عنوان المقال الذي بين أيديكم هو مأخوذ من طقطوقة شعبية طرأت أخيراً على الأغنية العراقية أسمها (( صديقي باكَـ محفظتي )) مطربها يشكوى من خيانة صديقه وتطاوله على محفظته المصنوعة من جلد التمساح وهي تحتوي على صور عائلية وقصاصات صغيرة مدون بها رقم هاتفه النقال وهذا ليس هو بيت القصيد ولا الهدف والغاية من الموضوع .
ففي فترة زيارة الاربعين لكربلاء المقدسة في موسمها الأخير حيث كنت في مهمة إعلامية لتغطية مراسيم الزيارة أنا وبعض الأخوة الاعلاميين .
حيث انتهى بنا المشوار الى المرقد الشريف للإمام الحسين بن علي (ع) ، ومن المعتاد يجب خلع الاحذية قبل دخول الأماكن المقدسة وأماكن العبادة ، فلكثرة الزوار المتوافدين لم يكن هناك متسع أن تضع حذائك في الأمانات فترمى بشكل عشوائي ، إما نحن فقد قاموا رجال التشريفات بفسح وتخصيص مجال وضعنا احذيتنا به .
ونحن ندخل من باب القلبة وقعت عيني على ضابط في شرطة كربلاء برتبة نقيب ويبدو انه من جماعة (( الدمج )) حيث كان يقبل الباب بحرقة قلب كبيرة ملفته للإنتباه حيث أخذ منه الرياء والعجب مأخذاً كبيراً .
لم نهتم لأمره وواصلنا مسيرنا نحو المركز الأعلامي للحضرة الحسينية الشريفة للحصول على إذن بالتصوير وتغطية مايجري في هذا اليوم المبارك .
وبعد إنتهاءنا وعودتنا من حيث أتينا أخذوا زملائي يلبسون أحذيتهم متهيئين للخروج فلن أجد حذلئي من بين الأحذية الخمسة .
وأخذت ابحث عنه واسترق النظر هنا وهناك ، حتى سئلني احد رجال التشريفات فأخبرته إني فقدت حذائي ومن يفقد حذائه يفقد عقله وصوابه ومن المحتمل أن يرتكب جريمة بحق البشرية .
أخذ يبحث معي الرجل حتى أبلغنا أحد الاشخاص المتواجدين في الخدمة إن ضابط الشرطة هو من أخذ حذائي وانصرف .
أجبرت ان أخرج حافي القدمين وأنا أنكوي بنارين نار الحذاء الذي في طرفهِ حورُ ونار الشماته ومسخرة زملائي الذين وجدوا ضالتهم في الضحك و (( التحشيش )) وهم يغنون لي (( منين إجه هذا النقيب منين إجه ومني خذاك شحال لو ماطلع مثلي يوم يوم ونساك )) .
انا اتسائل مثل هذا النقيب الذي دنئت نفسه على حذاء عراقي الصنع هل نستطيع أن نؤمنه على حياتنا وأنفسنا وهل سيمتنع من أخذ الرشوة إن عرضت عليه .
كل هذه التساؤلات لم تنتهي ولن ينتهي هذا المسلسل التقليدي في حياتنا فاليوم سرقت مني (( قندرة )) أخرى من نوع آخر وجلد آخر فهي جاءت هذه المرة من صديق آخر ، هو صديقي الذي أصطحبته معي الى بيت صديقتي لأعرفه عليها حيث تفاجئت إنه سرقها مني بكل سهولة .
فلا أدري إلى متى يستمر مسلسل (( صديقي باكَـ قندرتي )) وإلى متى نبقى نفقد (( قنادرنا )) كل يوم وفي كل مناسبة وكل هذا يحدث على مرآى ومسمع المجتمع الدولي ووسكوت الحكومة المركزية في بغداد فيجب أن نميز أصدقائنا مثلما نميز مقاس أحذيتنا ...
