صفحة الكاتب : د . محمد خضير الانباري

بَغْداد أَكثَر أمانًا مِن واشنْطن
د . محمد خضير الانباري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

     صرحَ الرئيسُ الرئيسُ الأمريكيُ دونالدْ ترامب، خلالَ مؤتمرٍ صحفيٍ في الأيامِ الماضية، بأنَ العاصمةَ بغداد، قدْ أصبحتْ أكثرَ أماناً منْ واشنطن، ضمنَ تصريحٍ أشارَ فيها إلى عددٍ منْ عواصمِ العالمِ التي تزدادُ فيها نسبةُ الجريمة، حيثُ، قال: ( انظروا إلى هذه: بغداد، مدينةُ بنما، برازيليا، سانْ خوسيه، كوستاريكا، بوغوتا، كولومبيا، مدينةِ مكسيكو، ليما، بيرو، كلها تسجلُ واشنطن أضعافَ أضعافِ معدلِ الجريمةِ لما هيَ عليهِ في هذهِ المدنِ) .  
    نقولُ للسيدِ ترامب: لقدْ سقطَ النظامُ السابقُ في العامِ 2003، ولمَ يوشرْ دولياً، انتماءُ أيِ مواطنٍ عراقيٍ الى تنظيمِ القاعدةِ الإرهابي، ولمْ نسمعْ في بلدنا شيئا، يسمى تجارةَ المخدرات، إلا بعد مشاهدةِ الأفلامِ الأمريكيةِ التي تسوقونها إلينا، إنْ وجدتُ فمنْ فئةٌ قليلة، إنَ أمسكتْ بها الجهاتُ الأمنية، فتحولَ مصيرها إلى الملكينِ المباركين (منكر ونكير)- بأقصى سرعة.-
 إنَ بغدادنا نظيفة، بشمسها المضيئة، وقمرها المنير، ليشهد التاريخُ والزمن، إنَ أولَ منْ لوثَ بعدادنا بالجريمةِ، بعدَ هولاكو والتتر، هيَ دولتكم، بعدَ أنْ غزوها للعراق في العام 1991، لأسبابِ ومبرراتِ باطلةٍ منْ دونِ أيْ قرارِ منْ مجلسِ الأمنِ الدولي، تحت مسميات أسلحةِ الدمار الشامل، التي لمْ يجدْ لها أيُ وجودٍ في بلدنا ، مجردُ كذبةٍ، افتعلتموها، لإسقاطِ دولةِ اسمها العراق، لأقدم حضارة عرفتها البشرية في التاريخ، لكنها بقيت صامدة ، ونظامها السياسي الديكتاتوري هو الذي ذهب الى مزبلة التاريخ.
  تنعم بغدادَنا بالأمن والسلامِ على مر الزمن، رغمَ ظلم وجهل ورعونة نظامها السياسي السابق، الذي أدخلها وقعها في مشاكل جمة مع المجتمع الدولي، وهدد أمنها واستقرارها. إلا، أن الأخلاقُ والقيم تبقى هيَ السائدةُ ، فصحيحاً، ينعمُ شعبها الآنَ بنوع من الحريةِ والتنفس بعيداً عنْ النظامِ العائليِ السابق، لكنْ عندما تتجاوزُ الحريةُ مسارها الحقيقي، تدمرَ الشعوبَ والمجتمعَ ، كوننا نعيشُ ضمنُ مجتمعِ شرقي، عشائريا ، دينيا، الخجل والمستحاة من أول صفات شعبه .
يا سيدْ ترامب: تصفحَ التاريخَ جيدا، قارنَ بين الجرائمَ التي تحصلُ في عاصمتكَ معَ الجرائمِ التي ترتكبُ في عاصمتنا بغداد، فتجد الفارق، فلدينا العرفُ العشائري، القوانينُ العقابية، والكفاءاتُ العلميةُ والقانونيةُ التي تقودُ مكافحةَ الجريمةِ بأنواعها، فقطْ، يتطلبُ أنْ يرفعَ بعضُ المتنفذينَ منْ أصحابِ المالِ والسلاح، سطوتهمْ عنْ متجاوزي القانون، وعدمَ التوسطِ لهم، أوْ دعمهم، أوْ التسترِ عليهم، لتعودَ بغدادنا ناصعة بيضاء، أفضل أمنيا منْ واشنطن ولندن وباريس وكلِ الدولِ التي تحملُ لواءَ الديمقراطية، ويسودَ الأمنُ والسلامُ فيها. 
   هلْ تعرفُ يا سيدْ ترامب؟ إنَ بغدادنا العاصمة الأولى في العالم، التي لا يحكمها قانونُ لغلقِ محلاتها، وأسواقها، ومقاهيها في الساعةِ التاسعةِ مساءً، مثلما يحصلُ في معظم الدول، فهي تنبض بالحياة والحركة - ليلا ونهارا- 
    إنَ اللهَ الذي يحمي بغدادنا أولا،  قبل كل شيء، لنا قوانينا، أعرافنا، وعاداتنا، كلها عوامل، تحمينا منْ الجرائمِ التي أشرتْ إليها في تصريحكم، وإنْ وجدت، فدولتنا متعددةٌ الأجهزةِ الأمنية، لها المقدرةُ خلالَ سويعاتِ، أنْ تفرضَ سيادةُ القانون، على أيِ خرقٍ أمنيٍ يحصل لا سامح الله. 
    يا سيدْ ترامب: ارفعوا أيديكم، ومنْ معكم، منْ الدولِ الأخرى من التدخل في شؤوننا، فنحن في حمايةِ اللهِ سبحانهُ وتعالى، نستطيعْ أنْ نحميَ شعبنا. ليسَ بحاجةٍ إليكمْ عدا العلاقاتِ الدبلوماسيةَ، وتبادلِ المصالحِ المشتركة في جميع جوانبها، كأية دولة ما ، ولا نحتاج الى دولة وصية على حكومتنا وشعبنا.....!
       يا سيد ترامب: إن شاء الله، تبقى بغدادَ أكثر أماناً منْ واشنطن. ونعم قولكم، فقد نطقت كلمة الحق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . محمد خضير الانباري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/08/13



كتابة تعليق لموضوع : بَغْداد أَكثَر أمانًا مِن واشنْطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net