مفردات العشق والهيام في قصائد مدح أهل البيت (عليهم السلام) 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(تعقيباً على ما استمعت إليه مما صار ثقافة عامة في المواليد عندما يُلقي الشاعر أو يقرأ الرادود عن أهل البيت عليهم السلام فإنه لا يصح اطلاقاً التحدث معهم بمفردات العشق والهيام والسهر وغيرها من المفردات المشابهة، ولعل ماسمعناه الآن شيء مخفف عن حالات أخرى وصلت لحد أن يقرأ الرادود وهناك أطفال من البنات يتحركن ويتمايلن!

وهذه القضية خطأ ولا تنسجم مع هويتنا الثقافية، والتي من سنوات يؤكد سماحة السيد المرجع الأعلى حفظه الله على ضرورة حفظها، بحيث أنه يعتبر أن واحدة من التحديات بعد الانتصار في الدفاع عن البلد هو حفظ الهوية الثقافية من أن تختطف منا.

والهوية الثقافية تتقوم بـ: الفكر -الدين-، واللغة، والتاريخ.
وأحد أحكام الدين: حرمة الغناء.
فالغناء لا يجوز فكيف يستحله بعض الناس في مواليد شعبان وغيره!

ثم من أوصل للشباب ثقافة الرقص والطرب في ليلة النصف من شعبان في كربلاء المقدسة! 
هؤلاء لا يعلمون قدسية زيارة كربلاء، فالإمام الصادق عليه السلام قد عاتب الذين إذا ذهبوا لقبور موتاهم يبدو عليهم الحُزن، بينما إذا ذهبوا لزيارة الحسين عليه السلام في كربلاء كأنهم في سفرة!

أحيي هذه الطاقات الشابة ممنْ قرأ ومنْ نظم ومنْ استمع، وأوصيهم دائماً بالالتزام بأحكام الله تعالى، والتفقه ولو بدورة سريعة للأحكام التي يحتاجون في حياتهم.
فالشاعر عندما ينظم أبياتاً لمناسبات المواليد عليه أن يلتفت أن الفرح لا يعني أن يخرج عن حالة الانضباط الشرعي، فيأتي بما لا يرضاه الله ورسوله، أو يستعمل مفردات العشق والهيام والسهر والغناء وهو يريد إحياء مناسبة دينية، كيف اقتنع بأن يستعمل هذه الكلمات التي لا يرضى باستعمالها معه أو مع أهله!

فعلينا أنْ نحافظ على حالة محبتنا لأهل البيت عليهم السلام، وعلى قدسية علاقتنا بهم، وننزه المنبر والمنصات عما لا يجوز.

لابد أن يكون الفرح مؤطراً بما جعله الدين من ضوابط شرعية، فإذا كان الإمام عليه السلام يستكثر أن يأتي أحد لكربلاء من غير استشعار لمظلومية الإمام الحسين عليه السلام فكيف سيكون حاله إذا رأى وسمع ما يحدث اليوم!

هل يناسب الحديث مع الإمام المعصوم عليه السلام بلغة العاشق والمعشوق؟! ولاسيما ونحن نلاحظ أنه ورد في الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام وعن آبائه عليهم السلام أيضاً عنوان: (من زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقه)، ومعنى عارفاً بحقه: أنك تعلم بأنه إمام مفترض الطاعة، فتطيعه بما يأمرك وينهاك، ومن الواضح أنّ الغناء حرام فيجب طاعة هذا الحكم الشرعي، والإمام يأمرنا بامتثاله وينهانا عن مخالفته.

فإذا التزمنا بأحكام الله لا نكون قد نسينا الله؛ لأن شعارنا دائماً في أفراحنا وأحزاننا: (أبد والله ما ننسى حسيناً)، ونكون قد حافظنا على تراثنا وهويتنا الثقافية، ولم نسمح لأحدٍ باختراقنا، والله يحفظكم جميعاً).

سماحة آية الله المربي السيد محمد صادق الخرسان[دامت بركاته] خلال لقائه مجموعة من الشباب في ذكرى ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/11



كتابة تعليق لموضوع : مفردات العشق والهيام في قصائد مدح أهل البيت (عليهم السلام) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net