المنجز السياسي لمرجعية آية الله السيد محمد كاظم اليزدي
د . تقى محمود السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . تقى محمود السعدي

حين يترجم السؤال إلى فلسفة، ويعد وسيلة من وسائل حث المعنى، أو الضغط الفكري وتمثيل الواقع السياسي.
السؤال.. هل سماحة آية الله العظمى (السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي) تعامل مع الاحتلال البريطاني وعاونهم للانتصار على الدولة العثمانية واحتلال البلاد؟
ـ الجواب هذا افتراء ملعوب ومدسوس ويكذبه الواقع التاريخي.
عندما بدأ الغزو الانجليزي ضد العراق أفتى السيد اليزدي، بالجهاد وأرسل ابنه السيد محمد إلى ساحات القتال، وأرسل إلى والي بغداد العثماني رسالة موثقة في كتاب "النجف الأشرف وحركة الجهاد" / دكتور كامل سلمان الجبوري صفحة (99) يحث فيها الحكومة العثمانية على أن تكسب ود الشيعة، الذين عانوا الويلات من ظلمها وزورها، تزيد من جرائمها ضد الشيعة حتى خلال الحرب ضد الانجليز، وبدل أن يتحرك الوالي لمجابهة الإنكليز، أرسل قوة عسكرية اقتحمت المدينة من أسوارها وبطشت بالأهالي، وكانت الجنود تداهم البيوت ليلا نهارا وتتحسس أجساد النساء بحجه التفتيش، (كتاب لمحات اجتماعية، من تاريخ العراق الحديث للدكتور علي الوردي)، وعنجهية الأتراك ما هدأت فهم يهددون الشيعة بالدمار بعد انتصارهم على الانكليز، يمتلكون هذا الحقد العالي والتعالي الفارغ وهم بأشد الحاجة إلى تضافر الأصوات.
حدثت المشادات الخطابية بين الشيخ بدر الرميض والقادة الأتراك، ورغم هذا أفتى السيد بوجوب الجهاد وكان يتكفل تبعات المجاهدين ونفقاتهم من أسلحة وأعتدة وتمويل.
السيد محمد كاظم الطباطبائي انتهت إليه المرجعية الدينية، بعد وفاة الميرزا الشيرازي بعد هجوم إيطاليا على ليبيا, الانجليز على العراق, روسيا على إيران, أصدر السيد اليزدي حكما على وجوب الدفاع عن الأوطان، الجهاز ضد الاستعمار الإيطالي لدولة ليبيا في شمال أفريقيا ضد الاستعمار البريطاني في جنوب إيران وبعد الانتصار البريطاني على العثمانيين زار السير رولاند النجف وقام بزيارة السيد اليزدي مقدما آيات التعظيم والتبجيل، رغم أن السيد قاومهم قبل انتصارهم على العثمانيين، وطلب سماحة السيد الإعفاء الشامل عن المقاتلين العراقيين، وإطلاق سراح أسرى الحرب وأن يحفظ استقلالية المدن المقدسة وأن يعين من أهل كل محلة قائم قام منهم واستجابت بريطانيا لكل هذه المطالب،
قال حينها اليزيدي إن الأتراك لو كانوا يملكون مثل هذا السلوك ومثل هذه السياسة لما أضاعوا محبة العراقيين لهم ولما خسروا الحرب، قدم رولاند في زيارته مبلغ ماليا كمساعدة للفقراء إلا أن سماحه السيد اليزدي رفض استلام المبلغ معتذرا، وقدم في مدة مرجعيته إصلاحات كثيرة، ومن ضمن تلك الاصلاحات شيد مدرسة كبيرة لطلبة علوم الدين مساحتها 750 متر مربع وتشمل 80 غرفة وتقع في محلة (الحويش) والسوق في الكوفة على شاطئ الفرات، وتبقى مواقفه السياسية خير منجز يدرس عبر التاريخ.
جهاده ضد الاحتلال البريطاني وقيادة حركة المقاومة ضد الاستعمار البريطاني وأصدر فتوى ضد الاستعمار الإيطالي
كان المرجع اليزدي عالم لاهوت توفى في النجف الاشرف بعد أن أصيب بمرض ذات الرئة، أقيمت له مآتم في أغلب الدول الشيعية ودفن في الصحن الشريف
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat