( تجليات قربة )2
خديجة عبد الواحد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كيف لمثلي ان تشعر بهذه القوة الروحية العجيبة؟ هل هي معجزة ؟ أنا لا اعرف حدود المعجزات لكني على يقين اني سأروي عطش من سيروي الكون كله ساقيا، ربما احدهم يعتقد اني كنت ادرك غيبيات ما سيحدث ،لكن الثراء الروح الذي يوصل للغايات الى مدارك تفوق الوصف، اي اني اعيش في بيتا يمتلك صفات الفضيلة والكمال حين يتحدى الحنو، ،ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم على المهد  يناغيان  اخيهما العباس ، كنت ارى الحسين عليه السلام جالسا لساعات يتحدث معه وكانه يحاور يافعا يفهم في مهده الكلام
هل يمكن للإنسان ان يرسم توجهات الحياة على قلب مهد، هو درس نافع ان يتعلم كل انسان تحديد اتجاهات حياته وحياة من معه ،الوعي الذي جعل هذه العائلة الكريمة تتفاعل مع طفل المهد، تعامله بالزهو و الفخر،  صرت ادرك انهم يستعجلون الزمان ليعينه على الدرس، يعلمون طفل المهد معنى التضحية، والفداء يا ابا الفضل العباس ستكبر يوما لتعرف ان تحرير ارادة الانسان تبدا من خطوات الطفولة، كبر طفل المهد وكبرت معه ،
كلما يكبر مولاي العباس تقترب المسافة بيننا، صار يحملني على كتفه وهو صغير يروي اطفال الحي ماء ، كانت علاقة مولاي العباس مع الماء علاقة وعي كانه كان يعلم انه على موعد  مع مشروع الماء ، صار يحملني بزهو على فرسه وهو بعمر الفتيان واذا بيوم اصحو على صباح يختلف عن سواه ، انا التي سأرافقه في المسير، وارى ام البنين تودعه باسم الله عرفت حينها معنى صفين ،حملني مولاي لأكون رفيقة دربه وعلى مشارف صفين بدات حكايتي انا ،معرفتي بقيم الحياة بدأت على يديه، لأفهم معنى الانسان واعرف ان الوعي يعني معرفة الانسان لمقدرته ،كان يسير مولاي العباس عليه السلام الى صفين يعني، انه سيخوض مواقف بطولية نادرة ، مع هذه الثقة العالية بالنفس الا ان قلبي كان عند ام البنين ،عند حسراتها على ولدها الذي صار فارسا مقاتلا ،ما ان سمع صرخات الفرات وهو يستغيث ،
:ـ ما الذي جرى..؟
:ـ معاوية ابن ابي سفيان حبس الفرات عنا،  رغم اني ادركت العباس عليه السلام طفلا وفتيا مرهف الحس له هدوء روحي كبير والفة ثرية ، لكني رأيت فيه اليوم  حزم يهز الكون وليس الفرات وحده مد يده ليرفعني الى من معه
:ـ  خذوا اشربوا 
:ـ سيدي وانت؟
:ـ  انا سآتي بالفرات اليكم  صاغرا ،(لا يا عباس) ما ابهاه حين يصرخ اني ان العباس يا فرات ،
لاحظت قضية مهمة مع ثقة العباس عليه السلام  وعزمه الا انه كان لا يسير الا خلف الحسين عليه السلام حمل الامام الحسين مع الجماعة من الفرسان انتدبهم امير المؤمنين 
:ـ امامكم الفرات
 ازاحوا معاوية عن الفرات، ازاحوا الاف المقاتلين الذين حبسوا الفرات عن جيش الامام علي ونهض الدرس يافعا ، الحكمة تعني السلام ،نحمل الحياة حتى لمن يريد لنا الموت نادى المنادي سيدي امير المؤمنين يقول لا تقابلوهم بنفس اخلاقهم، اتركوا لهم الماء
وإذا بمولاي العباس يتقدم الصفين لينادي
:ـ  هل من مبارز يبارزني ؟
فانتدب معاوية  ابا الشعثاء 
:ـ اخرج اليه اقتله صوت تحديه 
:ـ ماذا يا معاوية  امثلي يقاتل صبيا ،وانا يعدونني اهل الشام بألف فارس ، لا لن اخرج اليه، لا يليق به ان اخرج، لكني سوف ابعث له احد اولادي ،كيف سافرا الحدث ابو الشعثاء لديه سبعة اولاد واذا قتل مولاي اي واحد منهم يعني سيبرز له الآخر،والآخر، والآخر، برز الاول حاملا حماسة افكاره يريد ان يذبح العباس سلام الله عليه ، كنت مع كل هذا الحماس ادرك مسالة واحدة ان هذه الواقعة ليست الطف ولا هي في كربلاء، فقتل مولاي الاول ناديته :ـ مولاي الم يمسك العطش؟ دعني ابلل شفتيك فالقوم لزموا الدور سيبرز لك الثاني ثم الثالث ثم ، رفعني الى شفتيه في تحدي الفرسان، ونادى ثانية :ـ هل من مبارز ؟
نظرت اليه وهو يستقبل الثاني، يا الهي فتى بهذا العمر ويخوض قتالا مع امة ؟  اخيرا استجاب ابو الشعثاء، وبرز بهياج ثور نافر ، واذا بضربة غير متوقعة ، ضاع الفارس الذي يعد بألف فارس لا اثر له، بعد كل هذا الفوز ينادي بالقوم هل من مبارز يبارزني ؟ الكل خافوه وهابوه لا احد ...لا احد يجرأ على مبارزته ومنازلته فرجع الى وحدته ومقره، تعجب جيش امير المؤمنين عليه السلام وهم ينظرون لهذا الشاب وشهامته وتلهف الى معرفه من يكون اقبل اليه الامام امير المؤمنين عليه السلام ،وهو يحبذه ثم ازال النقاب عن وجهه وقبل العباس من جبينه ونادى بالصلاة على محمد وال محمد واوصاه حينها يا بني لا تشرب الماء يوم الطف والحسين على ضمأ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خديجة عبد الواحد

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/11



كتابة تعليق لموضوع : ( تجليات قربة )2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net