صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

ناظرين، اناه، يستحي، جلابيبهن: في القرآن
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن ناظرين واناه ويستحي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا" (الأحزاب 53) وقوله: "غير ناظرين إناه" أي غير منتظرين لورود إناء الطعام بأن تدخلوا من قبل فتطيلوا المكث في انتظار الطعام. وقوله: "إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم" تعليل للنهي أي لا تمكثوا كذلك لأن مكثكم ذلك كان يتأذى منه النبي فيستحيي منكم أن يسألكم الخروج. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: أي لا تمكثوا بعد الطعام إطلاقا، لا للاستئناس بالحديث ولا لغيره. "إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ" ﴿الأحزاب 53﴾. المراد بالحق الذي استحيا منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقه الشخصي، وهو إخراج الثقلاء والمتطفلين من بيته، سكت النبي عنه حياء منهم، فنبه سبحانه إلى أن بقاءهم بعد العام يؤذي النبي، وكذلك دخولهم على بيته من غير إذن، وفي الحديث: الحياء شعبة من الإيمان، ومن لا حياء له لا إيمان له. وفي حديث آخر: لم يبق من أمثال الأنبياء إلا قول الناس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت. وقد جاء في وصف النبي: انه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وفي نهج البلاغة: لا إيمان كالحياء والصبر، وكان العرب يمدحون العظيم بالحياء، قال الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين عليه السلام: يغضي حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: "يا أيّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النّبي إلاّ أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه" (الأحزاب 53) (إناه) من مادّة (أنّى يأني) أي حلول وقت الشيء، وتعني هنا تهيئة الطعام للتناول. ثمّ تبيّن الآية علّة هذا الحكم فتقول: "إنّ ذلكم كان يؤذي النّبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحقّ". من المسلّم أنّ النّبي صلى الله عليه وآله لم يكن يتردّد لحظة، ولا يخشى شيئاً، أو يستحيي من شيء في بيان الحقّ في الموارد التي لم يكن لها بعد شخصي وخاصّ، إلاّ أنّ بيان الحقّ إذا كان يعود على القائل نفسه ليس بالأمر الجميل الحسن، أمّا تبيانه من قبل الآخرين فانّه رائع ومستحسن، ومورد الآية من هذا القبيل أيضاً، فإنّ اُصول الأخلاق والأدب كانت توجب على النّبي صلى الله عليه وآله أن لا يدافع عن نفسه، بل يدافع الله سبحانه عنه.

وردت كلمة ينظر ومشتقاتها في القرآن الكريم: تَنظُرُونَ النَّاظِرِينَ انظُرْنَا يُنظَرُونَ فَانظُرْ وَانظُرْ فَنَظِرَةٌ يَنظُرُ فَانظُرُوا وَانظُرْنَا انظُرْ انظُرُوا انتَظِرُوا مُنتَظِرُونَ أَنظِرْنِي الْمُنظَرِينَ فَانتَظِرُوا الْمُنتَظِرِينَ وَانظُرُوا لِلنَّاظِرِينَ فَيَنظُرَ أَنظُرْ يَنظُرُوا نَظَرَ لِنَنظُرَ يَنتَظِرُونَ وَانتَظِرُوا فَيَنظُرُوا مُنظَرِينَ فَأَنظِرْنِي فَلْيَنظُرْ مُنظَرُونَ سَنَنظُرُ فَانظُرِي فَنَاظِرَةٌ نَنظُرْ وَانتَظِرْ يَنتَظِرُ نَاظِرِينَ فَنَظَرَ نَظْرَةً انظُرُونَا وَلْتَنظُرْ نَاظِرَةٌ. جاء في معاني القرآن الكريم: نظر النظر: تقليب البصر والبصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص، وهو الروية. يقال: نظرت فلم تنظر. أي: لم تتأمل ولم تترو، وقوله تعالى: "قل انظرو ماذا في السموات" [يونس 101] أي: تأملوا.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن ناظرين واناه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا" (الأحزاب 53) ناظرين اسم، إِنَاهُ: إِنَى اسم، هُ ضمير، إناه: نضجه و استواءه و إدراكه. قيل: هي بربرية. يقال: أنى النبات: أدرك وحضر وقته. و الأناء و الأنى و الإنى: النضج وحلول الوقت. وهي إذا كسرت همزتها قصرت كما في الآية، و إذا فتحت مدت. إِنَاهُ: نضجه واستواءه. غير ناظرين إناه: غير منتظرين نضجه و استواءه. حجاب اسم. يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تدخلوا بيوت النبي إلا بإذنه لتناول طعام غير منتظرين نضجه، ولكن إذا دعيتم فادخلوا، فإذا أكلتم فانصرفوا غير مستأنسين لحديث بينكم؛ فإن انتظاركم واستئناسكم يؤذي النبي، فيستحيي من إخراجكم من البيوت مع أن ذلك حق له، والله لا يستحيي من بيان الحق وإظهاره. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه" نهاهم سبحانه عن دخول دار النبي صلى الله عليه واله وسلم بغير إذن وهو قوله "إلا أن يؤذن لكم" أي في الدخول يعني إلا أن يدعوكم إلى طعام فادخلوا غير ناظرين إناه أي غير منتظرين إدراك الطعام فيطول مقامكم في منزله والمعنى لا تدخلوا بغير إذن وقيل نضج الطعام انتظارا لنضجه فيطول لبثكم ومقامكم. "ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا" أي فإذا أكلتم الطعام فتفرقوا وأخرجوا "ولا مستأنسين لحديث" أي ولا تدخلوا فتقعدوا بعد الأكل متحدثين يحدث بعضكم بعضا ليؤنسه ثم بين المعنى في ذلك فقال "إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم" أي طول مقامكم في منزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤذيه لضيق منزله فيمنعه الحياء أن يأمركم بالخروج من المنزل "والله لا يستحيي من الحق" أي لا يترك إبانة الحق فيأمركم بتعظيم رسوله وترك دخول بيته من غير إذن والامتناع عما يؤدي إلى أذاه وكراهيته.

وردت كلمة يستحي ومشتقاتها في القرآن الكريم: يَسْتَحْيِي فَأَحْيَاكُمْ يُحْيِيكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ يُحْيِي الْحَيَاةِ حَيَاةٍ أَحْيَاءٌ فَأَحْيَا أَحْيَاهُمْ الْحَيُّ أُحْيِي تُحْيِي بِيَحْيَى وَأُحْيِي حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا أَحْيَاهَا أَحْيَا حَيَاتُنَا وَيَحْيَى فَأَحْيَيْنَاهُ وَمَحْيَايَ تَحْيَوْنَ وَنَسْتَحْيِي حَيَّ بِالْحَيَاةِ وَتَحِيَّتُهُمْ تَحِيَّتُهُمْ نُحْيِي فَلَنُحْيِيَنَّهُ يَحْيَى يَا يَحْيَى حَيًّا حَيَّةٌ لِلْحَيِّ أَحْيَاكُمْ وَنَحْيَا تَحِيَّةً لِنُحْيِيَ يُحْيِينِ وَيَسْتَحْيِي اسْتِحْيَاءٍ الْحَيَوَانُ وَيُحْيِي فَيُحْيِ لَمُحْيِي فَيَسْتَحْيِي فَأَحْيَيْنَا.

قال الله تعالى عن يستحي ومشتقاتها "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ" ﴿البقرة 26﴾، "ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ" ﴿الأحزاب 53﴾، "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ" ﴿البقرة 49﴾، "وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" ﴿الأعراف 127﴾، "وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿الأعراف 141﴾، "وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ" ﴿ابراهيم 6﴾، "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" ﴿القصص 4﴾، "فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" ﴿غافر 25﴾.

عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن جلابيبهن "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" ﴿الأحزاب 59﴾ خاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقال "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" أي قل لهؤلاء فليسترن موضع الجيب بالجلباب وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة عن الحسن وقيل الجلباب مقنعة المرأة أي يغطين جباههن ورءوسهن إذا خرجن لحاجة بخلاف الإماء اللاتي يخرجن مكشفات الرؤوس والجباه عن ابن عباس ومجاهد وقيل أراد بالجلابيب الثياب والقميص والخمار وما تستتر به المرأة عن الجبائي وأبي مسلم. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: الجلابيب جمع جلباب وهو ثوب تشتمل به المرأة فيغطي جميع بدنها أو الخمار الذي تغطي به رأسها ووجهها. وقوله: "يدنين عليهن من جلابيبهن" أي يتسترن بها فلا تظهر جيوبهن وصدورهن للناظرين. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: أمّا المراد من (الجلباب) فقد ذكر المفسّرون وأرباب اللغة عدّة معان له: 1 ـ أنّه (الملحفة)، وهي قماش أطول من الخمار يغطّي الرأس والرقبة والصدر. 2 ـ أنّه المقنعة والخمار. 3 ـ أنّه القميص الفضفاض الواسع. ومع أنّ هذه المعاني تختلف عن بعضها، إلاّ أنّ العامل المشترك فيها أنّها تستر البدن. وتجدر الإشارة إلى أنّ (الجلباب) يقرأ بكسر الجيم وفتحها. إلاّ أنّ الأظهر أنّ المراد هو الحجاب الذي يكون أكبر من الخمار وأقصر من العباءة، كما ذكر ذلك صاحب لسان العرب. والمراد من (يُدنين) أن يقربن الجلباب إلى أبدانهن ليكون أستر لهنّ، لا أن يدعنه كيف ما كان بحيث يقع من هنا وهناك فينكشف البدن، وبتعبير أبسط أن يلاحظن ثيابهنّ ويحافظن على حجابهنّ. أمّا ما إستفاده البعض من أنّ الآية تدلّ على وجوب ستر الوجه أيضاً، فلا دليل عليه، والنادر من المفسّرين من إعتبر ستر الوجه داخلا في الآية.

جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن جلابيبهن "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" ﴿الأحزاب 59﴾ جَلَابِيبِهِنَّ: جَلَابِيبِ اسم، هِنَّ ضمير. جلابيبهنّ: ما يستتِـرن به كالمِلاءة. يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن، لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن، ذلك أقرب أن يميَّزن بالستر والصيانة، فلا يُتعَرَّض لهن بمكروه أو أذى. وكان الله غفورًا رحيمًا حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم بما أوضح لكم من الحلال والحرام. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة، أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة، "ذلك أدنى" أقرب إلى "أن يعرفن" بأنهن حرائر "فلا يؤذين" بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن، فكان المنافقون يتعرضون لهم، "وكان الله غفورا" لما سلف منهن من ترك الستر "رحيما" بهن إذ سترهن.

وردت كلمة اجلب ومشتقاتها في القرآن الكريم: وَأَجْلِبْ، جَلَابِيبِهِنَّ. وجاء في معاني القرآن الكريم: جلب أصل الجلب: سوق الشيء. يقال: جلبت جلبا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/10/08


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • كلام عن أمم الدواب والطيور وكيفية حشرهم في تفسير الميزان (ح 3)  (المقالات)

    • استقبال الحكومة العراقية للمتهم الرفاعي اهانة للمظلومين (ولا تركنوا الى الذين ظلموا) (ح 2)  (المقالات)

    • كلام عن أمم الدواب والطيور وكيفية حشرهم في تفسير الميزان (ح 1) و (ح 2)  (المقالات)

    • مؤتمر العراق للابتكار والابداع (لا تنفذون الا بسلطان) (ح 2)  (المقالات)

    • آيات قرآنية في كتاب الامام العسكري سيرة وتأريخ للشيخ الكعبي (المتوكل، المهتدي) (ح 1)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : ناظرين، اناه، يستحي، جلابيبهن: في القرآن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net