فلسطين وراية الإمام علي (عليه السلام)
باقر جعفر صادق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر جعفر صادق

بدل النظر الى ما يفعله اليهود في فلسطين، وهم الخطر الأكبر على العرب والإسلام، ويشكلون العصب الجوهري للقضية، راح الوهابيون يشغلون العالم بالنظر نحو الهوية الفلسطينية الشيعية على أساس أنها هي الخطر الأعظم..؟!
حسناً.. لماذا هم يخافون الهوية الشيعية لفلسطين؟ أي لبلد هو سليب بالأساس، فهل هم يخافون على اسرائيل ومصالحها المشتركة مع مصالحهم، وتلك الأقرب؟ يرى احد قادة الوهابيين أن التشيع في فلسطين معضلة لابد أن تزول، ويقول وهو يخطب لصلاة الجمعة وعلى منبر من منابر المسلمين، وفي مدينة من مدن الله: لو حصلت حرب بين اسرائيل والشيعة، فأنا سأتطوع لإسرائيل..!
عجيب هو الحقد الذي أخرجهم من دينهم، وتمكن منهم تماما، حتى عادوا مسخاً اذلاء يتبعون كل راية مهانة، هم يتحدثون عن ما يسمونها مشكلة التشيع في فلسطين، وكأنها ظاهرة مستحدثة، او ربما هم هكذا يريدون ان يفهموا العالم، بينما تشيع فلسطين برز كعنوان من العناوين المعروفة في صدر الإسلام، وكانت فلسطين مهداً من مهود البطل الشيعي المغوار أبي ذر الغفاري (رض) وأشاع في الاطراف القريبة المؤثرة فكر الامام علي أمير المؤمنين (عليه السلام). وكانت فلسطين أيضاً مأوى لقبيلة خزاعة حليف بني هاشم، وهناك مدينة تسمى خزاعة.
أعتقد أن الوهابيين مرعوبون من تاريخ فلسطين، هذا التاريخ المدون الذي هز مضاجعهم، فالتفوا على التأريخ بحجة ان التشيع الفلسطيني حديث المنشأ...
وقد أكد العالم المقدسي الجغرافي أن اغلب أهالي نابلس والقدس هم شيعة.. هذا الاستشهاد ورد في القرن الرابع الهجري، وجاء التأكيد ما وردنا من القرن الخامس ايضا، إذ كتب الكراجكي أن أهالي الرملة شيعة جميعهم.
وفي كتاب (السفر الى قبر أبي هريرة) في مدينة طبرية، يقول ناصر خسرو: إن اهالي طبرية سكان القدس جميعهم شيعة.. وهناك دليل آخر وهو الاقرب لهم؛ كونه صادراً من رجل حاقد على الشيعة هو ابن جبير، يؤكد فيه ان الشيعة في فلسطين اكثر من السنة. متى سيعرف اولئك الوهابيون ان حقيقة فلسطين شيعية لا يستطيع ان ينكرها احد.
وتؤكد اغلب المصادر التاريخية التي كتبت عن فلسطين عبر التأريخ، انها رفعت لواء أمير المؤمنين (عليه السلام) لقرون زمانية مشهودة.. المهم ما الضير ان تكون فلسطين شيعية؟ وهل يجوز لأولئك القرود من مشايخ الوهابية أن يتعاموا النظر عن الاستيطان الاسرائيلي، ويركزوا انظار الناس الى شيعية هذا البلد المسلم؟
اين انتم، فهناك منذ عقود محاولات تمنح اليهود حيازة الارض، وبناء المستعمرات، وقضية التخلص من العرب، وتدمير التجمعات العربية، والسعي لطمس هوية فلسطين العربية تماما، بينما يتناسى اولئك الشيوخ عن قصد معالم الدولة الفاطمية في القرن الرابع الهجري، وكان مقرهم القاهرة، ونفوذهم يمتد الى فلسطين..؟
وللتاريخ نقول: ان قبة بيت المقدس (قبة الصخرة) عمّرها الشيعة لأكثر من مرة، وتغيرت على ايديهم بعض الملامح التي شذبت اثر الهزات الارضية التي تعرضت لها عبر التأريخ.
وأنشأ الفاطميون دار العلم فرع في فلسطين وفرع في القاهرة، واسس هذا الدار سادس حكام الفاطميين، واتخذها مركز رعاية للمذهب الشيعي، فكان لهذا الاثر الكبير في انتشار المذهب في فلسطين.. التأكيد اليوم على ان التشيع الموجود شيعي اثنا عشري امامي معتدل، سيستمر الى يوم النصر القريب بعون الله تعالى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat