تصاعد الاشتباكات في ريف دمشق الجنوبي.. وإسرائيل تدخل على الخط
كتابات في الميزان / احتدمت الاشتباكات في مدينة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، مع أنباء عن فرض حظر تجوال في مدينة جرمانا المجاورة، إثر اقتحام مجموعات مسلحة للمدينتين اللتين تقطنهما أغلبية من الطائفة الدرزية.
وذكرت مصادر إعلامية سورية أن الاشتباكات زادت حدتها بين المسلحين وأهالي المدينتين من المجموعات الشعبية والتي ينتمي أغلبها إلى الطائفة الدرزية، في الوقت الذي دخلت فيه إسرائيل على خط المواجهات معلنة تنفيذ عملية لمساعدة السكان الدروز بوجه من وصفتهم بـ “المتطرفين”.
أسلحة ثقيلة ومسيّرات
وذكرت مصادر محلية سورية، أن الجماعات المسلحة تستخدم طائرات مسيّرة وأسلحة ثقيلة في استهداف مواقع قوات اللجان الشعبية المدافعة عن صحنايا وجرمانا.
وأشارت المصادر إلى توجه أرتال من الفصائل المسلحة العسكرية من أرياف حماة وإدلب في شمال سوريا إلى صحنايا وجرمانا في ريف دمشق.
يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات صدرت عن مساجد الغوطة الشرقية في ريف دمشق تدعو “من هو قادر على حمل السلاح إلى التوجه إلى جبهات القتال في جرمانا وصحنايا”، في تصعيد طائفي ضد الدروز يهدد بتفجر الأوضاع في ريف دمشق الجنوبي.
وذكر مصدر محلي لقناة الميادين أن “مساجد الغوطة الشرقية في ريف دمشق أعلنت النفير العام”.
إلى ذلك، أشارت مواقع سورية إلى فرض حظر تجول في مدينة جرمانا من الآن حتى صباح يوم الخميس.
انتشار أمني في ريف دمشق الجنوبي
إلى ذلك، قال مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان أن “قوات الأمن العام تنتشر في محيط صحنايا وأشرفية صحنايا لتأمينهما ووقف الأعمال العدائية التي نفذتها مجموعات خارجة عن القانون، وأسفرت عن شهداء وجرحى من المدنيين وقوات الأمن”.
ونقلت وكالة سانا عن المقدم الطحان قوله: “باشرت قوات إدارة الأمن العام بالانتشار في محيط مدينتي صحنايا وأشرفية صحنايا لتأمين المنطقة ومنع وقوع أي أعمال عدائية، إلا أن مجموعات خارجة عن القانون تسللت ليل أمس إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا، واستهدفت كل تحرك مدني أو أمني، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين ومن عناصر قوات الأمن العام”.
مقتل 16 عنصرًا أمنياً
وأوضح المقدم الطحان أنه: “في صباح اليوم، صعّدت تلك المجموعات اعتداءاتها، حيث هاجمت نقاطاً وحواجز أمنية على أطراف المدينة، ما أدى إلى استشهاد أحد عشر عنصراً من قوات إدارة الأمن العام المكلّفة بحفظ الأمن”.
وبين المقدم الطحان أنه “في محاولة لاحتواء الموقف وحقن الدماء، تدخلت عدة جهات لوقف عمليات إطلاق النار، إلا أن المجموعات نكثت بتعهدها مجدداً، وهاجمت نقطة أمنية جديدة، ما أدى إلى استشهاد خمسة عناصر إضافيين من قوات الأمن العام، ليبلغ إجمالي عدد الشهداء ستة عشر شهيداً”.
إسرائيل تتدخل
في هذه الأثناء، أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بياناً مشتركاً، أعلنا فيه أنّ “رسالةً خطيرةً نُقلت إلى النظام السوري”، مفادها أنّ “إسرائيل تتوقّع منه التحرّك لمنع إلحاق الأذى بالدروز”.
وأضاف البيان أنّ “الجيش الإسرائيلي نفّذ عمليةً تحذيريةً، وهاجم تجمّعاً منظّماً لمجموعة متطرّفة، كانت تستعدّ لمواصلة مهاجمة السكان الدروز في بلدة صحنايا” السورية، الواقعة في محافظة دمشق.
في غضون ذلك، أفادت مصادر سورية أن 5 غارات إسرائيلية استهدفت مجموعات مسلحة في محيط بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا جنوب دمشق.
وبينت المصادر أن الطيران الحربي الإسرائيلي حلق في أجواء مدينة صحنايا جنوب دمشق.
المجلس العسكري في السويداء يحذر من فتنة طائفية
في السياق نفسه، أصدر المجلس العسكري في السويداء بياناً أدان فيه بشدة “التصعيد الإرهابي”، الذي استهدف مدينتي صحنايا والأشرفية، محمّلاً ما سماها “سلطة الأمر الواقع التي نقف ضدها” المسؤولية المباشرة عن كل قطرة دم أُريقت من أبناء الطائفة الدرزية، وعن استمرار معاناة المدنيين من جراّء هذه الهجمات.
وأضاف البيان أنّ “تواطؤ هذه الجهات وصمتها يُعدُّ شراكةً واضحةً في التحريض وارتكاب الجرائم الموجّهة ضدّنا كدروز بصورة خاص، والتي تهدّد وحدة النسيج الوطني السوري برمّته”.
وأكد المجلس العسكري وقوفه الدائم إلى جانب أهالي جرمانا وصحنايا والأشرفية، وكل المناطق التي تواجه الإرهاب، داعياً جميع الجهات، بما في ذلك الرسمية، إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية في مواجهة الإرهاب، والعمل العاجل لضمان أمن المواطنين واستقرار البلاد.
تجمّع فصائل “لواء الجبل” في السويداء: إدارة دمشق مسؤولة عما سيحدث
من جهته، أصدر تجمّع فصائل “لواء الجبل” في السويداء بياناً آخر، شدّد فيه على أنّ “إدارة دمشق تكيل بمكاييل متعدّدة، ولها مصلحة في فسح المجال أمام الفتنة الطائفية”.
وحذّر من أنّ “عجزها عن وقف هجمات التكفيريين والإرهابيين الموالين لها على أشرفية صحنايا، سيحمّلها المسؤولية الكاملة عن كلّ ما سيحدث لاحقاً”، مضيفاً: “وقد أعذر من أنذر”.
وتأتي هذه التطورات بعد يوم من اشتباكات شهدتها مدينة جرمانا، بين مسلحين محليين وآخرين من القوات الرديفة للحكومة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، ما أعاد التوترات إلى الواجهة وأثار المخاوف من تصاعد العنف الطائفي.
ويُشار إلى أنّ هذه الأحداث جاءت على خلفية انتشار تسجيل صوتي عبر منصات التواصل الاجتماعي يتضمّن إساءات بحقّ النبي محمد، نُسبت لرجل دين من الطائفة الدرزية، الأمر الذي تم نفيه فيما بعد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat