فليبنوا لنا عراقناً جديد !
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محاصصة وخصخصة وإمبراطورية وتهميش المواطن و الفسادين العظيمين ..الخ ، هذه الأمور التي تعصف بالبلد وغيرها تعيش بيننا منذ أكثر من خمسة عقود ، لم يلقى الفرد مبتغاه ولم ينل مراده في صندوق صناع القرار ، الرئاسات الثلاث مشلولة بالكامل والسلطات الثلاثة تعمل فيما بينها وتسعى إلى إثبات وجودها بكل الطرق والحيل والأساليب ، أما المواطن .. يعيش في صراع مع ثلاث أمور.. الطائفية والبطالة ونقص الخدمات ، اذا تناولنا احد تلك الأمور الثلاث لإحتجنا إلى قراطيس تترع عين الشمس لذا فإننا نرى المسؤولين حين توضع أمامهم مطالب الشعب يمرون عليها كالكرام من دون اخذ هنيهة أو اقتطاع دقائق معدودات من وقت المزاح والتفكير في مقتضيات الإجازة الرباعية الموسم للنظر في ما يحتاجه المواطن.
تتسيد اليوم قضية خطيرة كقنبلة موقوتة تم تجميعها من قبل شخصيات نافذة في الدولة إلا أن خبير التفجير لازال ضمن حملة البحث والذي بدوره سيكمل تلك القنبلة ليودع لحمة الشعب وتراصه ويعلن ولادة حركة جديدة تحمل عنوان العراق بلد الجميع ... اين العراق ؟ ومن هم الجميع ؟ ..اذا كان العراق لا يتعدى جغرافيا المنطقة الخضراء فنحن في مأمن مما يسعون اما اذا كان لا يتعدى حدود محافظة الانبار فمن هنا نطالب منظمة حقوق الانسان ببناء ملاجئ ومخيمات وان تتصدق علينا الدول ببواخر من المأونة لديمومة الجنس البشري المستعبد او لنعيد التأريخ الى عصر الفراعنة ونعمل كمأجورين في الحرث والضيافة والخدمة والسقيّ ، هذه كانت أمنيات من قام بتأجيج الطائفية في البلد والذي حاول وبكل الأساليب أن يتلاعب بعواطف الناس ويخلق منهم وحشاً كاسر لنهش جسد العراق حتى استفاضت بداخله موجات من التصعيد واندفع صوب محافظة الأنبار والتي هي جزء لا يتجزأ من البلد وأبناؤها هم أبناء العراق وعَمَد الى تأجيج نار الفتنة ساعياً الى افتتاح حلبة الموت لطرح الآلاف من الأبرياء بغية تسنمه منصباً أسمى أو الحظي بشعبية اكبر ونحن على أبواب الانتخابات .. ؟ أي خيبة تلك التي التصقت بسببها الأيادي بالجباه ؟ اذا كان السياسيون يعزفون على وتر الطائفية وتقسيم البلد فكريا وليس جغرافيا فأي الفريقين نحن هل المخلصين المواطنين ام المأجورين السفاحين .
انطلقت بوادر بعض السياسيين بمحاولة لئيمة لتأجيج وضعاً قد نساه العراقيون بعد ان فقد كل بيت احد أعزائه لأسباب لم يفتعلها ولم يمت لها بصلة إطلاقا ! ذنبه الوحيد كان من الطبقة المحدودة الدخل لم يكن له نفوذ ولا سلطة سوى منزله ومعاناته في ملئ بطون بنيه .. اما النافذين فقد اختلفت الآراء حول معاناتهم اليومية في ادارة شؤون عوائلهم ومستقبل أولادهم ، والحيرة الكبرى في اكمال التعليم واجراء قرعة محكمة للرسو على ضفاف لندن امريكا السويد بريطانيا ...الخ ، هذا هو الفرق الذي حير عمالقة الفلسفة المدنية وشؤون المجتمع، ان الاختلاف الحاصل بين الطبقات هو الفيصل القويم والمنطق الحكيم في اتخاذ القرارات واستخراج نتائج انعاش المجتمع , لم تكن هذه العوامل شرطاً مشروطاً لذا لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن يرتدون الحرير ويحتلون بالذهب والفضة ولم يكن في محافل يومية لملئ بطنه الزكية بل كان يــُطعـِم ولا يــٌطعـَم الا من لدن رب عزيز .. وقد تكرس عمله المبارك في نشر الرسالة المثلى للوصول الى سمات التكامل الاجتماعي ، أفنحن ممن ورثوا أقواله وأفعاله وتدابيره الزكية المزكاة ؟ كلا فالعكس يقين يدرأه الشك وبلاغة الكلام اثناء الجلسات السياسية و الأقاويل والتصريحات البرجوازية ، اذا كان دين الحق ولسان الصدق قد تجاهله عُـمار الدولة فلنعلن للعالم اجمع بأننا بحاجة إلى نبي آخر يتلو علينا آيات لتأنيب الضمير ويمهد لنا طريق الخلاص للشعور بالطمأنينة والسعادة الكبرى .
بما ان السياسية المستحدثة قد تجاهلت الأمور الإدارية فيتوجب إماطة وشاح الاختباء خلف الأسماء والتكتلات والتي تؤثر وبصورة مباشرة على عواطف المجتمع ، حين أشعلت نيران التظاهرات في محافظة الانبار بسبب لا يفقهه حتى أهله شهد البلد وعكة طفيفة أدت إلى قطع التبادل السلعي وأثرت في نفوس المدنيين في أصقاع العراق وبما إن التظاهرة كانت من اجل هدف رآه المواطنون وهو حق مشروع في تنفيذ مطالبهم إلا إن من أجج تلك النار هو احد السياسيين الذي تطاول على شرعية القضاء والسلك العسكري حين اتهمهم بالميليشيات ونقض الأمر القضائي الصادر بحق اعتقال المتورطين بالأعمال الإرهابية وهم حمايته الخاصة، بيد ان التصريحات التي قلبت الموازين أفادت بان التظاهرات لم تكن تثمينا لدور هذه الشخصية لأنها لم تقدم أي شيء لمواطنيها بل هي أهداف مدنية بحاجة إلى تثبيتها ولكي تكون الحقيقة أوضح فقد طالب المسؤولون عن التظاهرة الانبارية بإنزال صورة المقصود معربين عن عدم استمالتهم له لأنه لم يقدم شيء لأبناء محافظته .
الوضع المتأزم في الانبار يأخذ عدة مآخذ وهناك تحركات تستحق التأمل والوقوف لدراسة ماهيتها فإذا كانت التظاهرة عراقية بحتة وتسعى الى نيل المطالب بالحوار والسلم فماذا يفعل علم كردستان وعلم العراق القديم الذي يحمل ثلاثة نجوم ؟
ان التهجم على الحكومة واعلان الانقلاب في هذ الوقت يسبب اخلالاً واضحاً في المسير السياسي وعلى المواطن درء هذا التصور لان هذا الانقلاب قد يسمح لحلف الشمال الأطلسي ان يحتل العراق هذه المرة ويمكث فيه الى الأبد ونصبح عبيداً أذلاء ونأسف على كل شيء مضى ، الكل يضج صدره بالحسرات والويلات والكل يريد ان يرى مستقبل أولاده حافلاً بالبناء والتقدم .. لكن الذي يمنع تصور ذلك هو المفسدين القاطنين في فراديس الرئاسات وها هم ينجلون شيئاً فشيئاً واخذ بعضهم يفضح البعض من دون تدخل مدني .
ان الفرصة الوحيدة التي بدا يلعب عليها المنقلبين الخاسئين هي الطائفية بلا ريب ضناً منهم إعادة ما أحدثته تلك التصورات لهز ركائز الدولة بأجمعها والعودة من جديد إلى بناء دولة تأخذ عشر سنوات من البناء ونصبح بين طيات التأريخ ونحن لا نزال في حلبة السياسية ونقص الخدمات والبطالة والطائفية.
ومنا هنا فقد توجب على السلطة التنفيذية والقضائية ان تنظر بعين القانون إلى هذه الأمور المربكة وان تخمد نيران الانقلابات لأنها لن تخلف سوى الممسوخين من الذين بنيت أبدانهم على لحوم الأبرياء وروت ظمأهم بدماء العراقيين، وان يحاسب القانون وبشدة المنقلبين من النافذين وان يستمع إلى مطالب الشعب بحاسة ثاقبة لينعم الجميع ، لان هناك ضحايا لصناع أفكار ترسم لضحاياها الجنان في النار وهم لا يفقهون من الخطط التي رسمها رسامو مستقبلهم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماء السماء الكندي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat