بنجوين تنزف بصمت.. ألغام الحرب العراقية الإيرانية تواصل قتل الأبرياء بعد 35 عامًا

كتابات في الميزان / في بلدة بنجوين الواقعة على الحدود الشرقية لإقليم كردستان، لا تزال ألغام الحرب العراقية الإيرانية تحصد أرواح المدنيين بعد أكثر من ثلاثة عقود على انتهاء الحرب.

تناول تقرير لموقع، بيرغراف Peregraf، الاخباري المخاطر التي ما تزال تشكلها ألغام ومخلفات حربية من حقبة الحرب العراقية الإيرانية على أرواح مدنيين في بلدات ومناطق حدودية من إقليم كردستان مشيرا الى ان بلدة بنجوين تعد من أكثر المناطق تلوثا بالألغام.

وفي الوقت الذي تم فيه تنظيف مساحة 576 كم مربع من الألغام في عموم إقليم كردستان، فما تزال هناك 200 كم مربع تشكل خطورة 60% منها تقع ضمن محافظة السليمانية.

بروين حسين، فقدت ولديها في وقتين مختلفين ليس بسبب معارك او حروب ولكن بسبب الغام ومخلفات حربية غير منفلقة، انفجرت عليهما وهما خارجين للحصول على قوت يومهما من جمع خردة وأعشاب في مناطق حدودية من بلدة بنجوين. سبع سنوات كانت تفصل بين موت الشقيقين بسبب الألغام.

في عام 2018 كان الشاب صلاح قد وطأت قدمه على لغم، وهذا العام لقي شقيقه سامان نفس المصير المأساوي بسبب لغم. كلا الحادثتين وقعتا في بلدة بنجوين بمحافظة السليمانية بينما كان الشقيقان يمارسان نفس المهنة بجمع مخلفات الخردة (السكراب) وجمع الأعشاب البرية.

مزقت الألغام حياتي

قالت بروين لموقع بيرغراف وعلامات الحزن العميق على وجهها “لقد مزقت الألغام حياتي كلها. لقد فقدت اثنين من اولادي، كلاهما متزوجان ولديهما أطفال. هذا الربيع ذهب سامان مع اثنين من أصدقائه لجمع الأعشاب البرية في بنجوين. انه يعرف المنطقة جيدا وهي قريبة من بيتنا. في المساء واثناء رجوعه وطأت قدمه على لغم وانفجر عليه”.

ويشير التقرير الى ان منطقة بنجوين الحدودية من محافظة السليمانية المتاخمة للحدود مع إيران كانت تعتبر منطقة عمليات خلال الحرب العراقية الإيرانية في حقبة الثمانينيات.

وكما هو الحال مع بقية المناطق الحدودية مع إيران في إقليم كردستان، فانها ما تزال ملوثة بآلاف من المخلفات الحربية غير المنفلقة مشكلة بذلك مصدر خطر مميت لكثير من المدنيين.

وتواصل بروين، حديثها عن تلك الليلة المشؤومة بقولها إن ساق ابنها سامان كانت قد بترت، ورغم انه استطاع الزحف لعدة أمتار، الا ان أصدقائه لم يتمكنوا من الوصول إليه بسرعة لإنقاذه.

وتمضي بقولها “وعندما وصل الخبر إلينا في تلك الليلة هرعنا اليه وكان قد نزف كثيرا من الدماء التي سببت وفاته”.

حوادث انفجار الألغام

واستنادا الى مسؤولين فان حوادث انفجار الألغام قد ازدادت هذا العام في الإقليم بتسجيل 22 ضحية لحد الان بواقع ثماني وفيات و14 جريحا، جميعهم من المدنيين.

وكان العدد الأكبر من الضحايا قد وقع في محافظة السليمانية بتسجل 14 حادثة تلتها أربيل بتسجيل 7 حوادث وحادثة واحدة من منطقة جارميان. ويعتبر هذا الرقم زيادة كبيرة عن حوادث العام الماضي التي بلغت ثمانية فقط.

جبار مصطفى، مدير عام مكافحة الألغام في الإقليم، أوضح لموقع بيرغراف ان كل المناطق الملوثة بالألغام قد تم وضع العلامات التحذيرية فيها بوضوح وصنفت على انها مناطق لا يجوز الاقتراب منها.

كما بين بقوله “مع ذلك فان قسما من المدنيين يتجاهل هذه التحذيرات ويخاطرون بحياتهم من اجل مكاسب زهيدة من جمع الخردة والاعشاب ثم يصبحون من الضحايا”.

واستنادا الى مديرية مكافحة الألغام، فإن الفترة المحصورة بين أشهر شباط ونيسان وتشرين الثاني، هي الفترة التي تكثر فيها حوادث انفجارات الألغام في وقت يغامر فيها المدنيون للذهاب الى مناطق محددة للبحث عن اعشاب وموارد.

البحث عن أشياء

بروين حسين تعيش الآن مع ابنها الوحيد الباقي، وتحذر من مخاطر الذهاب الى تلك المناطق بالقول “غالبا ما كنت أقول للأولاد انه من الخطأ الدخول لمناطق محظورة مليئة بالألغام لغرض البحث عن أشياء”. تستدرك وتقول بأنهم كانوا يردون عليها قائلين “امنا نحن نعرف تلك المناطق جيدا لا تقلقي علينا”.

ويقول مصطفى، مدير مكافحة الألغام انه من المعلوم تاريخيا ان مساحة بقدر 776 كم مربع من إقليم كردستان كانت ملوثة بالألغام والمواد المتفجرة.

من مجموع هذه المساحة تم تنظيف 576 كم مربع منها من الألغام وازالتها، وبقيت مساحة بقدر 200 كم مربع ما تزال ملوثة بالألغام، 60% منها موجودة ضمن محافظة السليمانية.

كذلك قال ان عمليات إزالة الألغام ما تزال مستمرة بدءا من منطقة زاخو الى جارميان، مشيرا الى ان الموارد المحدودة والأزمة المالية التي يعيشها الإقليم تحدان من تنفيذ عمليات إزالة الغام على نطاق واسع، ويتم إعطاء أولوية للمساحات القريبة من المناطق المأهولة بالسكان وكذلك المواقع السياحية.

300 ألف ملعب كرة قدم

وما يزال هناك أكثر من الفين ومئة كم مربع في العراق، بقدر 300 ألف ملعب كرة قدم، ملوثة بالألغام والمواد المتفجرة غير المنفلقة. واستنادا الى منظمة الصليب الأحمر الدولية فإنه تم تسجيل 78 إصابة بالألغام ما بين عامي 2023 و2024.

وكانت مديرية مكافحة الألغام قد كشفت عن وقوع خسائر بين منتسبيها جراء العمل خلال السنوات الأخيرة بواقع 36 شهيدا و78 جريحا أصبحوا من المعاقين.

واستنادا الى وزارة البيئة الاتحادية فإنه تم منذ العام 2003 تنظيف مساحة تزيد على 6 آلاف كم مربع من الألغام، وتأمل بان البلاد قد تكون خالية من الألغام بحلول العام 2028، مع ذلك فإن تحديات ما تزال قائمة بخصوص هذا الملف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/06/12



كتابة تعليق لموضوع : بنجوين تنزف بصمت.. ألغام الحرب العراقية الإيرانية تواصل قتل الأبرياء بعد 35 عامًا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net