إجازات فخر المحققين
علي عبيس حسين المعموري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي عبيس حسين المعموري

رئاسة جامعة بابل/مركز بابل للدرسات
المقدمة:
مثلت مدرسة الحلة لاسيما في بداية القرن السابع الهجري حتى نهاية القرن الثامن الهجري وباتجاهاتها الفكرية المختلفة تحولاً بارزاً في مسار الفكر الاسلامي بشكل عام, والمذهب الامامي بشكل خاص, وقد كان لظهور عدد كبير من العلماء في هذه المدرسة منهم : هبة الله بن نما الحلي(حيا575 ه/1180م) ومحمد بن إدريس الحلي(ت: 598هـ/1193م), ويحيى بن البطريق الحلي(ت: 600ه/1203م), والسيد رضي الدين علي بن طاووس(ت: 664ه/ 1265م) والمحقق الحلي (ت:676ه/1277م) .. وغيرهم وما احدثوه من نقله نوعية على مستوى الدراسات العقائدية والكلامية للمذهب الامامي دوراً كبيراً في جعل هذه المدرسة لها سماتها وخصائصها الواضحة التي جعلتها تختلف عن غيرها من المدارس, ويمكن القول إن الدور الذي أداه العلامة الحلي(ت:726ه/1325م) وولده فخر المحققين (ت:771ه/1369م) كان له الاثر الأكبر في ترسيخ ابعاد وهوية هذه المدرسة, ذلك ان اثر العلامة الحلي لا يتمثل فقط بزعامته للمرجعية الدينية الشيعية في عصره, بل إن توجهاته العقائدية, وما أحدثه من تحول منهجي في دراسة عقائد وأـصول الشيعة الامامية جعله يشكل ظاهرة لها توجهاتها, وحركة لها اتباعها ومؤيدوها, والذين واصلوا من بعده عملية البناء والتأسيس والتأصيل للمنطلقات والأسس التي بنى عليها العلامة الحلي منظومته الاصولية والفقهية والعقائدية, ومن بين اهم من كان له الدور في حفظ واغناء واثراء التراث الفكري والعقائدي لمدرسة الحلة ممثلة بإسهامات العلامة الحلي هو ابنه محمد بن الحسن الحلي الملقب بـ " فخر المحققين".
قسم البحث محاور عدة:
أولاً: إجازات قراءة كتب الفقه والعقائد، سلط الضوء فيها على أهم الإجازات التي منحها فخر المحققين إلى من يقرؤون عليه كتب الفقه والعقيدة خصوصاً المصنفات التي صدرت سابقاً عن والده، أما المحور الثاني فقد حمل عنوان إجازات المسائل الفقهية والعقائدية ، وعملنا فيه على دراسة الإجازات التي نالها التلاميذ من داخل مدرسة المحققين، نتيجة لما قدموا من صبر وتحمل للعلوم الشرعية والعقائدية، اما المحور الثالث فقد عُني بدراسة اجازات عامة في الرواية والفقه وهذه الإجازات تختلف عما سبقها فلم يتبين فيها أن المجاز قرأ كتابا أو أملي عليه كتاب من المجيز ولعل ذلك قد حصل ولم يذكره المؤرخون واصحاب التراجم.
اعتمدنا في كتابة بحثنا هذا على مصادر عدة، خصصت لها قائمة في نهاية البحث ضمت مصادر وكتب عربية وفارسية متنوعة، أغنت البحث بمعلومات وافية وكبيرة عن فخر المحققين ودراساته وإجازاته التي منحها إلى طلبته داخل المدرسة أو خارجها.
توطئة :
تميزت مدرسة الحلة من استقطاب طلبة العلوم الدينية وما قام به العلامة الحلي وابنه فخر المحققين من توطيد العلاقة مع السلاطين المغول بعد الهدوء الأمني والاستقرار السياسي مما اتاح لهذ المدرسة ان تكون محط رحال طلاب العلوم الدينية لذلك قصدها العلماء من أطراف العراق وخارجه كجبل عامل والمدينة المنورة وغيرهما , رغبة في الدرسة على ايدي علمائها وتحمل نقل الحديث عنهم بالاجازة.
ووصف فخر المحققين بأنه ابرز علماء الحلة في القرن الثامن الهجري /الرابع عشر الميلادي, لما نال من ثقة والده العلامة فسعى العلماء للتعلم عنده وقراءة كتب والده عليه فأجاز الكثير من العلماء ويمكن تقسيم اجازاته الى عدة اقسام.
أولا: إجازات قراءة كتب الفقه والعقائد.
وهذه الإجازات كان فخر المحققين يمنحها لبعض من يقرؤون عليه كتب الفقه والعقيدة خصوصا مصنفات والده ومن هذه الاجازات:
1- إجازته للسيد غياث الدين عبد الكريم بن محمد بن الأعرجي الحسيني (كان حيا 736ه/1335م) ( ).
تلميذ فخر المحقّقين والمجاز منه, كتب بخطّه وامضائه المذكور كتاب (تحصيل النجاة) لفخر المحقّقين( )وذكر في آخره أنّه فرغ من نسخه بالحضرة الشريفة الغروية في آخر نهار السبت 24 رجب 736 وكتب فخر المحقّقين بخطّه في هامش النسخة بجنب اسم الكاتب ما صورته: [أنهاه أيّده الله تعالى قراءة وبحثاً وفهماً وضبطاً واستشراحاً وذلك في مجالس آخرها 27 رجب 736 والحمد لله وحده وصلّى الله ... وآله وكتب محمّد بن المطهّر] وعلى ظهر الورقة الأُولى من هذه النسخة إجازة أُخرى مفصّلة من فخر المحقّقين لناصر الدين حمزة ( ) وهذه النسخة موجودة بمكتبة (مجد الدين النصيري)( ).
2- إجازته للشيخ تقي الدين إبراهيم بن الحسين بن علي الآملي( ) (ت: 709هـ/1309م).
قال الافندي: ورأيت نسخة من الإرشاد في أردبيل( ) وعليها إجازة العلامة وولده له بخطيهما وكان خطاهما رديئين سيما خط العلامة ونص إجازة ولده( ) له هي :
قرأ علي الشيخ الأجل الأوحد العالم الفاضل الفقيه الورع المحقق رئيس الأصحاب تقي الدين إبراهيم بن الحسين بن علي الآملي أدام الله فضله وامتع ببقائه الدين وأهله كتاب (إرشاد الأذهان إلى احكام الايمان) تصنيف والدي أدام الله أيامه من أوله إلى آخره قراءة مطلع على مقاصده عارف بمصادره وموارده باحث عن دقائق أغواره غير قانع بدون الوقوف على حقائق اسراره مناقش على الألفاظ المتضمنة للعقائد مطالب لما لا يرتاب فيه من الدلائل والشواهد فأخبر مشمرا عن ساق الاجتهاد مشيرا إلى ما عليه الاعتماد واليه الاستناد فاخذ ذلك ضابطا لعيونه وغرره جامعا لتمدده ومنتشره وأجزت له رواية الكتاب عن والدي المصنف أدام الله أيامه فليرو ذلك متى شاء وأحب لمن شاء وأحب محتاطا لي وله وكتب العبد الفقير إلى الله الغني به عمن سواه محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي في ثاني عشر شهر رمضان المبارك سنة سته وسبعمائه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمين وآله الطيبين"( ) .
لقد أكد فخر المحققين في هذه الاجازة سبيل الاحتياط للطرفين المجاز والمجيز بقوله(محتاطا لي وله) فاحتياط المجاز لشيخه ان ينقل عنه ما سمعه حرفا بحرف، واحتياطه لنفسه ان يكون ضابطاً ومتمكنا من الرواية ولا ينقل الا بهذه الصفة من الموثوقية، كما ان هذه الاجازة تدل على ان الدرس في حوزة الحلة مستمر في ليالي شهر رمضان وليس هناك تعطيل كما هو الان في حوزة النجف الاشرف.
3- إجازته لجمال الدين أبو الفتوح أحمد بن أبي عبد الله بلكو بن أبي طالب الآوي( كان حياً:( 723ه/1323م) ( )
قرأ على فخر المحققين كتاب (مبادئ الوصول إلى علم الأصول) فكتب له الإجازة على ظهر الكتاب في شهر رجب من سنة (705هـ/1305م) ( ) ووصفت هذه الاجازة بانها مختصرة( ),جاء فيها: "أنهاه أيده الله تعالى قراءة وبحثا وفهما وضبطا واستشراحا – فقه الله لمراضيه – وذلك في مجالس آخرها الحادي والعشرين من رجب سنة خمس وسبعمائة وكتب محمد بن المطهر حامدا لله تعالى مصليا على نبيه صلى الله عليه واله " ( ). ثم بعد ذلك استجاز فخر المحققين بعد أن قرأ عليه كتاب ( نهج المسترشدين في أصول الدين) ( ).
ونص الإجازة قوله:" قرأ علي مولانا الشيخ العالم العلامة المعظم ، ملك الفضلاء ، جمال الملة والدين، عماد الاسلام والمسلمين، ابو الفتوح احمد بن عبد الله بلكو بن ابي طالب بن علي الاوي ، هذا الكتاب من اوله الى آخره ، قراءة مرضية تشهد بفضله ،وتدل على نبوغه وعلمه واجزت روايته عني عن والدي مصنف الكتاب- ادام الله ايامه- فليرو ذلك لمن يشاء واحب محتاطا له ولي ، وكتب محمد بن المطهر في آخر سنة خمسين وسبعمائة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين" ( ).
وحصل على إجازة ثالثة مشتركة من العلامة الحلي وفخر المحققين بعد ان قرأ عليهما كتاب ( تبصرة المتعلمين في أحكام الدين) للعلامة الحلي وكتبوا له الإجازة بنهاية القراءة برواية الكتاب عنهم ( ) .
4- إجازته إبراهيم بن علي بن الحسن الطريحي (ت: 724هـ/1323م):
قرأ على فخر المحققين ، كتاب (قواعد الاحكام) للعلامة الحلي وعند أتمام قراءته أجازه فخر المحققين في( 20 جمادي الأولى سنة 717هـ/5 نيسان 1317م) برواية الكتاب عنه, وعلى النسخة بلاغات وحواشي( ) .
5- إجازته لعز الدين حسن بن قاسم بن بلبل(كان حياً: 730هـ/1329م):
توجد هذ الإجازة ضمن مخطوطة كتاب( تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية) للعلامة الحلي كتبه منصور بن علي وفرغ في رجب سنة( 730 ه) وكتب عليه إجازة بخطه برواية الكتاب عن فخر المحققين عن والده مصنف الكتاب قال فيها : "أجزت للشيخ الفقيه العالم الفاضل الزاهد الورع عز الدين حسن بن قاسم بن بلبل كتاب التحرير بتمامه"( ).
6- إجازته لمحمد بن محمد الاسفندياري الآملي (كان حياً: 745هـ/1344م):
محمّد بن محمّد الأسفندياري الآملي, من تلاميذ فخر المحقّقين والمجاز منه بإجازة كتبها له على نسخه من (كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد) ( ) لوالده العلامة الحلّي كتبها فخر المحققين لنفسه في سنة745 هـ, ثمّ قرأه على فخر المحقّقين. والنسخة موجودة في الاستانة الرضوية في مشهد بخط المجاز له ( )،اجازه بعد ان قرأها عليه( ).
7- اجازته للشيخ زين الدين علي بن عز الدين حسن بن أحمد بن مظاهر الحلي (كان حياً: 755هـ/1354م) ( ):
الحاج زين الدين علي بن عز الدين حسن بن أحمد بن مظاهر الحلي، كان فقيهاً، محققاً، متكلماً، من تلامذة العلامة الحلي وولده فخر المحققين، وهو من أكابر العلماء، قرأ عليه الشيخ علي بن دقماق الحسيني الحلي(كان حياً:840ه/1436م) ، كان عالماً فقيهاً، جمع بين فضيلتي العلم والأدب، صاحب كتاب ( نزهة العشاق في الأدب), ونال منه الإجازة بما قرأ عليه، وقرأ عليه الشيخ جمال الدين أحمد بن حسين بن مطهر كل رواياته، وقراءاته وإنشاءاته، فكتب له الإجازة بكل تلك القراءات( ).
كتب له ثلاث اجازات:
الأولى: بعد أن قرأ عليه كتاب (قواعد الأحكام) في سنة 754ه( )
وجاء في بعض فقرات هذه الاجازة: "قرأ علي الشيخ المعظم والفاضل المكرم الفقيه المحقق المتكلم المدقق ، الإمام العلامة زين الدين علي بن الفقيه العالم السيد المرحوم عز الدين حسن بن أحمد ابن مظاهر أدام الله أيامه جميع كتاب قواعد الأحكام . . . وأجزت له جميع ما صنفه الشيخ الإمام ، شيخ مشايخ الإسلام ، أبو القاسم جعفر بن سعيد (676هـ/1765م) ، فمن ذلك كتاب الشرائع ، فإني سمعته على والدي سماعا وقرئ عليه بحضوري وأجاز لي روايته ، وكذا النافع في مختصر الشرائع ، وباقي كتبه . أجاز لي والدي إليها عنه عن المصنف" ( ) وذكر الطهراني انه كتب هذه الاجازة على ظهر كتاب القواعد متوسطة تاريخها ذي الحجة سنة( 741 ه) أدرجها الشيخ علي بن محمد بن يونس البياضي(877هـ /1472م) في إجازته للشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي (852هـ / 1447م) وأورد شطرا من أولها في الرياض ( ).
وقد أدرج هذه الأجازة الشيخ علي بن محمد بن يونس البياضي( ) ضمن إجازته للشيخ ناصر البويهي ( ).
وقد وردت صيغة اخرى لهذه الاجازة وهي:
"وقد أجزت ذلك لمولانا وشيخنا الامام العلامة زين الدين علي بن مظاهر، رواية هذه المسائل عني فانه قرأها علي حرفا حرفا، وأجزت له جميع ما قرأه علي ونقله عني في هذه القواعد وغيرها ومما صنفته والفتة وجميع ما حققه والدي قدس الله سره ، فليرو ذلك لمن أراد وأحب، وأجزت له جميع ما امليت عليه من الحواشي والأوراق في هذا الكتاب فليرو ذلك عني ، وكتب محمد بن الحسن بن المطهر في خامس والعشرين من ذي الحجة من شهور سنة اربع وخمسين وسبعمائة"( ).
والملاحظ في هذه الإجازة أن فخر المحققين لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وأكد عليها في الإجازة حتى في الشروحات أثناء القراءة والحواشي فقد شملها في اجازته وهو ما يؤكد ما ذهب إليه الباحث من سعي الفخر إلى توسيع الدائرة العلمية بالإجازة والقراءة .
الثانية : مختصرة ، على كتاب(نهاية الاحكام في معرفة الاحكام ) للعلامة تاريخها عاشر ربيع الأول سنة 755ه ( ),بقوله : "قرأ على مولانا الشيخ الامام العلامة أفضل العلماء شيخ الشيعة ركن الشريعة مقتدى الامامية الحاج زين الدين علي ابن الشيخ الامام السعيد عز الدين حسن بن مظاهر أدام الله أيامه ...، وأجزت له روايته عني عن منصفه والدي الامام العالم خاتم المجتهدين جمال الحق والدين الحسن بن المطهر أدام الله فضائله التي أفادها للمستعدين قبل وفاته رحمه الله وقدس سره ، فاني سمعته عليه درسا درسا بقراءة بعض فضلاء تلامذته عليه وأجزت له أيضا رواية جميع مصنفات والدي قدس الله سره وجميع مصنفاتي وجميع ما صنفه أصحابنا المتقدمون رضي الله عنهم أجمعين .وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر في عاشر ربيع الأول لسنة خمس وخمسين وسبعمائة ببلدة الحلة بمجلس والدي الذي كان في حياته يدرس به ، والحمد لله وحده وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين" ( ).
الثالثة: على المسائل المظاهرية المعروف بـ(الحواشي الفخرية) ( ).
وقد كتب فخر المحققين لابن مظاهر إجازة في حاشية هذه المسائل بل في مواضع منها متعددة والنسخة المنقولة عن خط المجيز في خزانة أبي محمد الحسن صدر الدين(1272هـ / 1855م)( ) .
8- اجازته لنظام الدين محمد بن علاء بن الحسن(757ه/1356م) :
كان من تلامذة فخر المحققين محمد بن الحسن الحلي وقرأ عليه إرشاد الأذهان لوالده( ). من أوله إلى آخره فكتب له فخر المحققين إجازة بخطه على النسخة العتيقة الموجودة في مكتبة الاميني لأمير المؤمنين في النجف وتوجد هذه الاجازة ضمن مخطوطة كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان للعلامة الحلي تعود الى القرن الثامن الهجري قرأها نظام الدين على فخر المحققين فكتب له عليها اجازة وأطراه فيها بقوله :"قرأ علي مولانا السيد الفقيه الطاهر الاعظم ... صاحب النفس القدسية والاخلاق المرضية جامع المقول والمنقول نظام الحق والدين محمد بن علاء بن الحسين ... ادام الله ايامه، جميع هذا الكتاب من اوله الى آخره قراءة بحث وتحقيق واجزت له روايته عني عن والدي المصنف قدس الله سره واجزت له ايضا رواية مصنفات والدي في المعقول والمنقول وجميع ما صنفته انا ايضا فليرو ذلك.. كتب محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر في 14 ذي الحجة الهلالية بالحلة سنة 757ه، والحمد لله وحده، وصلى الله على نبينا محمد واله الطاهرين"( ).ومن وصف الفخر له بالفقيه واجازته له يظهر انه من المتقدمين في علوم الشريعة في زمانه ، كما ان نسخة هذه الاجازة تعود الى زمان المجيز (القرن الثامن الهجري) فهي والحال هذه تعد وثيقة علمية نادرة ..
9- اجازته لولده أـبو المظّفر يحيى بن محمد بن الحسن بن يوسف بن المطّهر الحلّيّ(حيا 757ه/1356م):
كتب له هذه الاجازة بعد ان قرأ عليه كتاب خلاصة الأقول، والنسخة توجد بخط والده فخر المحققين عليها إجازته له بخطه. وصورة تلك الإجازة مدرجة في مستدرك إجازات البحار( ).
فكتب له: " قرأ علي الولد العزيز أبو المظفر يحيى ولدي لصلبي طول الله عمره كتاب (خلاصة الأقوال في معرفة الرجال) القسمين بتمامه وأجزت له روايته عن والدي المصنف الحسن(قده)...وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر في 29 ذي الحجة سنة 747هـ[ 23 مايس 1346م] بالحلة"( ).
10- اجازته لعماد الدين يحي ابن الامام السعيد فخر الدين احمد حسين الكاشي (كان حياً:759هـ/1357م)( ):
مجاز من فخر المحقّقين بثلاث إجازات وذكر في الإجازة في وصفه: أنّه ابن الإمام السعيد عماد الدين الحسين بن الإمام السعيد محمّد بن أحمد الكاشي( ).
قرأ عليه (التبصرة) لوالده الحلّي فكتب الفخر في آخره (إجازة) له في سلخ ربيع الاخر سنة ــ 759ه, ونص الانهاء بقوله: "والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد المصطفى ووصيه علي المرتضى والهما الطيبين الطاهرين، تم ذلك في ليلة الثلاثاء خامس عشرين ربيع الثاني لسنة تسع وخمسين وسبعمائة بمدينة الحلة حماها الله من الآفات" ( ).
ثمّ قرأ عليه رسالة (ثلاثة وأربعين حديثاً) لفخر المحقّقين، فكتب هو في آخره إجازة له في سلخ شعبان 759ه في الحلة, وجاء في اجازته في الورقة الاولى:
"قرا علي مولانا المعظم ، افضل العلماء ، واعلم الفضلاء، المؤيد بالقوة القدسية، والاخلاق النبوية، جامع الفضائل النفسانية، المطلع على الاسرار الروحانية، مولانا تاج الحق والدين..." ( ).
وبعد سلسة من الأوصاف والألقاب يقول في اجازته له بانه قرا هذه الاحاديث ويصف طريقة الاجازة له يقول: "ورويتها له مناولة بالأسانيد المذكورة، فله ذلك لمن أحب( ) وكتب العبد محمد بن الحسن بن يوسف بن علي ابن المطهر ، والحمد لله وحده ، وصلواته على سيدنا محمد النبي واله وذلك في سلخ شعبان سنة تسع وخمسين وسبعمائة في الحلة" ( ).
ومن الملاحظ في هذه الإجازة أن الفخر قد ذكر طريقة ونوع الاجازة وهي المناولة ضمن اجازة مكاتبة فقد بين نوعين من الاجازة في اجازة واحدة ثمّ قرأ عليه الرسالة (الفخرية) في النيّة له، فكتب إجازة( ).وتوجد هذه الاجازة ضمن مخطوطة (تبصرة المتعلمين في أحكام الدين) للعلامة الحلي فرغ منها الكاتب في 25 ربيع الأول سنة 759 ه/1357م ، وقرئت على فخر المحققين ، فكتب له بآخرها الإنهاء مع الإطراء الكثير وذلك في سلخ ربيع الآخر سنة( 759 هـ /1357م) ( ).
وقد حصل السيد محسن الأمين على نسخة هذه الاجازة أرسلها إليه الشيخ فضل الله الزنجاني(كان حيا سنة 1339ه/1920م) وقال إنه نقلها عن ظهر نسخة من كتاب( تبصرة المتعلمين) للعلامة وكان باخر النسخة : "تم ذلك في ليلة الثلاثاء خامس عشري ربيع الثاني لسنة تسع وخمسين وسبعمائة بمدينة الحلة حماها الله عن الآفات"( ), وبآخرها أيضا بخط فخر المحققين : "أنهاه أيده الله تعالى وأدام فضائله قراءة وبحثا وفهما وضبطا واستشراحا في مجالس آخرها تاسع عشري ربيع الآخر لسنة تسع وخمسين وسبعمائة والحمد لله وحده صلى على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وأصحابه الأكرمين وكتب محمد بن الحسن بن المطهر" ( ),وجاء في نص الاجازة " قرأ علي مولانا الامام الأعظم أفضل المحققين سلطان الحكماء والمتكلمين تاج الحق والدين عماد الاسلام وفخر المسلمين أبو سعيد ابن الإمام السعيد عماد الدين الحسين ابن الإمام السعيد محمد بن أحمد الكاشي أدام الله فضائله وأسبغ فواضله هذا الكتاب من أوله إلى آخره قراءة محققة قواعده مقررة دلائله كاشفة مسائله وكانت الاستفادة منه أكثر من الإفادة له وقد أجزت له رواية هذا الكتاب وغيره من مصنفات والدي مصنف هذا الكتاب في العلوم العقلية والنقلية الفروعية والأصولية عني عنه وأجزت له رواية جميع كتب السالفين من أصحابنا رضي الله عنهم أجمعين فله ذلك لمن شاء وأحب وهو أهل لذلك وكتب محمد بن الحسن بن يوسف المطهر في سلخ ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وسبعمائة والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله"( ) . كشفت عبارات الفخر في هذه الاجازة على عدة امور :
أ- طريقة القراءة على الشيوح في زمان المجيز أنها لا تقتصر على بعض فصول الكتاب بل جميع الكتاب كما قال :( أوله إلى آخره قراءة) وانها تعتمد الدقة والتمحيص في القراءة وربما تخلل هذه القراءة مناقشات علمية جادة لقوله:( محققة قواعده مقررة دلائله كاشفة مسائله).
ب- إن المجازين من فخر المحققين كانوا علماء من الطبقة الاولى في حوزة الحلة وكانوا في الغالب من تلامذة العلامة والد الفخر لذا نجده دائما يقول(وكانت الاستفادة منه أكثر من الإفادة له وأجزت له).
ت- إن فخر المحققين يمتلك الاتصال بجميع كتب علماء الشيعة الذين سبقوه وهذا واضح لأن والده العلّامة اجازه وكما هو معروف عن العلاّمة في اجازة بني زهره فهو يروي معظم مصنفات الامامية والكثير من مصنفات الجمهور، ومن خلال هذا الطريق استطاع فخر المحققين ان يوصل سلسلة الرواية والاسناد الى الكثير من علماء الشيعة في عصرة ، ومن هنا نعرف حرص فخر المحققين على الاكثار من منح الاجازات لمن يقرأون عليه، خصوصا مصنفات والده العلامة.
وتوجد نسخة أخرى لهذه الإجازة على ظهر كتاب فخر المحققين ( ثلاث وأربعون حديثا عن النبي ) واكد الطهراني انها كتبت في سلخ شعبان سنة 759ه بالحلة( ). فلعلها منقولة عن النسخة التي في اخر التبصرة لكونها محررة في نفس السنة وهذا كثيرا ما يصدر من المجاز وهو أن يكتب نسخة أخرى من اجازة شيخة على كتاب آخر تكثيراً للنسخ حفظاً من الضياع والتلف في تلك الظروف العصيبة .
11- أحمد بن حسن بن يحيى الفراهاني( ) (كان حياً: 759هـ/1357م) :
من تلاميذ فخر المحققين ، كتب نسخة من كتاب ( تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية)) للعلامة الحلي وفرغ من كتابتها في 22 ربيع الأول سنة (759هـ/1357م) وقرأ ها على فخر المحققين فأجازه بروايته عنه في 10 ذي القعدة سنة (759هـ/1357م ) ( ). وعليها خطا محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن إبراهيم البابلي تاريخها خامس ذي القعدة سنة(760هـ/1360م)( ) وهذه النسخة في مكتبة مشهد السيد عبد العظيم الحسني بالري رقم :45، وتوجد لها نسخة اخرى ضمن نفس الكتاب تاريخها في 10 ذي القعدة سنة( 759 هـ)وعليها خط محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم البابلي في 5 ذي القعدة سنة( 760 هـ)، وهي من مخطوطات مكتبة مشهد السيد عبد العظيم الحسني بالري نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 3 / 73 ( ).
12- اجازته لزين الدين علي بن فخر الدين أبو طالب الطبري (كان حياً: 760هـ/1358م):
قرأ على محمد بن الحسين المزيدي(761هـ /1359م) كتاب (قواعد الاحكام ) للعلامة الحلي بعد ان كتبه بخطه فحصل منه على اجازة " ( ). ثم بعد ذلك قرأ نفس الكتاب على فخر المحققين فكتب له الإجازة في( 2 صفر سنة 760هـ/1361م 5 كانون الأول) قال فيها :
" قرأ علي ... زين الدين علي بن فخر الدين أبي طالب الطبري .. كتاب القواعد تصنيف والدي... من أوله إلى آخره ... وأجزت له روايته ورواية جميع مصنفات والدي عني عنه ، وأجزت له رواية جميع مصنفاتي ومؤلفاتي ..." ( ). ان هذ الاجازة تدل على حرص فخر المحققين متابعة قراءة المصنفات عليه وان قرأت سابقا على شيخ غيره ربما رغبة منه في ضبط النصوص لاسيما وانه اعرف الناس بمصنفات والده العلامة .
13- اجازته للسيد حيدر الآملي توفي بعد 782 هـ/1380م( ):
السيد ركن الدين حيدر بن تاج الدين علي بن تاج شاه ابن السيد ركن الدين حيدر ( ) العلوي الحسيني( )، له اوصاف والقاب كثيره منها ركن الحق والملة والدين ( ) وركن الدين( ) ولقب ايضا بالمازندراني( ) والعبيدلي ( ) والاملي ( ) وترجم الاملي لنفسه في كتابة المحيط الاعظم وصولًا الى الامام علي علية السلام بقولة :" انا ركن الدين حيدر تاج الدين بادشاة ابن السيد ركن الدين حيدر ابن السيد تاج الدين بادشاة بن السيد محمد أمير بن علي بادشاة , بن ابي جعفر محمدبن ابراهيم بن محمد بن الحسين الكوسج , بن ابرهيم سناء اللة , بن علي بن الحسين زين العابدين , بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب"( ) ودرس واجتهد عند فخر المحققين وشهد له بالعلم والفضل وذكر الاملي صيغة اجازة فخر المحققين له بقوله: "وكنت قد قرأت على الشيخ الاعظم الاكمل سلطان العلماء والمحققين , فخر الحق والملة والدين ,ابن المطهر الحلي ,من علوم اهل البيت ,خلاف الذي قرأت في العجم كتباً كثيره في الفروع والاصول ,تقليدا واستجازة, وكان يخاطبني بزين العابدين الثاني ,ويعتقد في انني دون العصمة, مما كان شاهد من حسن سيرتي ,ولطف طريقتي ,وكتب لي إجازات متعددة, منها إجازة طويلة جامعة في جميع العلوم" ( ) وقد اجازه فخر المحققين بعدة اجازات منها:
الاولى : سنة 759 هـ/1357م ، كتبها فخر المحققين بخطه ضمن جملة من المسائل الفقهية والكلامية( ) سألها من فخر المحققين بالحلة في آخر رجب (سنة 759 ه/1357م) ، فكتب فخر المحققين أجوبتها مصحوبة بإجازة مختصرة له في رواية الأجوبة عنه ، قال في الرياض اني رأيت المسائل والأجوبة مع الإجازة ( ) .
وذكر الطهراني انه رأى في كتب الشيخ عبد الحسين الطهراني( ) بكربلاء نسخة أخرى تاريخ أول الأسئلة آخر رجب سنة 759 هـ/1357م, وأول مسائله عن بيان مراد العلامة في أول الباب الحادي عشر من إجماع العلماء على وجوب المعرفة بالدليل ، ومن مميزات هذه النسخة أن الكاتب لها كتب في آخر الجوابات صورة إجازة فخر المحققين نقلا عن خطه الذي رآه في الخزانة الرضويه مكتوبا على آخر نسخة من جوابات المسائل المهنائية تأليف والده العلامة وهي:"بسم الله الرحمن الرحيم هذه المسائل وأجوبتها صحيحة سئل والدي عنها فأجاب بجميع ما ذكره هاهنا وقرأتها انا على والدي قدس سره ورويتها عنه وقد أجزت لمولانا السيد الإمام العالم العامل المعظم المكرم أفضل العلماء أعلم الفضلاء الجامع بين العلم والعمل شرف آل الرسول مفخر أولاد البتول سيد العترة الطاهرة ركن الملة والحق والدين حيدر بن السيد السعيد تاج الدين علي پادشاه ابن السيد السعيد ركن الدين حيدر العلوي الحسيني أدام الله فضائله وأسبغ فواضله أن يروى ذلك عني عن والدي قدس سره وأن يعمل بذلك ويفتى به وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي في أواخر ربيع الآخر سنة 761 هـ والحمد لله تعالى وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين " ( ).
وقد قرا على فخر المحققين كتاب استقصاء النظر في البحث عن القضاء والقدر وكتب الفخر الانهاء بخطه في 12 شهر رمضان سنة 759 ه , جاء ما نصه "انهاه ايده الله وادام فضائله قراءة وبحثا وكانت الاستفادة منه اعظم من الافادة له، وكتب محمد بن الحسن بن يوسف ابن المطهر في ثاني عشر رمضان سنة تسع وخمسين وسبعمائة، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي واله الطاهرين" ( ).
الثانية: كتبها بالحلة في شهر رمضان المبارك سنة 761 ه( ). والثالثة: كتبها له على ظهر كتابه (رافعة الخلاف عن وجه سكوت أمير المؤمنين ( ) عن الاختلاف ) للاملي والذي كتبه بأمر أستاذه فخر المحققين ، وبعد فراغه كتب أستاذة على ظهره إجازة له بخطه ( ).
14-اجازته لعلي بن الحسن بن الرضي الحسيني السرابشنوي( ) (ت:763هـ/1361م) ( ):
توجد ضمن مخطوطة كتاب (مبادئ الوصول إلى علم الأصول) كتبت سنة (715ه/1316م) كتبها علي بن الحسن بن الرضي العلوي الحسيني السرابشنوي وفرغ منها سلخ رجب سنة خمس عشرة وسبعمائة ، وعليها بلاغات لعلها بخط المؤلف . ثم قرأها على فخر المحققين ابن المصنف ، فكتب له بخطه في أولها : "قرأ علي المولى السيد المعظم الحسيب النسيب شرف آل أبي طالب العالم الفاضل الزاهد العابد الورع زين الدين علي بن الحسن بن الرضي العلوي الحسيني السرابشنوي كتاب مبادئ الوصول إلى علم الأصول قراءة تشهد بفضله وتدل على علمه وقد أجزت له رواية هذا الكتاب عني عن والدي المصنف أدام الله أيامه وكذلك أجزت له رواية جميع ما قرأته ورويته وأجيز روايته فليرو ذلك على الشرائط المقررة , وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر في غرة جمادى الأولى سنة (715 هـ)" ( ). ثم قابلها وصححها هو أو غيره وكتب في آخرها : " بلغت المقابلة مع نسخة قرئت على الامام العالم فخر الملة والدين ابن الإمام العالم الكامل مصنف الكتاب الحسن بن يوسف بن المطهر أدام الله ظلهما"( ) ,وذكر السيد عبد العزيز الطباطبائي انه رأها في المتحف البريطاني في المجموعة رقمor 963 / 10 ( ). ويظهر من هذه الاجازة ان الفخر يذكر ان جميع ما قراه على والده من مصنفات هي داخلة في إجازاته لمن أجازهم .
15-إجازته للشهيد الأول(شمس الدين محمد بن مكى العاملى الجزينى) (ت : 786ه/1384م):
هاجر الشهيد الاول الى الحلة من جبل عامل للاستفادة والدرس رغبة في النفقة على العديد من علمائها لاسيما العلامة الحلي فصادف ان وجده قد توفي ، فقرأ على ولده فخر المحققين وأصبح من المعتمدين عنده ( )، لقد قرأ عليه الشهيد الأول ،مع أنه كان عالما محيطا بالكثير من العلوم ، ولذلك قال فخر المحققين: استفدت منه اكثر مما استفاد مني( )وللفخر إجازتان منحهما للشهيد الأول الأولى - في داره بالحلَّة آخر نهار العشرين من شعبان عام (751 هـ/1351م) ( ) والثانية ذكرها العلامة المجلسي في مجلد اجازات البحار ( ) نقل من خط من نقله من خطه الذي كتبه على ظهر الجزء الاول من كتاب إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد ، والجزء المذكور كان بخط الشهيد الاول , وذكر فخر المحققين في مستهل الإجازة قراءة الشهيد عليه مردفا كلامه بالأوصاف والنعوت الكبيرة لشخص الشهيد يقول:
"قرء علي مولانا الامام العلامة الاعظم أفضل علماء العالم سيد فضلاء بني آدم مولانا شمس الحق( ) والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد أدام الله أيامه من هذا الكتاب مشكلاته, وحقق وأفاد كثيرا من المسائل المشكلات بفكره الصائب وذهنه الثاقب... " ( ).
فبين فخر المحققين ان المجاز من العلماء الافذاذ وممن يبغي ان يجازون بلا اختبار او قراءة على شيخ بعد ذلك لأنه حل مشكلات كتاب الايضاح فبادر بإجابة طلبه واجازة بقوله:"... وقد أجزت له روايته عني وأجزت جميع ما صنفته وألفته وقرأته ورويته وأجزت له رواية جميع كتب والدي قدس سره في المعقول والمنقول والفروع و الاصول ، وجميع ما صنفه أصحابنا المتقدمون عني عن والدي عنهم بالطرق المذكورة لها ، وقد ذكر والدي قدس سره بعض تلك الطرق في كتاب خلاصة الاقوال في معرفة الرجال..." ( ).
وقد أوجز فخر المحققين في بيان طرق والده لأنها مشهورة لاسيما في بلد المجاز [بلاد الشام وجبل عامل]لان العلامة عرف باجازته الكبيره لبني زهره الحلبيون ، لذا نراه يركز على طرق الرجال كون المادة التي قراها الشهيد في هذا الباب من العلوم ايضا، ثم بعد ذلك ذيل الاجازة بالتاريخ قائلا:"...وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر في سادس شوال سنة ست وخمسين وسبعمائة بالحلة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله" ( ).
16-إجازته لمحمود بن محمّد بن علي بن يوسف الطبري(كان حيا سنة 798ه/1398م):
تلميذ العلّامة الحلّي ومجد الدين عبّاد بن أحمد بن إسماعيل الحسيني مؤلّف (توضيح الوصول في شرح تهذيب الأُصول) ( ) وقد كتب فخر الدين إجازة لهذا التلميذ في سنة708ه/1308م, على ظهر كتابه (كاشف المعاني في شرح حرز الأماني)( ) وصفه فيها بقوله:" البدر المنير الزاهر الكامل الفاضل المعظّم المفخّم جامع محاسن الشيم الفائز بالقدح المعلّى من ضروب العلوم وصبوب الحكم، أفضل الفضلاء تاج الأُدباء بدر الملّة والحقّ والدين أبو المحاسن محمود بن الشيخ الكامل البارع الورع الفائز في عصره بقصبات السبق من أقرانه شمس الملّة والدين محمّد بن علي بن يوسف الانزاني أدام الله علوّه وزاد في باب الفضائل علوّه، بعد ما سمع من المجيز كتابه (كاشف المعاني) من أوّله إلى آخره فأجازه أن يرويه عنه وسائر مؤلّفاته، ومستجازاته ومنقولاته، مراعياً للشروط المعتبرة عند أهل النقل. حرّره بخطّه في أواسط جمادى الثانية سنة ثمان وسبعمائة"( ).
والملاحظ أن فخر المحققين حين يجيز أحد قرأ عليه كتابا ما يشير في إجازته أن الإجازة لا تقتصر على الكتاب المقروء انما جميع كتب الفخر وربما لبعض او كل كتب والده كما هو واضح في هذه الإجازة .
17-اجازته للمقداد السيوري(ت:826ه/1422م) :
المقداد بن عبد اللَّه بن محمد بن الحسين بن محمد الأسدي ، شرف الدين أبو عبد اللَّه السيوري ، الحلَّي ثم النجفي ، المعروف بالفاضل المقداد ، وبالفاضل السيوري ، أحد أعيان الامامية .كان متكلَّماً متبحّراً ، وفقيهاً كبيراً ، ذا معرفة بفنون شتى .تلمّذ على الفقيه المتضلَّع الشهيد الاوّل محمد بن مكي العاملي (ت:786 /1384م ) ، واختص به ، وأخذ عنه العلم ، وروى عنه وسأله عن مسائل في الفقه ، فأجاب عنها شيخه ، فسُمّيت تلك المسائل مع أجوبتها بـ ( المسائل المقدادية) ( ).
سكن النجف الأشرف ، وأنشأ بها مدرسة وحدّث وأقرأ ، والتفّ حوله الطلبة وتخرّج به جمع من الفقهاء ، وسمع منه كثير من العلماء( ).
قام المقداد بشرح كتاب مبادى الوصول للعلامة الحلي وسماه ( نهاية المأمول في شرح مبادئ الوصول ) ،وذكر في أوله أن فخر الدين هو أستاذه وشيخه في جميع ما استفاد من العلم وقرأ عليه فنونا منها مبادئ الوصول لوالده الحلي وقد كشف له الأستاذ عن معضلاته فأراد أن يملي تلك الفوائد فعمل هذا الكتاب الموسوم نهاية المأمول في حياة فخر الدين ،والنسخة منضما إلى شرح العميدي في خزانة الصدر الدين( ).
ثانياً: إجازات المسائل الفقهية والعقائدية :
النوع الآخر من الاجازات التي صدرت عن فخر المحققين كانت اجازات فقهية وهي ليست اجازات بعد قراءة كتاب، وانما هي اجازات لفقهاء تتلمذوا في مدرسة فخر المحققين ولما وجد فيهم القدرة العلمية لتحمل العلوم الشرعية والعقائدية أهلهم لتعليم هذه العلوم ونشرها في بلدانهم من خلال حملهم اجازات عنه تعتبر بمثابة شهادات تخرج ووثائق لعموم الناس تشهد لهم بانهم اهل لان يؤخذ عنهم العلم والفتيا وقد رصد الباحث مجموعة من هؤلاء العلماء الذين اجازهم ومنهم:
اجازته للسيد ناصر الدين حمزة بن حمزة بن محمد العلوي الحسيني( ) (كان حيا : 736ه/1335م)
ويظهر أن فخر المحققين إجازة باجازنين, منها ما كتبها له على ظهر كتاب له وهو(كتاب تحصيل النجاة في أصول الدين ) بخطه بقوله :" أجزت رواية أجوبة هذه المسائل عني للسيد المعظم العالم الزاهد ناصر الدين حمزة بن حمزة ... رجب سنة 736ه"( ).
والأسئلة والجوابات مع الإجازة بخط فخر الدين منضمة إلى كتاب (تحصيل النجاة ) رآها الافندي، واستظهر أن لابن حمزة أسئلة أخرى سألها من العلامة الحلي وكتب هو جواباتها ورأى الطهراني له رسالة الطهارة كتابتها سنة 971 هـ/1563م, وعليها حواش منقولة من الكتب المتفرقة منها ما نقلت من كتاب جوابات مسائل ابن حمزة للعلامة الحلي ( ).
وذكر الافندي نص آخر لهذه الاجازة وهو :"أجزت رواية أجوبة هذه المسائل عني للسيد المعظم العالم الزاهد ناصر الدين حمزة بن حمزة بن محمد العلوي الحسيني أدام الله أيامه، فليرو ذلك لمن شاء وأحب، وليفتي بذلك لجماعة المؤمنين، وينبغي أن يقبلوا قوله فيما ينقله عنا من الاحكام الشرعية، وكتب محمد بن المطهر في سابع عشري رجب لسنة ست وثلاثين وسبعمائة بالحضرة المقدسة الغروية صلوات الله على مشرفها حامداً مصلياً" ( ).
ويورد الطهراني لهذه الاجازة نصا اخر جاء فيها:" وكذلك اجزت له رواية جميع ما صنفته والفته ورويته وأجيز لي روايته، وكذا أجزت له أن يروي عني جميع مصنفات والدي عنه ، وكذا اجزت له رواية جميع مصنفات كتب اصحابنا الفقهاء المتقدمين رضي الله عنهم اجمعين ، وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي في 17 رجب المبارك لسنة 736 هـ والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله"( ).
وقد سأل ابن حمزة الحسيني فخر المحققين مجموعة من المسائل ، فكتب له جواباتها ، وأجاز له روايتها ( بمشهد أمير المؤمنين عليه السَّلام بالنجف ) ، وأذن له بالإفتاء ، ونَقْل الأحكام الشرعية عنه( )
ومن اتحاد تاريخ صدور هذه الاجازة يظهر انها واحدة الا ان المؤرخين لم يعثروا عليها كاملة وانما كل ينقل عن المصدر الذي وصل اليه وما فيه منها، كما ان هذه الاجازة تتضمن سعي فخر المحققين إلى إيصال صوت العلماء الى عموم المكلفين ممن يتبعهم بان عليهم قبول ما يلقونه اليهم من عقائد واحكام رغبة بتمتين الروابط وتوطيدها بين العلماء والعوام، حيث يقول في اجازته له"وليفتي بذلك لجماعة المؤمنين، وينبغي أن يقبلوا قوله فيما ينقله عنا من الاحكام الشرعية" ( ).
ثالثاً: اجازات عامة في الرواية والفقه :
وهذه الإجازات لم ترد فيها ان المجاز قرأ كتابا أو أملي عليه كتاب من المجيز ولعل ذلك قد حصل ولم يذكره المؤرخون واصحاب التراجم، فمن هؤلاء الذين اجازهم فخر المحققين :
1- محمد بن أبي طالب بن الحاج محمد الأوي (كان حياً: 739ه /1338م ) ( ).
يعد من العلماء الذين رحلوا في طلب العلم فقدم إلى الحلة وتتلمذ في بداية دراسة على يد العلامة الحلي وولده فخر المحققين في مدينة الحلة سنة (705ه/1307م) واجازة العلامة الحلي( ) ثم بعد ذلك حصل على إجازة من ولده فخر المحققين سنة (710هـ/1305م) ( ) والاجازتان معا كتبتا على كتاب(مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطق والطبيعي والإلهي ) للعلامة الحلي( ), ومدح فخر المحققين شمس الدين الاوي بقولة "قرأ عليَّ مولانا ملك الأئمة والعلماء , سيد الأفاضل والفقهاء , جامع الفضائل والاخلاق ,رئيس الاصحاب ,شمس الملة والدين ,محمد بن ابي طالب بن الحاج محمد الاوي أدام الله فضائلة كتاب مراصدة التدقيق ومقاصد التحقيق في العلوم الثلاثة , تصنيف والدي أدام الله ايامة قراءة كاشفة أستاره, موضحة أسراره , مقررة دلاله , فهم ماألقي الية وضبطة وقدأجزت له رواية هذا الكتاب ... وكتب محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ,في جمادى الاخر سنة عشر وسبع مائة بالسلطانية " ( )
وكتب له فخر المحققين إجازة مختصرة بخطه على كتاب(مبادي الوصول) في سنة (705 هـ)، والنسخة الاصلية في مكتبة الامام علي علية السلام العامة( ) والنسخة في الخزانة الرضوية كتابتها سنة (702 هـ/1303م) ( ).
والملاحظ في هذه الإجازات أن فخر المحققين لم يكن يفردها بقرطاس مستقل بل كان في الغالب يكتيها على كتاب يقع ضمن درس المجاز ، وان لم يكن قد قراه على المجيز .
وأجازه فخر المحققين أيضا عام (705 هـ ) مع أبي الفتوح أحمد بن بلكو(ت:723ه/1323م) وقد وصفه بقوله :"المولى المعظم الكبير، المحقق المدقق، ملك العلماء ورئيس الفضلاء، محاسن المتكلمين والحكماء، افضل المحققين، المؤيد بالنفس القدسية والأخلاق المرضية، شمس الدين أبو يوسف محمد بن هلال " ( ).
2- إجازته لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، صاحب ( القاموس المحيط )( 729 - 817 هـ):
محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم ابن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود ابن إدريس بن فضل الله الفيروزآبادي ، الشيرازي ، الشافعي ( مجد الدين ،أبو الطاهر ) لغوي مشارك في عدة علوم . ولد بكازرون من أعمال شيراز ،ونشأ بها ، وانتقل إلى شيراز ، وأخذ الأدب واللغة عن والده وغيره من علماء شيراز ، وانتقل إلى العراق( ).
يروي الفيروزآبادي في بعض إجازاته ما لفظه : " . . . عن شيخي ومولاي علامة الدنيا، بحر العلوم وطود العلى ، فخر المحققين ، أبي طالب محمد بن الشيخ الامام الأعظم برهان علماء الأمم جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، بحق روايته عن والده ، بحق روايته عن مؤلفه الإمام الحجة . . ." ( ).
وأن فارس الشدياق نقل في كتابه الجاسوس على القاموس إجازة من فخر المحققين لصاحب القاموس وفيها إجازته لرواية مروياته عن والده ( ).
ان رواية صاحب القاموس عن فخر المحققين فيها دلالة كبيرة على الشهرة الواسعة والعلمية العالية التي تمتع بها في جميع الممالك الاسلامية بحيث عده صاحب القاموس(بحر العلوم وطود العلى ، فخر المحققين) وبحق سمي فخر المحققين حيث يطلق عليه الفيروز ابادي هذا اللقب وهو المعروف في تتبعه في اللغة ودرايته بدلالات الألقاب ومفاهيمها, وان رواية صاحب القاموس واجازه فخر المحققين له يدل على انفتاحه على باقي المذاهب الإسلامية.
3- إجازته الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين محمد بن ابراهيم بن الحسام العاملي : (كان حيا:753ه/1352م) ( ) .
ذكر صورة إجازة فخر المحقّقين له في 753 ه، على ظهر (القواعد) للعلّامة الحلّي فقال: "قرأ عليّ مولانا الشيخ الأعظم الإمام المعظّم شيخ الطائفة مولانا الحاج عزّ الحقّ والدين الحسن بن الشيخ الإمام السعيد شمس الدين محمّد بن إبراهيم بن الحسام الدمشقي" ( ).
4- إجازته لنجم الدين مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني (ت: 754 هـ/ 1353م) .
يروي عن العلامة الحلي وعن ولده فخر المحققين ويروي الشهيد الأول عنه عن العلامة الحلي ووصفه نعمة الله بن خاتون العاملي في إجازته لجده السيد بدر الدين حسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني بالسيد العالم نجم الدين مهنا بن سنان الحسيني المدني حليف ديوان القضاء بالمدينة المنورة ( ). ومثله في إجازة أخرى له إلا أنه قال:" حليف دار الحكم والقضاء بمدينة سيد الشفعاء "( ).
وإجازة فخر المحققين له متوسطة كتبها له بالحلة في ذي الحجة سنة( 709 هـ ) في ذيل إجازة والده العلامة له ( ). وجاء في هذه الإجازة: "وقد أجزت له أن يروي عني جميع مصنفاتي ومؤلفاتي ومقرواتي فليروها لمن شاء وأحب... "( ).
وبعد أن اجاز له رواية مصنفاته تحول الى اجازته له بمصنفات والده وهذا هو دأب فخر المحققين في منح الاجازات يضع نصب عينيه توسعة دائرة البحث في مؤلفات العلامة بين العلماء من خلال الإجازة فيقول: "وأجزت له أن يروى عني جميع مصنفات والدي عني عنه..."( ).
ثم بعد ذلك يجيزه برواية مصنفات العلماء كالخواجة الطوسي وغيره يقول: "...وجميع ما صنفه جدي في الأصول والحديث ، وجميع ما صنفه قدماء علمائنا بطريق استنادي إليهم ، وجميع مصنفات الإمام الأعظم أفضل المحققين خواجة نصير الملة و الحق والدين الطوسي عني عن والدي عنه وجميع مصنفات أفضل المتأخرين فخر الدين الرازي عني عن والدي عن نجم الدين دبيران عن اثير الدين الابهري عنه وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما"( ) .
5- إجازته لمحمد بن صدقة (كان حيا 758هـ/1356م)( ) :
محمّد بن صدقة. شمس الدين. كان من تلاميذ فخر المحقّقين المجاز منه 15 ذي القعدة 758 ( ).
أجاز فخر المحققين تلميذه شمس الدين محمد بن صدقة في 15 ذي القعدة عام(758 هـ) وقد أدرج الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي النجفي(ت 950 هـ/1543م) هذه الإجازة في إجازته للشيخ محمد بن تركي في السادس من محرم الحرام عام (915 هـ) ( ).وجاء فيها: "اجزت له رواية جميع ما صنفه ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة عن والدي عن جدي سديد الدين يوسف عنه"( ).
وتدل هذه الإجازة على العلاقة بين العلامة الحلي وابن ابي الحديد وأن فخر المحققين يروي جميه مصنفات ابن ابي الحديد من خلال روايته عن ابيه العلامة لاسيما اذا عرفنا ان الخواجة نصير الدين الذي عاصر ابن الحديد ايام محنة المغول قد التقى به العلامة الحلي وتناقشا في بعض المسائل الفقهية.
6- إجازته للشيخ جمال الدين اسكندر الاسترابادي : (ت: ق 8 ه/14م) .
الشيخ جمال الدين من تلاميذ فخر المحقّقين بن العلّامة الحلّي , وصفه تلميذ تلميذه، وهو عبدالمطّلب بن فخر ابن عبدالمطّلب المسيِّبي الخزاعي القاري، بقوله: المولى الفاضل الكامل مولانا جمال الدين اسكندر الاسترابادي. وذكر أنّه أخذ العلمَ عن فخر الدين عن والده الحلّي إلى آخر سنده. وذكر أيضاً أنّه أخذ من صاحب الترجمة تلميذه العلّامة الأوحد نصير الدين محمّد الطبري المدفون بسبزوار. ( )، وقد راى الشيخ الحر العاملي هذه الاجازة بخط الشيخ فخر المحققين( ).
7- اجازته لابن زهرة السيد أبي طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة الحلبي الحسيني (ت: 795هـ/1392م) ( ).
روى عن العلامة الحلي، وهو أحد المجازين منه في إجازته الكبيرة لبني زهرة، سنة (723هـ/1323م) ( )، وحضر بحث فخر المحققين سنة (755هـ/ 1354م) ( ) وله إجازتان من فخر المحققين، فكتب له إجازة في ذيل إجازة والده لبني زهرة تاريخها( 24 ربيع الأول سنة 756هـ/9شباط 1355م) ( ) جاء فيها: " الحمد لله أجزت لمولانا السيد الطاهر مفخر آل طه وياسين سيد الطالبيين شرف الأسرة النبوية فخر العترة العلوية، الإمام الأعظم، أفضل علماء العالم ، أعلم فضلاء بني أدم، أمين الدين، أبي طالب بن محمد بن زهرة الحسيني... ان يروي جميع ما في هذه الإجازة من كتب أصحابنا ورواياتهم وجميع المشايخ عن والدي عنهم فليروا ذلك لمن يشاء واحب، فهو أهل لذلك... " ( ).
وان له مسائل ابن زهرة قرأها على فخر المحققين فكتب له إجازة في أواخر شهر ربيع الاخر سن(771هـ) ( ).
وهذا يدل على وثوق الصلة العلمية بين العلامة الحلي وابنه فخر المحققين من جهة وبين بني زهرة من جهة ثانية وعمق العلاقة المتوارثة بين التلميذ وشيخه ، علما ان احد بني زهره له مسائل جمع فيها اجابات العلامة وفخر المحققين في كتاب، مما يدل على تواصل بني زهرة مع علماء الحلة لاسيما العلامة وولده فخر المحققين( ) .
8- إجازته رضي الدين علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي(كان حياً: 800هـ/1397م) :
أحد العلماء الذين تتلمذوا على فخر المحققين وحصلوا منه على إجازة كما أنه مجاز أيضا من رضي الدين علي بن جمال الدين أحمد المزيدي(كان حيا سنة 759هـ/1357م) ، وعن السيد شمس الدين محمد بن أبي المعالي( ).
وقد كتب النيلي إجازة للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي المتوفى سنة( 841 هـ) مختصرة ،تاريخها العشرون من جمادى الثانية سنة( 791 هـ)، يروي فيها عن فخر المحققين ( ).
9- إجازته ابو سعيد الحسن بن الحسين السبزواري)(حيا718ه/1318م).
هو الفاضل العالم الفقيه ( )اجيز من فخر المحققين في غرة ذي القعدة سنة 718ه, على كتاب ارشاد الاذهان والنسخة موجوده في مكتبة السيد المرعشي العامة في ، رقم 4357( ).
10-إجازته لمنصور بن علي(كان حيا 730ه/1330م).
اجيز من فخر المحققين على كتاب والده العلامة الحلي تحرير الأحكام الشرعية
على مذهب الإمامية في رجب سنة 730ه( ).
11- إجازته لعلي بن حسن بن أحمد بن ابراهيم المطهر.
وهو الذي نسخ كتاب قواعد الاحكام في مسائل الحلال والحرام في سنة (735ه/1335م),
وعليها انهاء قراءه بخط فخر المحققين ولم يذكر اسم المجاز ويبدوا انها لأحد أقرباء العلامة الحلي (علي بن الحسن بن احمد بن ابراهيم المطهر ) سنة 743ه/1342م, بقوله:" أنهاه قراءه وبحثا وفهما ...سنة ثلاث واربعون وسبع مائة " والنسخة محفوظة في مكتبة مؤسسة آية الله البروجردي في قم المقدسة رقمها: 84( ).
وعلى أساس كل ما تقدم, يمكن لنا تسجيل أهم الخصائص التي تميزت بها إجازات فخر المحققين بما يلي :
1- من الناحية العلمية, خصوصاً ما تعلق منها بالإجازات في مجال العلوم الدينية, فلقد تميزت اجازات فخر المحققين بأنها كانت شاملة لأغلب المجالات الدينية, من فقه, وعلم اصول, وعلم كلام, وحديث.. الخ, وهذا التعدد يظهر الابعاد والخلفيات والمؤهلات العلمية لفخر المحققين, من حيث امتلاكه للجداول العلمية التي اهلته اجازاته في مثل هذه المجالات المختلفة .
2- أما من الناحية المكانية , فأن ما يلفت النظر في اجازات فخر المحققين هو عدم اختصارها على علماء الحلة – خصوصاً من تلاميذ والده العلامة الحلي- ولا على علماء العراق بشكل عام , بل شملت اجازاته علماء من مدن في العالم الاسلامي متباينة من حيث المكان, فنجد مثلاُ اجازته لابن زهره السيد ابو طالب احمد بن محمد بن الحسن بن زهره الحلبي " 795هـ " وهو من مدينة حلب, واجازته للشهيد الاول شمس الدين محمد بن مكي العاملي الجزيني " ت 786هـ " وهو من مدينة جزين في جبل عامل, وكذلك اجازته لتقي الدين ابراهيم بن حسين بن علي العاملي " ت 709هـ " وهو من طبرستان, وكذلك إجازته لمحمد بن يعقوب الفيرز ابادي " 817هـ " وهو أصلاً من شيراز ثم انتقل في مرحلة متأخرة إلى العراق.
ودلالة مثل هذا الامر – بتقديرنا - ان فخر المحققين اصبح في عصر يتمتع بنوع من المركزية العلمية, بحيث جعل كثير من علماء الشيعة من مناطق وامكنة مختلفة يشدون الرحال إليه لاستحصال الاجازات العلمية التي تكسبهم الصفة الشرعية والعلمية لمزاولة حقول اختصاصاتهم .
3- أما من الناحية الزمنية, فيمكن لنا مقاربة اجازات فخر المحققين بالقول انها غطت نطاقاً زمنياً كبيراً , وبدأت عنده في زمن مبكر, وهذا الامر يحمل في دلالاته بعدين الاول اثر والده العلامة الحلي وأهلية فخر المحققين للتصدي لخلافته, والمحافظة على ميراثه العلمي في شخصه, والبعد الثاني ان هذا الميراث قد قام بأحيائه وتصنيفه وتحقيقه, فأصبحت اهمية اجازاته العلمية, وكأنها امتداد طبيعي لإجازات والده العلامة, وهذا الذي يفسر تهافت كثير من العلماء وطلبة العلوم الدينية لأخذ الإجازة منه, الى جانب المدة الزمنية التي غطتها مرجعتيه .
4- وهنالك بعد آخر يتجلى من خلال ما اوردناه سابقاً حول اجازات فخر المحققين يرتبط بالبعد الاسلامي, وهذا الامر يعني بمعطياته ان اجازات فخر المحققين لم تقتصر على العلماء من ابناء طائفته من المذهب الامامي, بل شملت كثيراً من علماء المذاهب الاسلامية الاخرى, وهذا الامر يحمل بدلالته عدة ابعاد ومؤشرات, منها أنه يكشف لنا طبيعة علاقات المذاهب والفرق الاسلامية في عصر فخر المحققين, اذ يتضح أن الانفتاح وليس الانغلاق كان هو السمة المميزة لمثل هذه العلاقات متمثلة بشخص فخر المحققين بالمقام الاول , والبعد الاخر يتعلق بشخصية فخر المحققين نفسه إذ إن توجهاته العقائدية امتازت بالمرونة والانفتاح, أي انه كان كوالده العلامة الحلي لم يكن متعصباً ومصادراً للآراء الفرق والمذاهب الاخرى, بل كان يؤمن بالحوار والتقريب بين المذاهب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat