الإيمان جوهرة الوجود (1)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة :
قد أعلنت الجهة الرسمية العراقية المعنية عن أن الطبيبة التي رحلت إلى ربها قبل ما يقرب من عشرة أيام قد انتحرت بعد أن أخذت قضيتها مأخذا في الساحة الإعلامية، ولم يكن ذلك أمرا عفويا بل إنّ خلف ذلك دفع واندفاع غير طبيعي خصوصا مع ملاحظة الشخصيات التي تحركت في إذكاء الموضوع وقد وقفت النسويات والنسويون موقفا واضحا في محاولة تحريف القضية عن مسارها الطبيعي ليس في إثارة احتمال كونها مغدورة -فهو أمر يؤلف في مثل هذه الوقائع- بل في محاولة ترويج مظلومية مبالغ فيها للمرأة في العراق ومحاولة بائسة في توجيه النظر إلى تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي تم قريبا التصويت عليه.
وهنا أمور ينبغي الالتفات إليها قبل الانتقال إلى صلب الموضوع :
1. إنّه من المهم جدا أن يلتفت المؤمنون إلى مسؤولياتهم وتنظيم شؤونهم وتعزيز حضورهم في الساحة الإعلامية ليس في هذه الحادثة ، فإن أصل المطالبة بكشف الحقيقة تجاه الطبيبة الراحلة أنها غدرت أو انتحرت ليس أمرا مثيرا للريب ما دام في دائرة المطالبة الطبيعية، لكن هذه الانفعلات التي شاهدناه هذه الأيام تكشف أنه إن نمنا أو غفلنا لم ينم عنا، حيث ما أسرع تحول الحدث إلى غير أبعاده مع تقبل بعض الناس غفلة منهم لكل ما طرح الطرف المريب.
2. إنّ كثيرا من الأخلاقيات التي تتصل بستر المرأة وحفظ شأنها وكذلك الموتى قد تعرضت للانتهاك بما لا يتلائم مع الدين والخلق العام، وهنا نعرف أن بعض الناس خصوصا النسويين والنسويات لا يتورعون عن الوصول إلى مطامحهم الشخصية أو التي ترتبط بفئتهم باتخاذ هتك الستر والكذب وسيلة لوصولهم لأهدافهم.
3. ضرورة استحصال العبر من هذه الأحداث وعدم الانجرار وراء الفوضى والتشتيت المقصود الذي يراد من خلاله الوصول إلى مآرب معينة، وذلك من خلال تأمل الحدث ودوافعه وبحث في المآلات وإمكانية تكرر مثل هذه الحوادث وما هي السبل الكفيلة في تقليلها ومعالجة مماثلاتها.
4. إنّ بعض المصرين على نفي انتحار الطبيبة النفسية يتعصب لنفي الانتحار لأنها طبيبة نفسية، وصرنا كأننا نحتاج التفكير في موضوع ( إمكانية انتحار الطبيب النفسي) .
ولعل بعض من اندفع في نفي الانتحار أراد أن يزدوج بخطوة واحدة إلى دفاع وهجوم، فمن جهة التغطية عن قضية انتحار الطبيب النفسي ومن جهة أخرى الهجوم على المجتمع العراقي.
ولابأس أن نخرج عن تفاصيل الحادثة وأجوائها ونؤكد على جهات عامة منها مفارقة نعيشها مع الإعلام المتفاعل مع النسويات والنسويين وهي أنهم يركزون على محافظات الجنوب والوسط والأحداث التي تقع فيها ، مع أن كثيرا من العشائر في شمال العراق تقوم بقتل النساء إلا أن ذلك لا عين له ولا أثر وغير ذلك الكثير من الأحداث التي لا يتم تداولها في الإعلام وهذه المفارقة وحدها تحتاج الكثير من التفصيل والتركيز والبيان والتحذير .
والمفارقة الثانية أن هذا الإعلام يرسخ في الناس أن العراق يمتاز بمعلم وطبيب وسياسي وتاجر فاشل أو انتهازي وأمثال ذلك من الصفات، بينما وقف اليوم موقفا غريبا في أن الطبيب النفسي لا يمكن أن ينتحر ولا يمكن أن يعيش فراغا داخليا أو أزمة نفسية وكأنه بلغ العصمة والحصانة لا يمكن معها أن يعيش فشلا أو تعاسة تؤدي به إلى الخيار الأتعس.
ومن المفارقات أن تجد في كثيرا من الأشخاص يتعاملون مع المنتحر على أنه ضحية يبرر لها الفعل الذي تقوم به بطريقة تكون مشجعة على ارتكاب هذا العفل الخطير.
يتبع.....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat