لا اصلاح بلا حرية وحق : عن اي اصلاح يتحدث ساسة العراق؟
د . نبيل ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اعترف بالذكاء الديماغوجي لسياسيي العراق الحاليين من كل الاتجاهات الدينية واللادينية.انهم بارعون بالتمويه على الشعب وجني ارباح التحدث باسم الشعب ماليا وسياسيا واجتماعيا.
اي جني المنافع كلها وللافراد ولجميع المصاهرات العائلية التي يرتبط بها كثير من القادة والمسؤولين السياسيين كما كان الحال في العهد الملكي حيث احتكرت عشر عوائل متصاهرة المناصب السياسية ، وهو الفساد الاكثر تأثيرا على الدولة والمجتمع ، فالفاسد السياسي والمالي يرتبط ، في كثير من جوانبه بالمصاهرات العائلية والقرابات التي تسمح باتساع الفساد وتعميقه وجعله بديلا عن الدستور.
ففي العهد الملكي كانت ثمة عشرة عائلات تدير الحكم وتتبادل المناصب. فعلى سبيل المثال يشترك جعفر العسكري ونوري السعيد في مصاهرة نسائية وفرت لهما تبادل الادوار السياسية بدء من وزارات الدفاع والداخلية والخارجية حتى رئاسة الوزراء . ونشهد اليوم عودة هذا النوع من الفساد والمصاهرات السياسية ثم نتحدث عن الاصلاح.
من من السياسيين والمسؤولين وضع يده على مكان الجرح الحقيقي؟
لا احدا منهم. اليوم يتحدثون عن الاصلاح. ويبدأ كل رئيس سلطة تنفذية او تشريعية، اتحادية او اقليمية، وفريقه الاعلامي باتهام الاطراف الاخرى بانها تستولي على اموال الشعب .
فالمسؤول الشيعي يتهم المسؤول الكردي، والمسؤول الكردي يتهم المسؤول الشيعي ويتسابق المسؤولان لتقريب المسؤول السني للتحالف في خوض معركة سياسية تصعد الازمات وتعمق الخلافات وتوتر العلاقات بينما يتلقى الشعب مزيدا من غسيل الدماغ ومزيدا من التطبع على المهانة والذل والقبول بالامر الواقع كما كان الحال قبل حصار التسعينات ليكيف حياته مع العوز والفاقة والحاجة وفقدان الكرامة وانتهاك الاعتبار الانساني .
لا يستطيع انسان ان يقبل انقطاع الكهرباء عشرين ساعة في رمضان ودرجات الحرارة تجاوزت الخمسين والموازنة السنوية تجاوزت 112 مليار دولار الا اذا كان هذا الانسان فاقدا لحريته وكرامته وحقوقه وانسانيته وفاقدا للثقة بالدستور والقانون والدين والاخلاق والضمير والمسؤولية الوطنية. نعم. هذا هو التفسير المنطقي للوضع الذي يعيشه الانسان العراقي الذي يعتقد السياسيون انه خلق عبدا وعليه مواصلة هذه العبودية التي لارحمة فيها ، والتي يتحول فيها الانسان العبد الى حجر اصم لاشعور ولا احساس لديه.
لست معنيا بغضب السياسيين الذي اعتدت عليه منذ اكثر من اربعين عاما وعشت مآسيه ودفعت ثمنه. فاما ان يعيش الانسان حرا ذا كرامة ومالكا لحقوقه واما ان يثور اذا لم يجد القوت في بيته او يقبل بان يكون عبدا ذليلا يصفعه الشرطي ويطرده موظف الاستعلامات ويصيح به بائع الطماطم والخيار اذا لمسهما لينتقي مايريد.
كيف نفهم الحديث عن الاصلاح حين يصرح نائب عن كتلة الاحرار بان الحكومة لم تستجب للجان البرلمان باعفاء المديرن العامين الفاسدين وقامت بدلا عن ذلك بالتوسط لدى كتل برلمانية لابقائهم في مناصبهم التي تخص تقديم الخدمات للمواطنين. ماذا يعني ذلك؟ انه يعني الابقاء على الفساد لتحقيق فساد آخر هو اشراك الجميع في الفساد لكي لاتعترض كتلة على اخرى وابقاء المواطن في ذله وانتهاك كرامته ومصادة حقوقه.
هل حدث هذا في دولة الرسول او دولة المدينة التي يقرع بها رؤوسنا كذابون لايحققون العدل والنزاهة والامانة كما تحققت في دولة المدينة؟ وعن اي اصلاح يتحدث المسؤولون حين يصبح اقرب كل مسؤول فوق القانون وفوق حقوق المواطنين؟
ماهو الاصلاح ؟
هل هو ايقاف سرقة اموال الشعب؟ لا. اذا حدث ذلك فهذا اهم اصلاح يحصل عليه العراقيون. هل هو اعادة اعمار العراق وانتشال البلاد من الدمار والخراب الذي لايخفى على اي سائح يمر مرور الكرام فكيف يخفى على اهل البلاد الذين يعيشون فيه كل يوم؟
.لا. هل هو توفير الكهرباء لمدة اربع وعشرين ساعة دون انقطاع؟ لا . هل هو اعادة توزيع واستثمارموارد النفط في التنمية الاجتماعية والبشرية ؟ لا. هل هو اعادة تأهيل سكك الحديد التي كانت تتوزع على اراضي البلاد من شماله الى جنوبه منذ عشرينات القرن الماضي لتختفي مع بداية القرن الحالي ؟ لا. هل هو اعادة تأهيل وتحديث المستشفيات وجعل المريض العراقي لايتمنى شموله بالمكرمات لارساله الى مستشفيات الهند ولبنان؟ لا.هل هو اعادة تأهيل المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والكليات والمعاهد وجعلها عصرية باجهزتها واساليبها ومناهجها وضمان مستقبل خريجيها؟ لا.
اذن ماهو الاصلاح الذي يتحدث عنه ساسة العراق اليوم؟
هل هو تطبيق المادة الخامسة من الدستور التي تبدأ ب ( السيادة للقانون) والشعب مصدر السلطات وشرعيتها؟ لا. فكل يوم نرى انتهاكات القانون وهدر حقوق وكرامة المواطن العراقي وكأننا في غابة وليس في بلاد فيها مدن وبشر بحيث لاتجمعك جلسة مع عراقيين الا ويتحدث الجميع عما رأوه من انتهاكات السلطة التنفيذية واجهزتها الامنية واعتداء بعضها على المواطنين الذين يعانون من تحويلهم من احرار الى عبيد بالضرب والسب والتهديد والاحتقار . هل الاصلاح هو تطبيق المادة 14 من الباب الثاني الخاص بالحقوق والحريات، الفصل الاول الحاص بالحقوق ، الفرع الاول الخاص بالحقوق المدنية والسياسية القائلة( العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الاصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي) مما يعني انه لايستطيع احد مهما كانت مكانته الاعتداء على العراقي لاي سبب حتى لو كان السبب ان هذا العراقي مواطن بلا منصب وبلا مصاهرة مع هذا المسؤول او ذاك.
اذا كان الاصلاح هو اعادة الاعتبار لهذه المواد فهو اصلاح . واذا كان يتحدث عن اعادة بعثيين من خدم صدام وخدم عدي السياسيين والرياضيين والاعلاميين والثقافيين والفنيين، للمناصب واعادة توزيع الغنائم بين الاحزاب والكتل السياسية ورفع نسب المحاصصة من اثني عشر سفيرا الى عشرين ومن عشرة مستشارين الى خمسة عشر ومن عشرين مديرا عاما الى اربعين ومن سبعة وكلاء وزارة الى عشرين ومن مائة موظف دبلوماسي في سفارات العراق الى مائتين وحرمان بقية العراقيين ممن لا مصاهرة سياسية او عائلية لهم من الوظائف ، فهذا توسيع للفساد وليس اصلاحا، وهذا مصادرة لحقوق المواطنين وليس اصلاحا.وهذا حرمان للشعب ومكافأة اخرى للفاسدين واللصوص الذين استولوا على حقوق الشعب وحرموه من الحصول عليها.
هل التستر على الفاسدين ومنتهكي القانون والمطلوبين للعدالة واللصوص الذين سرقوا مليارات ومئات وعشرات الملايين من الدولارات من قوت الشعب والفقراء وحماية هؤلاء اللصوص بتوفير ملاجئ آمنة لهم او (تسفيرهم) من مطار بغداد محمين بحمايات رسمية حتى اماكنهم في الطائرة بينما لا تقصر المنازعات السياسية ولا القلوب المنفطرة حزنا والما من تداول مئات الصور عن اوضاع العراقيين المزرية والمخجلة في وطن غني بالنفط وغني بالمزابل والبؤس واليتم والترمل والامراض، هو اصلاح؟
نحن جميعا لسنا وطنيين. والسبب انه ليس لدينا ممتلكات في وطننا. وهذه الممتلكات اشار اليها الفيلسوف الانساني علي بن ابي طالب في افكاره. فالفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن. فليست الحرية من ممتلكاتنا لكي تكون الحرية لنا وطن في وطننا. وليست الكرامة من ممتلكاتنا في وطننا لكي تكون لنا وطن في وطننا. وليست العدالة من ممتلكاتنا لكي تكون لنا وطن في وطننا ولذلك يصبح انقطاع الكهرباء انتهاكا للحرية وانتهاكا للكرامة وانتهاكا للعدالة وانتهاكا للاعتبار الانساني الذي يفترض ان توفره الدولة للانسان في العراق لكي يكون العراق وطنا له. وهذا يفسر لنا كيف اننا في المعارضة قد حرمنا من وطننا فلماذا نحرم منه اليوم ويفترض انه قد عاد لنا؟ السبب ان اللصوص سرقوه ثم نتحدث عن الاصلاح.
حين يصبح المواطن وسعادته والحصول على حقوقه هو هدف الاصلاح فهذا اصلاح. اما ان يكون الاصلاح هو اعادة توزيع البوس على الشعب واعادة توزيع النعيم على النواب والوزراء والكتل البرلمانية فهذا امعان في الفساد ورفعه الى مصاف الهدف الاسمى للسياسيين. قد يعتقد بعض السياسيين ان زيادة حصة رئيس البرلمان من السلطة واقتطاع جزء من السلطة التنفيذية له اصلاحا ، وقد يعتقد بعض السياسيين ان تجميد البرلمان والاكتفاء بالمساومات بين رؤوساء الكتل البرلمانية اصلاحا، وقد يعتقد بعض السياسيين ان منع حرية التعبير والتضييق على تظاهرات المطالب الشعبية واطلاق الرصاص عليها اصلاحا. وقد يعتقد البعض ان توزيع السيطرة بين الكتل البرلمانية على القضاء والغاء استقلاليته ونزاهته وعدالته اصلاحا. لكن هذا الاصلاح في الواقع هو فساد آخر لالغاء مظاهر الفصل بين السلطات وفساد آخر لاطلاق طلقة الرحمة على العراق الجريح لكي يموت الى الابد.