/ عمان
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عنوان المقال الذي بين أيديكم هو مأخوذ من طقطوقة شعبية طرأت أخيراً على الأغنية العراقية أسمها (( صديقي باكَـ محفظتي )) مطربها يشكوى من خيانة صديقه وتطاوله على محفظته المصنوعة من جلد التمساح وهي تحتوي على صور عائلية وقصاصات صغيرة مدون بها رقم هاتفه النقال وهذا ليس هو بيت القصيد ولا الهدف والغاية من الموضوع .
ففي فترة زيارة الاربعين لكربلاء المقدسة في موسمها الأخير حيث كنت في مهمة إعلامية لتغطية مراسيم الزيارة أنا وبعض الأخوة الاعلاميين .
حيث انتهى بنا المشوار الى المرقد الشريف للإمام الحسين بن علي (ع) ، ومن المعتاد يجب خلع الاحذية قبل دخول الأماكن المقدسة وأماكن العبادة ، فلكثرة الزوار المتوافدين لم يكن هناك متسع أن تضع حذائك في الأمانات فترمى بشكل عشوائي ، إما نحن فقد قاموا رجال التشريفات بفسح وتخصيص مجال وضعنا احذيتنا به .
ونحن ندخل من باب القلبة وقعت عيني على ضابط في شرطة كربلاء برتبة نقيب ويبدو انه من جماعة (( الدمج )) حيث كان يقبل الباب بحرقة قلب كبيرة ملفته للإنتباه حيث أخذ منه الرياء والعجب مأخذاً كبيراً .
لم نهتم لأمره وواصلنا مسيرنا نحو المركز الأعلامي للحضرة الحسينية الشريفة للحصول على إذن بالتصوير وتغطية مايجري في هذا اليوم المبارك .
وبعد إنتهاءنا وعودتنا من حيث أتينا أخذوا زملائي يلبسون أحذيتهم متهيئين للخروج فلن أجد حذلئي من بين الأحذية الخمسة .
وأخذت ابحث عنه واسترق النظر هنا وهناك ، حتى سئلني احد رجال التشريفات فأخبرته إني فقدت حذائي ومن يفقد حذائه يفقد عقله وصوابه ومن المحتمل أن يرتكب جريمة بحق البشرية .
أخذ يبحث معي الرجل حتى أبلغنا أحد الاشخاص المتواجدين في الخدمة إن ضابط الشرطة هو من أخذ حذائي وانصرف .
أجبرت ان أخرج حافي القدمين وأنا أنكوي بنارين نار الحذاء الذي في طرفهِ حورُ ونار الشماته ومسخرة زملائي الذين وجدوا ضالتهم في الضحك و (( التحشيش )) وهم يغنون لي (( منين إجه هذا النقيب منين إجه ومني خذاك شحال لو ماطلع مثلي يوم يوم ونساك )) .
انا اتسائل مثل هذا النقيب الذي دنئت نفسه على حذاء عراقي الصنع هل نستطيع أن نؤمنه على حياتنا وأنفسنا وهل سيمتنع من أخذ الرشوة إن عرضت عليه .
كل هذه التساؤلات لم تنتهي ولن ينتهي هذا المسلسل التقليدي في حياتنا فاليوم سرقت مني (( قندرة )) أخرى من نوع آخر وجلد آخر فهي جاءت هذه المرة من صديق آخر ، هو صديقي الذي أصطحبته معي الى بيت صديقتي لأعرفه عليها حيث تفاجئت إنه سرقها مني بكل سهولة .
فلا أدري إلى متى يستمر مسلسل (( صديقي باكَـ قندرتي )) وإلى متى نبقى نفقد (( قنادرنا )) كل يوم وفي كل مناسبة وكل هذا يحدث على مرآى ومسمع المجتمع الدولي ووسكوت الحكومة المركزية في بغداد فيجب أن نميز أصدقائنا مثلما نميز مقاس أحذيتنا ...
/ عمان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat