صفحة الكاتب : صباح محسن كاظم

المثقف الإسلامي ودوره في البناء الثقافي ح1
صباح محسن كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جميع الأنبياء والرسل والمصلحين ركزوا في دعواتهم الفكرية على البناء الإجتماعي والثقافي، لإنتشال المرء من جهله، والدفع به لخوض غمار الأسئلة المعرفية والفكرية عن الوجود وماهيته، والبحث عن الخلود من خلال ايمانه وعمله وخدمة المجتمع والانسانية.
  بالطبع للمثقف الإسلامي دوره الكبير في التنوير للإرتقاء بالإنسان ووضعه بالمسارات الصحيحة، من خلال تجنيبه الأعمال التي حرّمها الشرع كظاهرة الفساد المالي أو الرشاوى، او الانغماس في الرذيلة والفساد الأخلاقي التي باتت العولمة تؤثر بشكل كبير جدا في البنية الأسرية والاجتماعية، وتحاول اشاعة الفساد بكل صوره. 
  الراهن اليومي يترتب عليه الغد المشرق؛ فالمقدمات الصحيحة تقود إلى النتائج الصحيحة، فالشعب يتطلع إلى أفق الحرية الذي يقود إلى فضاء البناء والتنمية، والراصد لحركة البناء السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، هو المثقف الوطني، المثقف الإسلامي الذي ينظر بعين ناقدة متفحصة لتقويم الاداء.
  اذن المثقف يسهم بالبناء بوعيه التراكمي ليهبه الى شعبه ووطنه؛ فالمرتجى من المثقف العراقي، والمثقف الاسلامي بشكل خاص، والمثقف الاسلامي، والعالم النخبوي، والاديب، والباحث، والاعلامي، وخطيب المنبر- في هذه المرحلة ينبغي أن يعلو صوته، وأن يسهم بشكل فعّال في بناء وطنه، وبما يمتلك من قدرات ذهنية وبما لديه من معرفة يستطيع بكتاباته وريشته وعروضه المسرحية أن يوجه الناس نحو ما ينبغي فعله، وما يجب تركه، فالاصلاح مهمة جماعية وليست فردية؛ حتى إن القرآن الكريم أكد على قيمة العمل الاصلاحي الاجتماعي والثقافي والعلمي (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
 فهو بتوجيهاته المخلصة، وبسلوكه الإيجابي، وبعمله الجاد والهادف في الوسط الثقافي والاجتماعي يستطيع أن يعيد للناس الثقة بأنفسهم وبإمكانيات بلادهم كما يستطيع في الوقت ذاته ان يحبطهم ويزرع اليأس في نفوسهم، فهو بأحكامه الموضوعية للأشياء وتقويمه الصائب للأمور، وهو بنزاهته في العمل وصلته الوثيقة بالناس يستطيع ان يمهّد الطريق لبناء مجتمع ديمقراطي سليم، ومعافى من ثقافة القتل وثقافة حز الرؤوس.
  ثمة ترابط جدلي بين النهوض الحضاري، والسياسي، والثقافي، والاجتماعي، ودور المثقف الايجابي؛ فالمثقف العضوي المثقف الفاعل والمؤثر في بناء الوعي القيمي والمفاهيمي في المجتمع، فهو حامل لمشعل البناء من خلال اشعاعه، وتأثيره الايجابي، لأنه يستمد وعيه من رسالة الاسلام الخالد ونبيه الاعظم محمد (ص) ويتفاعل وجدانيا وعاطفيا وسلوكيا مع مثل آل البيت الاقداس الذين طهّرهم الله بمحكم كتابه: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) فهم القدوة والاسوة من خلال معطيات تفاعله مع ما يصيب المجتمع من ادران القهر والفساد الاداري والمالي او سطوة ثقافة القتل والهدم والتخريب، فيعمل مجداً حاملا بشارة الأمل للبناء والاخلاص وثقافة التعايش؛ يوظف مسرحه، يوظف لوحته، يوظف قلمه، يشارك برأيه. كل ذلك يسهم بالنصيب الأوفر في البناء التحتي المجتمعي، واشتراطات الحراك الاجتماعي يقع على كاهل المثقف العضوي، المنتج الذي يسهم في صناعة الوعي، وانتاج الفكر، وقيم الجمال، وقيم الحرية وقيم المعرفة، فالمبدعون من المفكرين والباحثين والاكاديميين والكتاب والمسرحيين والتشكيليين والاعلاميين هم صناع الحضارة.
  إن منظومة ابستمولوجية تغور في الواقع المتخلف لتؤسس على نقيضه واقعا مغايرا مفعما بالأمل و(اليوتوبيا) ليحقق كرامة الانسان بحقوقه المهدورة والمنتهكة ويحولها الى طموحات مشروعة في المجتمع المدني المتحضر.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح محسن كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/10



كتابة تعليق لموضوع : المثقف الإسلامي ودوره في البناء الثقافي ح1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net