سد الموصل مهدد بالإفراغ.. أزمة مياه تنذر بانهيار أمني وزراعي

كتابات في الميزان / سد الموصل يواجه خطر الإفراغ في ظل خزين لا يتجاوز 40% من مستواه المعتاد، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، بحسب تحذيرات خبير مائي بارز.

يحذر خبير في شؤون المياه من أن سياسة إدارة الموارد المائية الحالية قد تؤدي إلى إفراغ سد الموصل، ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي.

ويؤكد أن الخزين الحالي في السد لا يتجاوز ملياري متر مكعب، وهو ما يمثل 40% فقط من خزين العام الماضي في الفترة نفسها.

ويشير الخبير علي حسين حاجم، المدير العام السابق في وزارة الموارد المائية، إلى أن الحديث عن اتفاقيات حكومية مع تركيا بشأن حصة العراق المائية غير موثوق، ولا توجد أي دلائل واقعية على وجود هذه الاتفاقيات، داعياً إلى تشكيل لجنة طوارئ من خبراء الري العراقيين لمعالجة الأزمة المتفاقمة.

ويقول حاجم  إن «التحذيرات من خبراء الري بدأت منذ نهاية الموسم الشتوي (2023 – 2024)، بشأن تراجع واردات المياه وسوء إدارة الملف، الذي بات خاضعاً للمحسوبية والمنسوبية، دون استجابة من الجهات المعنية».

ويضيف أن «وزارة الموارد المائية عملت على تلبية رغبات طبقة من المتنفذين عبر منحهم حصص مياه لمزارعهم، بما يخالف قوانين الري والشريعة الإسلامية التي توجب العدالة في التوزيع، وهو ما أدى إلى تفاقم خطر انخفاض الخزين المائي، خصوصاً في سد الموصل، أهم السدود في العراق».

انهيار البنى الداخلية

يرى حاجم أن «الوضع المائي الراهن خطير جداً، ويشبه قنبلة موقوتة قد تتسبب بتداعيات مدمرة على عموم البلاد»، مطالباً بـ«تشكيل لجنة طوارئ برئاسة رئيس الوزراء وعضوية خبراء مستقلين، واستبعاد جميع المتسببين في الأزمة الحالية».

ويحذر من أن «تركيا تستحوذ حالياً على نحو 52% من حاجة العراق المائية، ولم تلتزم بالاتفاقيات، بما فيها ما يُقال عن اتفاق لضخ 500 متر مكعب بالثانية»،

مؤكداً أن «كل ما ينشر حول اتفاقيات مع تركيا عارٍ عن الصحة، ولا وثائق تؤكد ذلك، ومن يمتلك دليلاً فليُعلنه للرأي العام».

وفيما يتعلق بالمياه الواردة من إيران، يوضح حاجم أن «الحصة المقدرة ما بين 12 إلى 18% من حاجة العراق غير متوفرة إطلاقاً».

كما أشار إلى أن «الجانب الإيراني يعتبر ملف المياه المشتركة مرتبطاً باتفاقية عام 1975، ويؤكد أن الوقت لم يحن لمناقشته بعد».

ويصف حاجم إدارة الملف الداخلي للمياه بـ«البازار الذي تتحكم فيه المصالح، لإرضاء المتنفذين والإقطاع المائي»، موضحاً أن «كفاءة مشاريع الري تراجعت إلى 30% فقط، ما يشكل مؤشراً خطيراً على مستقبل البلاد».

قرارات مرتجلة

ويتحدث حاجم عن «تخبط في القرارات الحكومية لتفادي الأزمة، مثل مطالبة دوائر الري برفع مضخات الري من نهري دجلة والفرات، رغم أن نظام الري في العراق يعتمد على الضخ أساساً».

ويشير إلى أن «منطقة ري الكوت وحدها تستهلك أكثر من 30% من مياه العراق بسبب المشاريع الزراعية الضخمة، وتضم أكثر من 40% من مجموع مضخات الري في البلاد، و30% من الأراضي المستصلحة».

مضيفاً أن «الإصرار على رفع مضخات الفلاحين سيؤدي إلى انهيار الزراعة ووقف إنتاج القمح، ويهدد مشاريع الثروة الحيوانية».

ويصف توقيت القرار بـ«الخطأ الفادح» الذي يستوجب معالجة عاجلة من قبل مختصين، بعيداً عن الإدارات البيروقراطية التي «تركّز على إرضاء المسؤولين دون النظر في النتائج الخطيرة».

ويختتم حاجم بدعوة للجهات الرقابية في الدولة لـ«متابعة ملف توزيع المياه بين الفلاحين»،

معتبراً أن «هدر المياه لا يقل خطورة عن باقي الملفات الأمنية، ويجب منع إفراغ سد الموصل لإرضاء المتنفذين الذين يحصلون على حصص مضاعفة من المياه لمزارعهم ومشاريعهم الخاصة».


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/01



كتابة تعليق لموضوع : سد الموصل مهدد بالإفراغ.. أزمة مياه تنذر بانهيار أمني وزراعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net