صفحة الكاتب : سعدون التميمي

صديقي باكَـ قندرتي
سعدون التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عنوان المقال الذي بين أيديكم هو مأخوذ من طقطوقة شعبية طرأت أخيراً على الأغنية العراقية أسمها (( صديقي باكَـ محفظتي )) مطربها يشكوى من خيانة صديقه وتطاوله على محفظته المصنوعة من جلد التمساح وهي تحتوي على صور عائلية وقصاصات صغيرة مدون بها رقم هاتفه النقال وهذا ليس هو بيت القصيد ولا الهدف والغاية من الموضوع .
ففي فترة زيارة الاربعين لكربلاء المقدسة في موسمها الأخير حيث كنت في مهمة إعلامية لتغطية مراسيم الزيارة أنا وبعض الأخوة الاعلاميين .
حيث انتهى بنا المشوار الى المرقد الشريف للإمام الحسين بن علي (ع) ، ومن المعتاد يجب خلع الاحذية قبل دخول الأماكن المقدسة وأماكن العبادة ، فلكثرة الزوار المتوافدين لم يكن هناك متسع أن تضع حذائك في الأمانات فترمى بشكل عشوائي ، إما نحن فقد قاموا رجال التشريفات بفسح وتخصيص مجال وضعنا احذيتنا به .
ونحن ندخل من باب القلبة وقعت عيني على ضابط في شرطة كربلاء برتبة نقيب ويبدو انه من جماعة (( الدمج )) حيث كان يقبل الباب بحرقة قلب كبيرة ملفته للإنتباه حيث أخذ منه الرياء والعجب مأخذاً كبيراً .
لم نهتم لأمره وواصلنا مسيرنا نحو المركز الأعلامي للحضرة الحسينية الشريفة للحصول على إذن بالتصوير وتغطية مايجري في هذا اليوم المبارك .
وبعد إنتهاءنا وعودتنا من حيث أتينا أخذوا زملائي يلبسون أحذيتهم متهيئين للخروج فلن أجد حذلئي من بين الأحذية الخمسة .
وأخذت ابحث عنه واسترق النظر هنا وهناك ، حتى سئلني احد رجال التشريفات فأخبرته إني فقدت حذائي ومن يفقد حذائه يفقد عقله وصوابه ومن المحتمل أن يرتكب جريمة بحق البشرية .
أخذ يبحث معي الرجل حتى أبلغنا أحد الاشخاص المتواجدين في الخدمة إن ضابط الشرطة هو من أخذ حذائي وانصرف .
أجبرت ان أخرج حافي القدمين وأنا أنكوي بنارين نار الحذاء الذي في طرفهِ حورُ ونار الشماته ومسخرة زملائي الذين وجدوا ضالتهم في الضحك و (( التحشيش )) وهم يغنون لي (( منين إجه هذا النقيب منين إجه ومني خذاك شحال لو ماطلع مثلي يوم يوم ونساك )) .
انا اتسائل مثل هذا النقيب الذي دنئت نفسه على حذاء عراقي الصنع هل نستطيع أن نؤمنه على حياتنا وأنفسنا وهل سيمتنع من أخذ الرشوة إن عرضت عليه .
كل هذه التساؤلات لم تنتهي ولن ينتهي هذا المسلسل التقليدي في حياتنا فاليوم سرقت مني (( قندرة )) أخرى من نوع آخر وجلد آخر فهي جاءت هذه المرة من صديق آخر ، هو صديقي الذي أصطحبته معي الى بيت صديقتي لأعرفه عليها حيث تفاجئت إنه سرقها مني بكل سهولة .
فلا أدري إلى متى يستمر مسلسل (( صديقي باكَـ قندرتي )) وإلى متى  نبقى نفقد (( قنادرنا )) كل يوم وفي كل مناسبة وكل هذا يحدث على مرآى ومسمع المجتمع الدولي ووسكوت الحكومة المركزية في بغداد فيجب أن نميز أصدقائنا مثلما نميز مقاس أحذيتنا ...
 / عمان

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعدون التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/06



كتابة تعليق لموضوع : صديقي باكَـ قندرتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net