النذور  والقرابين  في القرآن
انوار الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعريف النذر

هو إلزام الإنسان نفسه بفعل شيء لله تعالى، لم يكن واجبًا عليه في الأصل، بقصد القربة والطاعة، 
بأن يقول مثلًا:"لله عليّ أن أفعل كذا إن تحقق كذا أو حتى بدون شرط: "لله عليّ أن أفعل كذا".شروط صحة النذر عند الشيعة الصيغة الشرعية: لا يصح النذر إلا بلفظ يشتمل على اسم الله تعالى صراحة، كأن يقول:"لله عليّ أن..كذا أوكذا"إن شفى الله مريضي، فلله عليّ أن افعل..كذا فلا يكفي مجرد العزم القلبي.
نية القربة: يجب أن يكون العمل المنذور قربة إلى الله، كالصلاة أو الصوم أو الذبح للفقراء، وليس معصية أو عملاً مباحًا مجردًا
. يشترط في النذر 
البلوغ والعقل والاختيار: فلا يصح نذر الصبي، أو المجنون، أو المكره.عدم كونه واجبًا في الأصل: يجب أن يكون الشيء المنذور غير واجب من قبل، وإلا لا يصح النذر أحكام النذر واجب الوفاء به إذا توفرت الشروط
.من نذر معصية أو شيئًا غير مشروع لا يجب عليه الوفاء، بل يحرم.من لم يوفِ بنذره بدون عذر فهو آثم، ويجب عليه القضاء فورًا.
أنواع النذر عند الشيعة:
نذر شكر: كأن ينذر شيئًا عند تحقق نعمة (مثلاً: إن شُفي مريضي فلله عليّ أن أتصدق).نذر التبرّك: مثل نذر الذبح لطلب البركة (غالبًا في أماكن دينية أو للمحتاجين).نذر العبادة: كأن ينذر صلاة أو صومًا تقربًا لله.
الذبح والنذر لأهل  البيت:
الامامية لا يعتقدون بجواز الذبح لأحد غير الله، ولكن يجعلون ثواب الذبيحة هدية لروح النبي أو أهل البيت، وهذا ليس شركًا بل نوع من التوسل والتبرك، بشرط أن يُذبح لله وليس باسم غيره.مثال: يقولون "ذبحت لله، وأهدي ثوابها للإمام الحسين".:
النذور في القرآن الكريم ذُكرت في عدة مواضع، وجاء ذكرها بإيجاز ولكن باحترام وتقدير لمن يفي بها، وذمّ لمن لا يلتزم بها. إليك أهم الآيات التي تتحدث عن النذر:﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾— سورة الإنسان (الآية 7)التفسير 
:مدح الله عباده الصالحين الذين يوفون بالنذر، أي يؤدّون ما أوجبوه على أنفسهم لله تعالى، مما يدل على أن الوفاء بالنذر من صفات المتقين.
2. قوله تعالى:﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾(يُفهم منها أيضًا في سياق الشكر والتقرب، وهو ما يُبنى عليه النذر أحيانًا).
3. قوله تعالى عن مريم عليها السلام:﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيًّا﴾— سورة مريم (الآية 26)
التفسير:السيدة مريم نذرت صوماً (أي الامتناع عن الكلام يومًا كاملاً تقربًا لله)، وهذا يدل على مشروعية النذر في الشرائع السابقة.

القرابين في القرآن الكريم ورد ذكرها في سياقات متعددة، غالبًا لإظهار مبدأ التقرب إلى الله بالعبادات، وخاصة الذبائح والصدقات، وبيان قبولها أو عدمه حسب النية والتقوى. 
 الآيات التي ذكرت القرابين بشكل صريح أو ضمني:-
--1. قصة ابني آدم:﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ﴾— سورة المائدة (الآية 27)التفسير:ابنا آدم (هابيل وقابيل) قدّما قربانين إلى الله، فتُقُبّل من أحدهما (لصلاح نيّته) ولم يُتقبل من الآخر.والقربان في هذه الآية: ما يُقدّم لله من ذبيحة أو صدقة تقربًا إليه.--
-2. قوله تعالى عن بني إسرائيل:﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ﴾— سورة آل عمران (الآية 183)التفسير:بعض بني إسرائيل اشترطوا أن لا يؤمنوا إلا إذا جاء الرسول بآية معينة، وهي أن يقدّم قربانًا تنزل نار من السماء فتحرقه، كدليل على قبول الله له، وكان هذا في بعض الشرائع السابقة
.3. في سياق الحج والنسك:﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ...﴾— سورة الحج (الآية 36)التفسير:الآية تتحدث عن البدن (الإبل أو البقر المهيئة للذبح)، وهي قرابين تقرّبًا لله في الحج، وجزء من شعائره
.4. ما يُبيّن القبول يعتمد على التقوى:﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾— سورة المائدة (من نفس آية ابني آدم)التفسير:القبول ليس في نوع القربان أو شكله، بل في نية المتقرب وتقواه.
خلاصة:القرابين هي ما يُقدّم لله من ذبائح أو صدقات تقربًا إليه.وردت في القرآن لإثبات أن القبول من الله مرتبط بالتقوى.ذكرت في الشرائع السابقة (كما في بني إسرائيل) وكانت تترافق مع آيات من الله، مثل نزول نار تأكل القربان
.الإسلام أقرّ القرابين من خلال النذر، الأضحية، والهدي في الحج.
 

الموضوع السابق المعرض

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat