مرصد العراق الأخضر : معدل استهلاك المواطن العراقي من الماء يبلغ 400 لتر يوميًا مما يؤكد أنه الأعلى استهلاكًا عالميًا
كشف مرصد العراق الأخضر البيئي، اليوم الأربعاء، أن معدلات استهلاك الفرد العراقي للمياه تُعَدُّ الأعلى، لا على المستوى العربي فقط، بل على مستوى العالم، محذرًا من أن العراق يتصدر اليوم قائمة الدول الأكثر هدرًا للمياه، رغم الأزمة المائية الحادة التي تمر بها البلاد.
وقال المرصد في بيان له، إن “معدل استهلاك المواطن العراقي من الماء يبلغ 400 لتر يوميًا، مما يؤكد أنه الأعلى استهلاكًا عالميًا، متجاوزًا حتى دولًا تتمتع بوفرة مائية دائمة، في وقتٍ يواجه فيه العراق تحديات غير مسبوقة في ملف المياه تهدد أمنه البيئي والغذائي”.
وأضاف البيان أن “المواطن العراقي يتفنن في هدر المياه، عبر ممارسات يومية مثل غسل الشوارع والأرصفة والعمارات، والسقي العشوائي للحدائق العامة والخاصة، فضلًا عن الاستخدام المكثف في مرائب غسل السيارات والمولدات الأهلية والمبردات وغيرها من الأساليب المنتشرة، دون أي رادع أو رقابة حقيقية من الجهات المختصة”.
وأشار المرصد إلى أن هذا الهدر المفرط يحدث في ظل أزمة مائية خانقة يعاني منها العراق منذ سنوات، تفاقمت بفعل عوامل مناخية مثل شحّ الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب السياسات المائية المجحفة التي تنتهجها دول الجوار، خاصة تركيا وإيران، من خلال تقليص حصص العراق المائية وتقنين تدفق الأنهار العابرة للحدود.
ولفت البيان إلى أن هذه الأزمة تسببت في جفاف مساحات شاسعة من الأهوار والأنهار والجداول، ودفعت آلاف العوائل، لا سيما في المناطق الوسطى والجنوبية، إلى الهجرة باتجاه مناطق أكثر وفرة بالمياه، في واحدة من أخطر موجات النزوح البيئي التي يشهدها البلد.
ودعا المرصد السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من الاستهلاك العشوائي، وفرض رقابة حقيقية على الاستخدامات المفرطة وغير الضرورية، إلى جانب إطلاق حملات توعية مستمرة تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على المياه باعتبارها ثروة وطنية ترتبط بالأمن القومي والاستقرار المجتمعي.
يُذكر أن تقارير بيئية دولية صنّفت العراق خلال السنوات الأخيرة ضمن أكثر الدول هشاشة في مواجهة تغيّر المناخ، فيما تشير بيانات وزارة الموارد المائية إلى أن الخزين المائي الحالي أقل بنسبة 50% مقارنة بالسنوات السابقة، ما يزيد من خطورة الموقف ويضع ملف المياه على رأس أولويات الأمن الوطني.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat