رئيس الجمهورية يطالب بنائب رابع له
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

دعا الرئيس جلال الطالباني مجلس النواب العراقي لتعديل قانون نواب رئيس الجمهورية واستحداث نائب رابع لترشيح شخصية تركمانية لتولي المنصب إنصافا لهذا المكون القومي الذي عانى لسنوات طويلة من حيف النظام الاستبدادي .
هكذا يرى سيادة الرئيس جلال الطالباني إن إنصاف المكون التركماني من الحيف والظلم والاستبداد يتم من خلال تعين نائب له من هذا المكون يضاف إلى نوابه الثلاثة الآخرين .
ونحن بدورنا نريد أن نسأل سيادة الرئيس ونقول له ما هي هذه المهمات الجسام الملقاة على عاتقكم والتي تستوجب وجود أربعة نواب لديك ؟ فإذا كان منصبك أنت يا سيادة الرئيس هو منصب شرفي وليس له أي مهمات تنفيذية فكيف بنوابك الأربعة ؟ وهل تدرك يا سيادة الرئيس كم سيكلف ميزانية الدولة من رواتب ومخصصات ومنافع اجتماعية وحمايات وأبنية لأربعة نواب ليس لهم جميعا أي ضرورة ؟ فإذا كنت أنت رئيس الدولة وحامي دستورها لا تعير أي اهتمام للمال العام فكيف نطالب الموظف الصغير أن يكون مخلصا ونزيها وحريصا على المال العام ؟ لنفترض يا سيادة الرئيس أن مواطنا عراقيا بسيطا استوقفك وسألك هذا السؤال وقال لك يا سيادة الرئيس , الولايات المتحدة الأمريكية لرئيسها نائب واحد وأنت لك أربعة نواب فهل إن صلاحياتك ومهامك الدستورية أكبر من صلاحيات ومهام الرئيس الأمريكي ؟ ماذا ستقول له ؟ هل ستكون صادقا وجريئا وتقول له إن نوابي الأربع وثلاثة أرباع الوزارة العراقية ليس لهم جميعا أية ضرورة وطنية سوى ضرورة التوافق والمحاصصة السياسية ؟ ماذا تتوقعون يا سيادة الرئيس من الشعب العراقي الغاضب عليكم جميعا دون استثناء ؟ ألا تشاهدون ما يحصل من غضب جماهيري في تونس ومصر ؟ أم إنكم تعتقدون في مأمن من غضب أبناء الشعب ؟ وهل يا سيادة الرئيس إن إنصاف مكون من مكونات الشعب العراقي يتحقق من خلال تعين شخص من أبناء هذا المكون في منصب حكومي رفيع ؟ ألا تعتقد يا سيادة الرئيس إن الإنصاف الحقيقي يتحقق من خلال توفير الخدمات للناس ورفع مستواهم ألمعاشي وتحسين ظروف معيشتهم ؟ وهل تمّ أنصاف المكون الكردي عندما تمّ تعينك رئيسا للعراق ومسعود البارزاني رئيسا لإقليم كردستان ؟ سيادة الرئيس أنا مواطن عراقي بسيط , عارضت النظام ألبعثي المجرم منذ مجيئه للسلطة عام 1968 ولم أصافح أو أعانق رأس النظام يوما كما فعلت أنت والسيد مسعود البارزاني , وتعرضت للسجن والتعذيب والملاحقة والتشريد من بلدي من قبل هذا النظام الفاشي والدموي , وكان حلمي الوحيد الذي عشت من أجله أن أرى نهاية هذا النظام الديكتاتوري الفاشي , وأرى أبناء شعبي ينعمون بالأمن والحرية ويعيشون تحت ظل نظام ديمقراطي بحرية وكرامة , ويكون لديهم حكومة وطنية مهمتها الأولى والأخيرة هي خدمة الشعب والسهر على راحته , ولم أكن أتوقع أن يزول النظام البعثي المجرم لتستولي على السلطة أحزاب فاسدة وسياسيون فاسدون , لا همّ لهم سوى النهب والسلب وتحقيق المكاسب الذاتية لهم ولأسرهم دون أي مراعاة أو إحساس بمعاناة الناس وآلامهم .
سيادة الرئيس هل تسمح لي أن أسالك هذا السؤال , هل أنت رجل وطني وشريف ؟ فإذا كنت كذلك فلماذا لم تنبس ببنت شفة وتعترض وتثور على هذا العدد الغير مبرر من الوزارات ؟ ولماذا لا تعترض على هذه الرواتب والامتيازات الخيالية التي تتمتع بها الرئاسات الثلاث وكل الوزراء والنواب ؟ ماذا أبقيتم للشعب ولأعمار البلد المدمر يا سيادة الرئيس ؟ كم من ملايين الدولارات ستقتطع بعد عشرون عاما من ميزانية البلد كرواتب تقاعدية للنواب والوزراء وأعضاء مجالس المحافظات ؟ سيادة الرئيس اسمعها مني صراحة , إنكم جميعا لم تصونوا الأمانة ولم تكونوا حريصين على المال العام , وإنكم جميعا دون استثناء خيبتم آمال الشعب , وإنكم جميعا شاركتم بهذه الفوضى وإن أحزابكم جميعا ساهمت بسلب ونهب المال العام , وإنكم جميعا لا تصلحون لقيادة العراق وإنكم جميعا ستلاحقون من قبل الشعب العراقي .
الشعب في العراق يغلي يا سيادة الرئيس والثورة على الفساد والفاسدين قادمة لا محالة .
العراق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat