صفحة الكاتب : خالد الثرواني

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحافيو كربلاء يشكون التضييق
خالد الثرواني

خالد الثرواني

استثمر الصحفيين في كربلاء المقدسة مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لكشف ما يتعرضون له من تضييق ومصادرة لحقهم في نقل هموم المواطنين وتسليط الضوء على ملفات شائكة في المحافظة.

عدد من الصحفيين كتبوا على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) عما يواجهونه من تحديات من أجل نقل المعلومة واصفين ما يحدث بتكميم الأفواه وصولاً إلى التهديد بمصادرة الحياة وفي أفضل الأحيان مغادرة العمل الصحفي بعمل مدبر على حد قولهم

يقول عضو فرع نقابة الصحافيين في كربلاء فارس الحسناوي، إن ما يحدث في المحافظة هو صمت يُفرض بالقوة، ففي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، تستمر كربلاء في تقديم نموذج مقلق لتضييق الحريات الصحفية في العراق، مضيفا "منذ سنوات، يعاني الصحفيون هنا من سلسلة متواصلة من الانتهاكات، تبدأ بالتضييق والرقابة، ولا تنتهي عند التهديدات والاتهامات الجاهزة".

وواصل حديثه "كل من يجرؤ على نقل الواقع كما هو، يتعرض لضغوط لا تستهدفه فقط، بل تمتد لتطال مؤسسته الإعلامية، في محاولة منهجية لإسكات أي صوت حر، ففي كربلاء، لا يُطلب من الصحفي أن يكون محايدًا أو موضوعيًا، بل أن يكون صامتًا، أما من يخرج عن هذا الإجماع المفروض، فيُتهم بالإساءة، ويُلاحق، وربما يُمنع من العمل بشكل كامل، هذا بالإضافة لتوجيه ممن يعتاش على فتات المسؤول لغرض الإساءة والسب والشتم على الصحفي".

ويؤكد الحسناوي أن "الحرية في كربلاء ليست محاصرة فقط، بل أيضًا مستهدفة من قبل منظومة اجتماعية وسياسية ترفض أي رواية لا تخدم صورتها، وهذا ما يجعل العمل الصحفي في هذه المدينة تحديًا حقيقيًا، يتطلب شجاعة لا تقل عن شجاعة من يواجه ساحة معركة".

منوهاً إلى أن الصحافة الحرة ليست ترفًا، بل حقًا أساسيًا، وإن بقيت كربلاء – وغيرها من المدن العراقية – تمارس القمع تحت ستار (الحفاظ على السلم الاجتماعي)، فإن الحقيقة ستكون أولى الضحايا، ومعها مستقبل الديمقراطية في البلاد".

أما الإعلامية هبة جبار الماجد فتقول إن العمل الصحفي في كربلاء لا يزال محفوفاً بالمخاطر، فالصحفي الذي يحاول كشف الحقيقة أو طرح قضايا تمس حياة الناس اليومية كالخدمات أو الفساد يواجه ضغوطاً وتهديدات صامتة قد تُجبره على الصمت أو الرحيل".

وتضيف "لم تعد الرقابة فقط من الخارج

بل أصبحت داخل النفس حيث يمارس الإعلامي رقابة ذاتية خوفاً من العواقب، وفي ظل غياب الحماية القانونية والتضامن المهني يتحول الصحفي الحر إلى هدف لا إلى صوت مسموع".

الماجد تستدرك بالقول "رغم كل شيء، لا يزال هناك من يكتب ويوثّق ويتكلم، لأن حرية التعبير ليست رفاهية بل ركيزة للعدالة والكرامة، وكربلاء تستحق أن تكون مدينة للحق لا يُقمع فيها الصوت بل يُصان".

تحديات مضاعفة بين الشجاعة والعزلة

لمدينة كربلاء المقدسة مكانة دينية وسياسية خاصة لما تحمله من ثقل في نفوس الملايين من المسلمين حول العالم، ما جعلها تشكل بيئة حساسة للإعلام وفقا للاعلامي حسن صافي آل جودة.

آل جودة يقول إن "الصحفيين في كربلاء يواجهون تحديات مضاعفة عند تغطية قضايا تتعلق بالفساد، أو الخدمات، التي تتداخل فيها السياسة والمصالح الانتخابية، فالكثير من الإعلاميين المحليين يتعرضون لضغوط مباشرة من جماعات نافذة، سواء لوقف تقاريرهم أو الضغط عليهم من مؤسساتهم بما يتماشى مع مصالح تلك الجهات".

ويضيف "على الرغم من وجود بعض المنصات الإعلامية الحرة والناشطين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لكسر الصمت، إلا أن الرقابة الذاتية أصبحت سائدة خوفاً من التهديدات أو الملاحقات القانونية أو المجتمعية".

ويتابع آل جودة أن "الصحفي الحر في العراق، وخاصة بكربلاء، هو صوت يحاول أن يشق طريقه وسط العتمة، هؤلاء الصحفيون يعملون في بيئة عدائية دون حماية حقيقية، ويُنظر إليهم أحياناً كـمشاغبين أو محرّضين، او مبتزين لا كمهنيين يؤدون واجبهم في خدمة الصالح العام"، متممًا وفي ظل غياب نقابات قوية أو تضامن شعبي واسع، يجد الصحفيون الأحرار أنفسهم في مواجهة مصير مجهول، ما يدفع البعض إلى الانسحاب من المهنة أو اللجوء إلى وسائل إعلام خارج البلاد".

ويؤكد أن حرية التعبير "ليست ترفاً، بل هي ركيزة أساسية لأي مجتمع حر ومزدهر، وإن دعم الصحفيين الأحرار، وحمايتهم قانونياً ومجتمعياً، هو واجب أخلاقي ووطني، أما كربلاء، فإنها تستحق أن تكون مدينة للحقيقة كما هي مدينة للقداسة، حيث لا يُقمع فيها الصوت، بل يُصان كجزء من كرامة الإنسان".

أما الصحفي حسين أحمد الكربلائي فيؤكد "لا توجد حرية صحافة بل يوجد صحفيون أحرار"، ويقول "خلال عملي الصحفي الذي أمضيت جلّ سنواته في العاصمة بغداد شهدت كثيراً من مشاكل العمل الصحفي الحر لكن الصدمة كانت عند عودتي لمحافظتي كربلاء، إذ وجدت أن المقارنة في حرية الصحافة بينها وبين العاصمة كمن يقارن بين اسلام آباد الافغانية وبيرن السويسرية".

ويشكو الكربلائي من حجب المعلومات قائلا من الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً أن تحصل على معلومة صحفية تتعلق بملفات الدوائر الحكومية والقطاعية بل إن مجرد بحثك عن بعضها قد يكلفك كثيرا لدرجة تهديد حياتك".

ويضيف "كلما أردت فتح ملف ما ستبادر الجهات المعنية بهذا الملف إلى تحريك أذرعها وإعلامها مستهدفة إياك باتهامات أنك تسعى لتسقيطها بدوافع سياسية وأن عملك لا علاقة له بالمصلحة العامة أو وظيفتك المقدسة بقدر كونه ابتزازا وما إلى ذلك من اتهامات هدفها في النهاية تحريض قليلي الفهم ومحدودي الرؤية والجمهور المضاد المتعصب".

ويشير الكربلائي إلى"عقبات التقاضي القانوني والعرفي بالقول "ثمة استغلال واضح لحق التقاضي في كربلاء وإن لم نشهد حكماً على صحفي خلال المدة الماضية لأسباب تتعلق بتسويات ووساطات ما قبل جلسات النطق بالحكم إلا أنه أصبح أداة للتخويف على الأقل في تقييد العمل الصحفي والصحفي ذاته وإدخاله في معمعة لا طائل من ورائها إلا أن يعاود الكرة فيقضي جل وقته على أبواب المحاكم ناهيك عن التقاضي العرفي حين يتعلق الموضوع بمقاول هنا أو صاحب مؤسسة أو شركة هناك أو أي من الشخصيات العامة إذ سرعان ما يصلك التهديد العشائري لتستقدم لمجلس لا يفقه مهنة الإعلام إلا أنها يجب أن تكون مهنة التطبيل أو اللمس الرقيق والهمس في أقصى الأحوال".

وتعيش كربلاء سيطرة تامة للإعلام الرسمي التابع للحكومة المحلية على المشهد في المحافظة، وتواجه كل من يحاول كسر هذا القيد والبحث عن ملفات تهم المواطن عقبات عديدة واتهامات معدة مسبقاً، بحسب صحفيون.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الثرواني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/04



كتابة تعليق لموضوع : في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحافيو كربلاء يشكون التضييق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net