الاستثمار بالآجل :: مرة حلال ومرة حرام
حميد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذات مرة وفي اوج وعظمة المشاكل السياسية المستعرة بين الكتل للدورة البرلمانية الماضية عندما طرح رئيس الوزراء المالكي مشروع البنى التحتية بالدفع الآجل وبقيمة (70) مليار دولار موزعة بين البناء والاعمار والزراعة والصناعة وبناء المؤسسات هب عدد كبير من البرلمانيين بوجهه وكأنه كفر بما أنزل الله تعالى من سماواته في قانون الحياة القرآن الكريم وعلى ما أتذكر كان اشد المعارضين لهذا المشروع الشيخ جلال الدين الصغير الذي قال عنه انه مشروع يرهن العراق بيد تلك الشركات الى ابد الآبدين بقيود من الديون لا يمكن للبلد ان يستوفيها لهم ويكون العراق في النهاية مفتوح امام هذه الشركات وتتعرض سيادته الى الانهيار ولكن ما ترشح من معلومات فيما بعد ان أسباب اعتراضهم القوي والشديد لم يكن هذا السبب وانما كان سياسيا بامتياز دون مراعاة راحة المواطن وتوفير الخدمات له وهذا السبب يكمن في أن لو سُمح للمالكي بتلك المشاريع فسوف يقضم أغلب جماهيريتهم وتتصاعد شعبيته وسط ابناء الشعب العراقي وهو الحديث ذاته الذي كان يدور في الاعلام وللاسف الشديد كانت القضية شخصية حزبية حد النخاع ومنذ ذلك الوقت حرم المواطن العراقي من ابسط حقوقه في الخدمات التي كان من الممكن ان تتحقق ولو قسم منها خلال السنوات القليلة الماضية خصوصا اذا اعتمدنا تلك الشركات الاسيوية مثل الصينية والكورية وغيرها كالاسترالية والروسية ولكن على ما يبدو ان ذلك الآجل من الاستثمار كان حراما!!!!!!!!
أما اليوم فنجد ان ذات الكتلة النيابية او بعض البرلمانيين في لجنة العلاقات الخارجية تعقد الجلسات من اجل الاتفاق مع الشركات ذاتها ومن نفس الدول التي تم رفضها في السابق ويجري التحضير للاتفاق مع تلك الشركات لبناء البنية التحتية وبنفس طريقة الآجل التي قدمها مجلس الوزراء سابقا لكنه هنا سيكون مقبولا لانه على الطريقة الحلال والبعيدة عن يد رئيس الوزراء والحسابات التي يمكن حسابها والتخوف من ميل الشارع اليه . يعني كما هو واضح هناك مشاريع بمهر مؤجل حلال ومشاريع بمهر مؤجل حرام لا يمكن عقدها .
هذه الخطوة من اللقاءات بين لجنة العلاقات الخارجية والشركات الاجنبية أشارت اليها جريدة الصباح الصادرة في بغداد لقيام مشاريع البنية التحتية بالآجل وبقيمة 400 مليار دولار !!!! ياريت ان تكون هذه المعلومات صحيحة حتى لو الجماعة
يريدون رفع شعبيتهم بها فلا توجد مشكلة ونقبل بذلك المهم الشعب يرتاح ويحصل على مدن مرفهة مثل باقي العالم ،، بس ألا تلاحظون معي ان الفارق بين المبلغين كبير جدا ،، يعني الشيخ جلال الدين الصغير على مشاريع بقيمة 70 مليار صاح سوف يرتهن البلد ، فماذا سيقول الصغير عن 400 مليار لكن أظنه سوف يبلع لسانه ولن يتكلم قط لان الصفقة والاتفاقات ليس للمالكي يد فيها ونحن كشعب واقعين بين الحلال والحرام ولا نعرف المساحة التي نقف عليها.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حميد العبيدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat