1- تربية الشرطة المحلية :
علامات التحضر كثيرة ومتنوعة , ومن أكثرها تأثيرا في المجتمع , الملموس والمنظور بين يدي المواطن , ومن هذا الملموس والمنظور هو التعامل اليومي لأفراد الحكومة من الموظفين و الشرطة ورجال الأمن بصورة عامة مع الفرد في الشارع والدائرة والبيت , لماذا ؟ لأنه يعكس توجيهات الدولة وتربيتها للموظف المنتمي لأسرتها أولا , والنقطة الثانية ’ دلالة على عدم عشوائية الدولة في انتقاء من يمثلونها في الشارع من رجال أو نساء وضعتهم لحماية وسلامة المواطن ( والمعني بهذا رجل الشرطة تحديدا ) , وهذا التعامل الحضاري المؤدب والقانوني يساعد على زرع روح المواطنة في النفس , و يساعد على نمو روح الاطمئنان وسلامة التصرف و الحرص على عمل كل ما يفيد وينفع الوطن بالمجموع وعدم بيعه بثمن أو بدون ثمن لمن هب ودب .
في العراق لم نلمس أي اهتمام من قيادات البلد بهذا الجانب لاختيار الكفاءة و الكفاءات , وإلزام المقابلة قبل التعيين لاختيار من تربى على خلق و أفكار تساعد على أن يكون ملجأ للملهوف , بل العكس وجدنا القيادات السياسية والأمنية هي من تساعد على التدهور الحضاري و الأخلاقي في المجتمع , مرة بضعف القائد وهذا في العراق الجديد بالتحديد , و تارة أخرى بإعطاء الرتب للأفراد وجعلهم قادة , والأدنى رتبة دفعه للرتبة الأعلى دون انتظار اكتسابه الخبرة وهكذا . و الشواهد للداني والقاصي معلومة .
نتيجة هذه الحماقات ترى المراكز ومديريات الشرطة ونقاط التفتيش أغلبها عبارة عن عصابات تتعدى على المواطن وتنتهك الأعراض بل وتتآمر عليه , في حالة الوقوف بوجههم يتفقون بالكذب والافتراء وأيضا الشواهد والأمثلة كثيرة ويومية و لا علاج , على الرغم من وصولها إلى أعلى كرسي هزاز في المدينة , والظاهر إن الأمور تحتاج لانتفاضة من الشرفاء وهم قليل في الدولة اليوم لبيان حضارة العراق وشعبه و أخلاقهم سابقا قبل أن تتحول الأخلاق باختلاط الثقافات وتدنيها , أم الموضوع لا يستحق ذلك .
2- استثمار الناخب وخسارة المرشح .
انتهت انتخابات مجالس المحافظات يوم 20 / 4 / 2013 بعد تأجيل و تسويف والنتائج النهائية أعلنت , فكانت المفاجئات تتوالى علينا ، تارة بأسماء نجحت و ليس لها من الكفاءة شيء !!، كما في المجلس السابق !! ، وأخرى بخسارة كفاءات كان من الممكن أن تنفع المحافظة مع الجيدين من الذين ارتقوا هذه المسؤولية الصعبة في الآخرة قبل الدنيا .
أين كان ذكاء الناخب ؟ ، في عملية بيعه السمك في البحر للمرشح !! والمرشح هنا بني وبكلفة عالية حوضا ليجمع به السراب ! ! ! [ قل كل يعمل على شاكلته ] فمثلا أحد الأشخاص المحترمين دفع لوجيه من العشائر ثمانية ملايين دينار على أن يضمن له خمسمائة صوت ولكنه لم يحصل في المجموع النهائي إلا على ثلثي أصوات هذا الاتفاق , وبين التبذير في الإعلانات وشراء الذمم , كان الثمن لبعض المرشحين الذين لم يحصلوا على مقاعد (( بتوزيع ما دفعوه للسماسرة على الأصوات التي جمعوها )) كالتالي { علما أن ما صرف من مبالغ أخذناها من مساعديهم ومن ساهم بالدفع } :
الأول .. وكانت مرتبته متدنيه ولم يحصل على مقعد وكان سعر الصوت 528052 دينار .
الثاني .. ولم يحصل على مقعد وكانت مرتبته متدنية أيضا وسعر الصوت لديه 119453 دينار .
الثالث .. لم يحصل على مقعد وكانت مرتبته بعيدة عن المقاعد الأولى وسعر الصوت لديه 60293 دينار .
الرابع .. لم يشتري الأصوات ولكنه صرف 110 مليون دينار على هدايا ودعايات متنوعة ولم يحصل على مقعد .
الخامس .. لم يشتري الأصوات كالأول والثاني ولكنه صرف على دعاياته أكثر من 50 مليون .
نحن نقول الحمد لله الذي لم ينجح هؤلاء بالجلوس في مقاعد الحكومة المحلية وإلا كان الثمن باهظا ، ولكن كم من الذين جلسوا اليوم في مقاعد الحكومة المحلية لا نعرفهم سلكوا نفس المسلك . الله العالم وستبين الأيام ذلك . فكما أثرى أغلب المجلس السابق الثراء الفاحش من رواتبهم البسيطة ! . و منهم من عاد مرة أخرى , كذلك , ليتقاسم معنا لقمة العيش , وكما جاء بالمثل العربي ( كل صعلوك جواد ) !!
ومن سخريات الثقافة العراقية ، أحد الأشخاص أخبرني بأنه أشر في قسيمة الانتخاب على أكثر من مرشح ، أجبته بأنها باطلة ، قال ، اعلم ولكنهم ( أي بعض المرشحين ) من أعطاني مبلغ من المال وأقسم عليً !!، و آخر وعدني وأقسم عليً !! ، والثالث ، أسقط عني ديني ( بفتح الدال وليس كسرها ) مقابل انتخابه ، وهكذا !
متى سنرتقي إلى ثقافة يقال عنا إننا شعب نظامي ؟؟
كربلاء المقدسة

التعليقات
يوجد 9 تعليق على هذا المقال.
هل من المعقول ان يكون الشرطي كامل اﻻوصاف وانتم في العراق تقولون المثل تلشعبي اذا سقط اﻻنسان خلقيا
فكيف يكون هذا الانسان
وهل من المعقول هناك شخص يؤشر على اكثر من شخصية في القائمة الواحدة ما هكذا الغباء
اﻻ ان يكون هذا الشعب غير سوي
تركنا العراق وما زال العراق في نفس العقلية القديمة متى سيكون المسؤول خادم
للناس والمجتمع وﻻ يفكر اﻻ بنفسه . وموضوع الثرثرة وحلقاتها موضوع مطروق ورائع
ومتبع في الصحافة والجرائد اﻻوروبية وبارك الله بالكاتب لتحديد سلبيات المجتمع
وما غفل عنه اﻻخرين
تركنا العراق وما زال العراق في نفس العقلية القديمة متى سيكون المسؤول خادم
للناس والمجتمع وﻻ يفكر اﻻ بنفسه . وموضوع الثرثرة وحلقاتها موضوع مطروق ورائع
ومتبع في الصحافة والجرائد اﻻوروبية وبارك الله بالكاتب لتحديد سلبيات المجتمع
وما غفل عنه اﻻخرين