل القبلات بفوهات الثعابين وذيول العقارب الصفراء , لأن ذلك جزء مهم من دورة الحياة والبقاء , كالصخرة الخاوية الصماء.
وكأنّ في التعدد إنتشار بغضاء وشحناء , وبناء لعمارة التلاحي والتداحي في جحور ظلماء , تتحول فيها الأحياء إلى خفافيش عمياء , فتذعن لإرادة الداحي , المتوّج بالقدرات الكفيلة بتحقيق أعلى درجات الإنشطارات الأميبية في صندوق أوهامه العصماء.
وفي زمن ديمقراطوس , صارت الموجودات ذات جنون فياض , وتفاعلات تماحق وانقراض , وتهرجت وتمرجت , وتجمعت فوق الرؤوس والنفوس الأنقاض , وقال قائلهم : "كام الداس ياعباس" , فالناس تدوس الناس , في إحتفاليات دموع الأعراس , فتعوّذوا من الوسواس الخناس.
وكل إناء بما فيه نضوح , وروائح العفونة تفوح , وبلاد الخيبات على الباليات تنوح , ويخطب الخطباء بالقول النصوح , والواحد منهم صاحب ألف وجه ووجه مفضوح , والمنادي ينادي , إفعلوا ما أقول ولا تفعلوا ما أفعل , لأن في ذلك إعتداء وجنوح.
والأشاوس يلتحفون بسور الصين العظيم , خوفا من الشيطان الرجيم , ومن البشر المنسحق الكظيم , الذي يسبّح بكرة وأصيلا لربه الرحيم , فينثرون الرزايا على جموع تستظيم , فيتلذذون بشظايا التعددية وما تجلبه من نعيم , ولا يؤمنون بأن فوق كل عالمٍ عليم , وكأنهم لا يدركون بأن شرهم شر وخيم.
فتثقفوا , أيها الناس , وتعلموا التعدد في الثقافة والرأي والفعل والقول , لأن المصالح تقتضي أن تعيشوا في تعددية ذات نيران حامية , تهديكم إلى جحيم الهاوية , فتتذوقون سقر , وتتعلمون ما هيّه, وإياكم إياكم أن تقولوا إنها قاسية , بل عليكم أن تسبحوا لأدعياء تعدد الثقافات بأقوالهم , وتدميرها بأفعالهم , وفي ذلك يحققون ضربتهم القاضية.
فما أنتم سوى عروش خاوية , وأعداد واهية , وكلكم على يسار عمود خيمة في البادية , تدوسكم سنابك متدانية , فتحيلكم إلى تراب وأشياء بالية , فتنعّموا بقهركم وعسر مدينتكم الباكية ,  وتعففوا وتزهدوا وتمرّغوا بتراب ايامكم الجاسية , فذلك يقربكم إلى جنات نعيم وأنهار بها الأحلام جارية , ودعونا في متعنا وقصورنا العالية , فذلك من فضل ربنا على عباده الساعية.
فهل عرفتم قيمة تعدد الثقافات , في بلد الثقافات , أيتها العقول المخرّبَة المتناسية.
وقهقه عصفور على نافذة شباك تطل على تنوعات موجودات بالروائع متفانية , وسقطت لفة قماش تتدحرج بين الكراسي الخالية!!   
وتردد صوت يقول: آفات , أفات , وكل آفةٍ لها إمتيازات!
فسقط السقف ومات الحضور من شدة البلاء!! 
ولا زال الصوت يردد : واعتصموا بآفاتكم لعلكم تفلحون!!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/04



كتابة تعليق لموضوع : تعدد الآفات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net