حين نسمع صوت الناس فهذا اصلاح. وحين نشرك الكفاءات والخبرات في القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتساهم في بناء الدولة فهذا اصلاح. وحين نتجنب عزل ملايين العراق في الخارج عن وطنهم وندعوهم للمشاركة فيه فهذا اصلاح. وحين نجعل القوات المسلحة قوات الدولة وليس قوات الحكومة او الحزب الذي يقودها فهذا اصلاح. وحين نجعل من وظائف الخدمة المدنية مناصب حيادية غير سياسية وغير حزبية وغير موزعة على المصاهرات العائلية والسياسيةتعتمد على تاريخ الشخص وكفاءته وخبراته ووعيه بمسؤوليته فهذا اصلاح. وحين يكون للمجتمع المدني استقلال عن الاحزاب والحكومة ويكون قادرا على محاسبة الحكومة واجهزتها ولايكون مجتمعا حزبيا وسياسيا تابعا ومتحكما به عن طريق الرشاوى او الولاءات الحزبية فهذا اصلاح.
لقد كانت اكبر هدية للبعثيين هي اسقاط صدام حسين واسقاط الظروف المحيطة بالنظام. ففي العراق (الجديد) الذي اعتقدنا اننا استعدناه فضلت الولايات المتحدة وبريطانيا ان تفتح ذراعيها للبعثيين اكثر مما فتحتها للديمقراطيين واللليبراليين. فغدت جموع ( فناني وشعراء وصحفيي وكتاب ) البعث تقيم فعالياتها في عواصم فرنسا وبريطانيا واوروبا في حين بقي مثقفو المعارضة (محاصرين) فقد انتقل الحصار من الداخل الى الخارج وتم تهميش والغاء ونسيان المثقفين العراقيين المعارضين لنظام صدام كونهم ممثلين للثقافة العراقية. هناك طبعا كثير من مثقفي المعارضة السابقة استطاعوا ان يتواجدوا في تلك العواصم وتلك اللغات وتلك الثقافات، ولكن لايستطيع فنان او كاتب او صحفي بعثي، خاصة من اؤلئك الانتهازيين والبهلوانيين ،الثعلبانيين الذين خدموا صدام تشكيلا ومسرحا وغناء وشعرا وتمجيدا. وقد اقدم النظام (الجديد) على التنكر امئات المثقفين العراقيين المعارضين في المنفى ليستبدلهم بأولئك الانتهازيين والبهلوانيين والثعلبانيين ويفتح لهم مراكز ثقافية في عواصم العالم ليمثلوا ثقافة الانحطاط (الجديد).
اذا الغيت هذه الظاهرة التي تقوم على المصاهرة العائلية والسياسية فان الغاءها يعتبر اصلاحا.
لقد تصورنا اننا سنعود لعراق فقدناه على يد عصابات نظام صدام العسكرية والمدنية. ورسمنا خططا للمشاركة في الحياة المدنية العامة وطبع كتبنا التي لم نستطع طبعها في المنفى واقامة معارضنا التي لم نستطع اقامتها في المنفى وتقديم عروضنا المسرحية التي لم نستطع تقديمها في المنفى وقراءة اشعارنا التي لم نستطع قراءتها في المنفى واطلاق حوارتنا وسجالاتنا حول الوطن والثقافة والمستقبل والديمقراطية التي لم نستطع اطلاقها في المنفى
هل نستمر في معارضتنا حتى يقوم ذلك النظام الديمقراطي الانساني القانوني الدستوري الذي تصورناه وعملنا من اجله داخل العراق وخارج العراق على مدى اربعة عقود؟ هل نستمر في معارضتنا لحكم الحزب الواحد الذي يضع مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة في خدمة سلطته؟ اذا احترمت هذه المعارضة واعتبرت معارضة سلمية يحميها الدستور التي اقرها فان ذلك يعتبر اصلاحا.
هل نستمر في قتل علي والحسين من جديد وهذه المرة بسيوف اتباعهما والباكين عليهما والمدعين موالاتهما في حين يتقلص علي والحسين في مكتب سياسي ومكتب امني ومكتب مالي ومكتب مخابراتي ومكتب عسكري تكون مهمة هذه المكاتب مراقبة علي والحسين حتى لايطالبا بحقوقهما وحريتهما؟ هل نسمي قتل الحسين اصلاحا؟
الم يفصل هؤلاء الذين يقتلون الحسين ومبادئ الحسين الدين عن الدولة ثم يتهموننا باننا نريد، نحن الليبراليين، ان نفصل الدين عن الدولة؟ واذا فصلنا الدين عن الدولة فسنبقي على اخلاق الدين في الدولة ولانلغي اخلاق الدين عن الدولة.
ان الفضيلة ليست الولاء المطلق للحكم. والفضيلة ليست دفع الناس الى نسيان حقوقها في طوابير طويلة تمشي وتبكي وترفع رايات سوداء وحمراء وخضراء وحين تعود الى بيوتها تواجه نقص الخدمات والبطالة والفقر والازبال وجبروت قوى الامن وهدر الكرامات ورفع اليدي بالشكوى لله. واذا كان بعض السياسيين ينافسون المالكي على منصبه فان مواطنين عراقيين يبلغ تعدادهم ثلاثين مليونا لاينافسون المالكي وغير معنيين بالصراع على السلطة في العراق الا بقدر ما يخصهم من امن واستقرار وراحة بال وضمان حياتهم ومستقبل اطفالهم وخبزهم.
لاينبثق الاصلاح من الفساد بل من القضاء عليه. ولايمكن للفاسد ان يكون مصلحا، وحين نتحدث عن تشكيلات سياسية هجينة وانتهازية تعيد انتاج الحرس القديم من كل نوع وصنف ممن انتهكوا القانون واحقوق العراقيين ولعبوا في عهد صدام وبعد عهد صدام ، ونعتبر هجنتهم وانتهازيتهم وسعيهم للبقاء رغم ارادة الناس اصلاحا فهذا يعني ان الطبقة السياسية الحالية تضحك علينا وتريد منا ان نحمي مصالحها الفردية حين ينشق ثلاثة او اربعة من العراقية واثنين من دولة القانون وواحد من القائمة الفلانية بعد ان فشلوا في الحصول على منصب وزير ، ويشكلون فرقة سياسية بنفس الالات ونفس المغنين ونفس الالحان والكلمات مع تغيير في الديكور فقط. لايمكن ان ننتظر من طبقة سياسية فاسدة (لااقصد طبقة البيض ) اصلاحا الا اذا الا اذا اعتبرناهم يستغبون الشعب ويخدعون الدول الاخرى التي تديرهم مثل جنود الشطرنج للدفاع عن هذا الملك او ذاك الملك.
انا لا استخدم مصطلح الدماء الجديدة لانه دموي ويليق بالفاشيين. ولذلك اقول : اين الاجيال والافكار والرؤى والخطط والبرامج الجديدة؟ . لماذا نوفر الظروف دائما لعودة الحرس القديم من اللصوص والانتهازيين والجلادين الذين لايريدون ترك التسلط على حياتنا منذ خمسين سنة حتى اليوم مدعومين بمخابرات دول اجنبية حتى يستقووا بها لاعادتهم الى التسلط على العراق وحياة العراقيين. نعم. ان انتهازيتهم لاتتورع عن التنقل من الارتباط بمخابرات هذه الدولة الى تلك من اجل ان يبقوا متحكمين بحياة العراقيين ليسومونهم العذاب والذل وانتهاك الكرامة.
عن اي اصلاح نتحدث والعراق مهدد بالانقراض والعراقيون يتحولون الى من جلاد لاخر ولاتتغير سوى الوان الثياب.
اختتم بشئ من تاريخ الغدر ، فقد غدرنا اصحابنا : حج وفاء بن زهير المازني في الجاهلية . ورأى في منامه كأنه حاض، فقص رؤياه على قس بن ساعدة، فقال له : انك غدرت او غدر بعض عشيرتك. فلما قدم على اهله وجد اخاه قد غدر بجار له فقيده واعتقله وقال: علام سميت وفاء اذا رضيت بالغدر؟
كم من السياسيين قد حاض وهو يغدر بنا؟