تظاهرات الخدمات تتصاعد في العراق بسبب أزمتي المياه والكهرباء
كتابات في الميزان / تظاهرات الخدمات تتزايد في محافظات عراقية عدة، احتجاجاً على شح المياه وتدهور الكهرباء، وسط وعود حكومية غائبة وتهديدات بالتصعيد.
في مشهد يختصر عمق الأزمات الخدمية والمعيشية التي تعصف بالمواطن العراقي، شهدت عدة محافظات تظاهرات متزامنة، تنوعت أسبابها بين شح المياه، تردي الخدمات، تدهور الكهرباء، وسط وعود حكومية غائبة، وتهديدات شعبية بالتصعيد والاعتصام.
واسط وفاجعة “هايبر ماركت”
وخرج المئات من أهالي مدينة الكوت في محافظة واسط، مساء الأحد، في مسيرة غاضبة أمام مبنى المحافظة ومجلسها، احتجاجاً على حريق “هايبر ماركت” الذي أودى بحياة العشرات.
طالب المحتجون بتحقيقات شفافة ومحاسبة المتورطين والمقصّرين في واحدة من أكثر الكوارث المأساوية خلال العام الجاري.
البصرة والعطش
فيما شهدت محافظة البصرة سلسلة من التظاهرات، كان أبرزها في قضاء أبي الخصيب، حيث نظّم عدد من الأهالي وقفة احتجاجية بسبب شحّ المياه وعدم الالتزام بجداول المراشنة الخاصة بتوزيعها.
وأوضح المحتجون أن مياه الإسالة لم تصل إلى منازلهم منذ أيام، مما اضطرهم لشراء مياه (R.O) رغم صعوبة توفرها وارتفاع تكاليفها، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وقد هدّد الأهالي بالتصعيد وقطع الشوارع الداخلية والخارجية لأبي الخصيب ما لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
في منطقة القبلة وسط البصرة، تظاهر العشرات احتجاجاً على ما وصفوه بـ”سرقة المياه” من مناطقهم وتحويلها إلى المجمعات السكنية الاستثمارية التي يسكنها المسؤولون.
وأشار المتظاهرون إلى وجود “تلاعب” بعمليات ضخ المياه من مشروع البدعة، مطالبين بوقف المجاملات التي تُمنح للطبقات المتنفذة على حساب المواطنين. وهدّدوا بقطع مصادر المياه عن تلك المجمعات في حال لم تُلبَّ مطالبهم.
كما شهدت منطقة دور الصحة في مركز مدينة البصرة تظاهرة ليلية، احتجاجاً على شحة المياه المستمرة منذ شهور، دون أن تلوح في الأفق أي حلول من قبل الحكومة المحلية.
ميسان وشح المياه
وفي محافظة ميسان، صعّد المتظاهرون من تحركاتهم، إذ أقدم العشرات من سكان قرى نهر العز جنوب المحافظة على قطع طريق “العمارة – مجر”، احتجاجاً على انقطاع المياه وتأثير ذلك على الزراعة ومعيشة السكان.
كذلك، شهدت ناحية الخير تظاهرات مماثلة وقطعاً لطريق “العمارة – البصرة”، في ظل عجز واضح من الجهات المعنية عن وضع معالجات واقعية لأزمة المياه التي تضرب المحافظة بشدة.
الخالص تنتفض ضد تدهور الخدمات
في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، خرج المئات في تظاهرة غاضبة احتجاجاً على انهيار منظومة الخدمات منذ أكثر من 17 عاماً.
وطالب المحتجون بحل أزمة الكهرباء والماء واستكمال مشاريع البنى التحتية المتوقفة. وعبّر الأهالي عن استيائهم من تعثّر مشروع المجاري الذي ألحق أضراراً كبيرة بالقضاء، مشيرين إلى أن بعض الأحياء لم تكمل فيها أعمال الحفريات.
وقد هدّدوا بتنظيم اعتصام مفتوح إذا استمرت الجهات الحكومية في تجاهل مطالبهم.
سوق الشيوخ: الأمراض تتكاثر
وشهد قضاء سوق الشيوخ جنوب محافظة ذي قار خروج تظاهرتين كبيرتين، الأولى في الجانب الأيمن من نهر الفرات، والثانية في ناحية العكيكة. وطالب المتظاهرون بتحسين واقع الكهرباء وتوزيعها بعدالة، وتوفير فرق صيانة، بالإضافة إلى مطالبة بإنشاء مشاريع مياه وكري الأنهر.
وذكر محتجون أن انقطاع الكهرباء المستمر وانتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه، مثل الفشل الكلوي، جعل الحياة لا تُطاق.
غضب فلاحي في نينوى
وفي غرب الموصل، عبّر عدد من الفلاحين عن غضبهم من تدهور أسعار المنتجات الزراعية، وعدم توفر آليات تسويقية فعالة، عبر رمي محاصيلهم في الشوارع.
هذا التصرف الاحتجاجي يعكس حجم الإحباط لدى شريحة المزارعين الذين يعانون من غياب الرؤية الحكومية لدعم الزراعة وضمان أسعار عادلة.
موظفو العقود يطالبون بالتثبيت
في مشهد متكرر يعكس الإحباط الوظيفي، تظاهر العشرات من موظفي العقود في شركة مصافي الجنوب بالبصرة، وأمام مصفى السماوة في المثنى، للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم وفقاً للقرارات الحكومية. وأكّد المحتجون أنهم حصلوا على الموافقات اللازمة، لكن وزارة المالية تتلكأ في التنفيذ، مطالبين رئيس الوزراء بالتدخل وإنصافهم.
وتظهر التظاهرات المتفرقة في عدد من المحافظات العراقية واقعاً معقّداً من الغضب الشعبي المتنامي بسبب الفشل في إدارة الخدمات الأساسية، وتفاقم الأزمات المرتبطة بالمياه والكهرباء، وتدهور أوضاع العاملين بعقود وظيفية. ورغم تنوع المطالب بين قضاء وآخر، فإن الرسالة التي يبعثها الشارع واضحة: المواطن العراقي سئم الوعود، وينتظر خطوات فعلية تضع حداً لمأساة متواصلة منذ سنوات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat