العراق يمد أنابيبه نحو المتوسط.. طموحات نفطية عابرة للحدود

بين طموحات التوسع في تصدير النفط والغاز، وتحالفات جديدة تمتد من البصرة إلى جيهان، يخطو العراق خطوات جريئة لتعزيز بنيته التحتية ومدّ شرايين الطاقة عبر البحر واليابسة.

تناول تقرير لموقع، أويل برايس Oil Price، الأميركي للطاقة سعي العراق الى تعزيز طاقاته التصديرية من النفط والغاز عبر موانئه الجنوبية في البصرة لتصل الى البحر المتوسط عند ميناء جيهان التركي وذلك بالتعاون مع ائتلاف شركتين تركية وايطالية لإنشاء أنبوب تصدير ثالث تحت البحر بطاقة 2.4 مليون برميل باليوم مع السعي لمضاعفة الإنتاج لأكثر من 6 ملايين برميل باليوم بحلول عام 2029 في وقت كشف الجانب التركي ان اتفاقية مبدئية لإمداد العراق بخط نقل كهرباء عبر الحدود وتزويده بالغاز.

ويشير التقرير الى انه مع تزايد التعاون بين بغداد وانقرة فان قطاعي النفط والغاز في العراق من شأنهما ان يزدادا نشاطا أكثر في الإنتاج والتصدير، واستنادا الى وسائل إعلام تركية فان أنقرة تتقدم بخطط لتوسيع تعاونها في مجال الطاقة مع بغداد على نحو كبير.

وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، أعلن مؤخرا عن مقترحات يجري تداولها لإنشاء خطوط انابيب نفط وغاز طبيعي جديدة تمتد من البصرة الى ميناء جيهان في البحر المتوسط.

زيادة حجم التبادل التجاري

من جانب آخر فان بغداد وانقرة يتطلعان لزيادة حجم التبادل التجاري في مجال الغاز وتعزيز التعاون في مجال الطاقة الكهربائية أيضا.

وعلى الرغم من الإنتاج المحلي المتصاعد للغاز في العراق وسعيه نحو ستراتيجية وضع نهاية لحرق الغاز، فان البلد ما يزال يعتمد على استيراد الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء، خصوصا إذا اخذنا بنظر الاعتبار قطع امدادات إيران من الغاز الحيوية لقطاع الكهرباء وتشغيل هذه المحطات.

وكشف وزير الطاقة التركي، بيرقدار، بان العراق وتركيا توصلا الى اتفاقية ابتدائية تشتمل على مد خطوط أنابيب نفط وغاز وامدادات مرحلية من الغاز التركي للعراق مع خط ناقل للكهرباء عبر الحدود.

في هذه الاثناء، يشير التقرير، الى ان البلدين يحققان تقدم في مشروع “طريق التنمية” الطموح، وهو مبادرة لوجستية مهمة لربط قارة آسيا بأوروبا. حيث ان البنى التحتية لهذا المعبر ستمر من خلال العراق وتتصل مباشرة نحو تركيا بمشروع استثماري تصل كلفته الى 17 مليار دولار.

فوائد مشتركة كبيرة للطرفين

طريق التنمية، الممتد من الصرة جنوبا الى حديثة شمالي العراق ومن يتصل بمنطقة سيلوبي جنوب شرقي تركيا، سيوفر فوائد مشتركة كبيرة للطرفين.

هذا المسلك سيمر بمنطقة إقليم كردستان، مما يوفر ذلك خط نقل للطاقة أكثر استقرارا. ومن سيلوبي سيتم نقل الموارد الطبيعية من نفط وغاز عن طريق الانابيب الى ميناء جيهان، وهو ميناء التصدير الرئيسي للنفط والغاز في تركيا.

تركيا تهدف الى التعاون في ضخ مزيد من النفط من حقول البصرة لزيادة الطاقة الاستيعابية لخط الانبوب. اتفاقية خط أنبوب بصرة – حديثة تم توقيعها في كانون الثاني 2025 وتهدف الى تحقيق طاقة تصدير استيعابية بمقدار 2.25 مليون برميل باليوم، مما يشكل ذلك خطوة مهمة نحو تدفق مستمر للطاقة في المنطقة.

وأشار بيرقدار أيضا الى ان البنى التحتية المتوفر للغاز في تركيا حاليا قادرة على تجهيز العراق بحدود 5 مليارات متر مكعب من الغاز.

الطاقة الكهربائية

مبدئيا ان هذا التجهيز سيركز على تلبية احتياجات العراق من الطاقة الكهربائية، ولكن الخطط البعيدة المدى تشتمل على الحفاظ على هذا التدفق لنقل الغاز العراقي الى تركيا وما وراءها الى أوروبا. ولتسهيل هذا الامر فان مناقشات جارية على بناء خط أنبوب غاز إضافي يمتد من سيلوبي الى جيهان.

بالإضافة الى توسيع التعاون في مجال النفط والغاز، فان انقرة قد أعلنت أيضا عن خطط لمضاعفة صادرات الكهرباء الى العراق وهو أمر مدعوم بإنشاء خط نقل جديد.

ويأتي هذا في وقت حرج بالنسبة للعراق الذي يواجه نقصا بالإمداد بمادة الغاز بعد الغاء الولايات المتحدة الاستثناءات الممنوحة للعراق لاستيراد الغاز والكهرباء من إيران.

من جانب آخر ومع السعي لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بين العراق وتركيا، فان من التحديات التي ما تزال قائمة هي استمرار اغلاق أنبوب التصدير جيهان بين العراق وتركيا الذي تسبب بإيقاف صادرات نفط الإقليم منذ أكثر من سنتين بسبب خلافات مالية وفنية وأن شركات نفط الإقليم العالمية تطالب بضمانات تسديد نفقات الإنتاج عبر عقود جديدة يتفق عليها.

تعزيز بنيته التحتية التصديرية

في غضون ذلك يعمل العراق بنشاط على تعزيز بنيته التحتية التصديرية، حيث أعلنت وزارة النفط العراقية عن اتفاقية جديدة لمد خط انابيب نفط تحت البحر مع شركتي ميكوبيري الإيطالية للمقاولات البحرية وشركة ايستا التركية، وسيعزز هذا الخط الذي تبلغ سعته 2.4 مليون برميل باليوم، زيادة الصادرات من موانئ العراق الجنوبية.

وكان مسؤول نفطي رفيع المستوى قد ذكر لوكالة ـ اينيرجي انتليجنس، ان مشروع خط الانبوب البحري 3 قد يكتمل في العام 2027 وسيحل محل خطي الانبوب القديمين 1 و2 تحت البحر. وقال انه قد يزيد من الطاقة التصديرية للنفط الخام بمعدل 800 ألف برميل باليوم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/17



كتابة تعليق لموضوع : العراق يمد أنابيبه نحو المتوسط.. طموحات نفطية عابرة للحدود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net