الاكتفاء الذاتي يلوح في الأفق.. العراق يقترب من موسم وفير للحنطة والشعير
في ظل توسع غير مسبوق بالمساحات المزروعة وتوقعات بتسويق مئات الآلاف من الأطنان، تقترب وزارة الزراعة في العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي بمحصولي الحنطة والشعير هذا الموسم.
توقعت وزارة الزراعة أن يتمكن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي بمحصولي الحنطة والشعير خلال الموسم الزراعي الحالي، مستندة إلى المساحات الواسعة التي تمت زراعتها، والتي تجاوزت خمسة ملايين دونم، موزعة بين الأراضي المدرجة ضمن الخطة الزراعية المعتمدة وتلك المزروعة خارجها.
وتشير التقديرات إلى تسويق أكثر من 200 ألف طن من محصول الحنطة حتى الآن، وذلك ضمن المرحلة الأولى من التسويق التي تشمل عشر محافظات هي: البصرة وميسان وذي قار والمثنى وواسط وكربلاء المقدسة، إضافة إلى النجف الأشرف والديوانية وبابل والأنبار.
وأكد مستشار وزارة الزراعة الدكتور مهدي ضمد القيسي، في تصريح أن هذه النتائج الأولية تبشر بموسم وفير، من شأنه أن يسهم في تأمين الاكتفاء الذاتي من المحصولين الاستراتيجيين اللذين يعدان من أهم مرتكزات الأمن الغذائي الوطني.
مركز تكنولوجيا البذور
وأوضح أن وزارته ستقوم خلال هذا العام بتسليم 160 ألف طن من بذور الحنطة والشعير إلى شركتي “ما بين النهرين” و”العراقية”، إلى جانب مركز تكنولوجيا البذور، ضمن خطة مدروسة لتأمين الاحتياجات المستقبلية من البذور ذات الجودة العالية، بينما سيتم تسليم الأصناف الأساسية إلى دائرة البحوث الزراعية المختصة. وقد حُدد الأول من تموز المقبل موعداً نهائياً لتسلم جميع الكميات المخصصة من البذور لهذا الموسم.
وفي محافظة ديالى، تستعد الدوائر الزراعية للبدء بتسويق محصولي الحنطة والشعير خلال الأسبوع المقبل، حيث بلغت المساحات المزروعة نحو 500 ألف دونم.
وأوضح مدير إعلام زراعة ديالى محمد المندلاوي أن الحصاد بدأ فعلياً في بداية شهر أيار الجاري ضمن مناطق بلدروز وبني سعد والعظيم، على أن تنتقل العمليات لاحقاً إلى المناطق الشمالية من المحافظة.
وأشار إلى أن التقديرات الأولية تفيد بإمكانية تسويق أكثر من 500 ألف طن من المحصولين خلال هذا الموسم، ما يظهر مدى توسع النشاط الزراعي في ديالى واستقرار أوضاعه الميدانية.
خطة شاملة
من جهة أخرى، أعلنت مديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية، تنفيذ خطة شاملة لحماية المساحات الزراعية المزروعة بالحنطة والشعير من أخطار الحرائق، التي تشكل تهديداً حقيقياً في هذا التوقيت من السنة، خصوصاً في ظل المناخ الحار والجاف.
وأوضح مدير إعلام الدفاع المدني، نواس صباح أن الخطة تتضمن ثلاثة محاور رئيسة: المحور الأول يتعلق بالتوعية والوقاية، إذ تم إعداد لافتات إرشادية وزعت بين الفلاحين، وتضمنت تعليمات مفصلة حول إجراءات السلامة العامة، إلى جانب تنظيم ندوات ميدانية لشرح سبل الوقاية خلال استخدام آلات الحصاد.
أما المحور الثاني فيشمل الانتشار الميداني لفرق الدفاع المدني في الحقول والمساحات الزراعية الكبيرة، بدءاً من المحافظات الجنوبية التي انطلق فيها الحصاد، على أن يتوسع الانتشار تدريجياً ليغطي المحافظات الوسطى ثم الشمالية.
كذلك يتضمن المحور الثالث إجراء كشف فني شامل على مخازن وسايلوات الحنطة والشعير للتأكد من استيفائها لمتطلبات السلامة والوقاية من الحرائق، وذلك لتقليل احتمالية نشوب الحوادث قرب مواقع التخزين أو داخلها.
وأكد صباح أن فرق الدفاع المدني تواصل عملها على مدار الساعة لضمان حماية المحاصيل في جميع مراحل الحصاد والخزن.
كما شدد على أهمية التعاون بين الفلاحين والجهات المختصة لتقليل حجم الخسائر المحتملة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat