صفحة الكاتب : جواد العطار

كذبة الانسحاب
جواد العطار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وفق تسريبات لجس نبض الشارع العراقي، توصلت بغداد وواشنطن إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل خلال العامين المقبلين.

وأوضحت التسريبات أن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف الذي تقوده أميركا بحلول ايلول 2025 وتغادر البقية بحلول نهاية العام 2026، ولم يعلن الاتفاق رسميا لحد الان.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستخرج امريكا من العراق؟ وهل ستلتزم بالاتفاق؟.

المتتبع للخط الزمني للوجود الامريكي في المنطقة يجده بدأ فعليا عام 1990 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفتت الكتلة الشيوعية ودخول النظام السابق للكويت، واستمر بعدها مسلسل الحصار الاقتصادي الجائر الذي استهدف الشعب اكثر من بنى النظام نفسه، وشماعة اسلحة الدمار الشامل التي اسقطت النظام الديكتاتوري في 2003 رغم انها وكما تبين لاحقا كذبة كبيرة اراد من وراءها الامريكان احتلال العراق والسيطرة على ثرواته وليس كما يدعون عملية «حرية العراق»...

 وجاء عام 2011 لتوقع الاتفاقية الاستراتيجية الاطارية بين حكومة العراق والولايات المتحدة والتي بموجبها غادر الجيش الامريكي الاراضي العراقية وفق جدول زمني متفق عليه من الباب، ليعود ويدخل من الشباك باسم التحالف الدولي عام 2014 بحجة محاربة الارهاب وتحرير اراضي العراق من داعش، لكن بدون وجود قوات عسكرية ضخمة على الارض هذه المرة بل اكتفى بمجاميع من مستشارين وقوات نخبة وخلايا استخباراتية وتغطية جوية تضمن لهم السيطرة على الاجواء العراقية اولا؛. ديمومة الهيمنة السياسية على الواقع العراقي ثانيا؛. تسهيل الاتصالات مع القيادات ثالثا؛. وتنشيط عمل الاستخبارات رابعا.

وبعد الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها القوات الامريكية فيما تبقى من قواعد لها بالعراق على ايدي المقاومة العراقية والرفض لتواجدها، والاحراج الذي تعرضت له الحكومة العراقية في ملف التواجد الاجنبي على الاراضي العراقية وانتفاء الحاجة له باندحار داعش، ورغم جدية الاخيرة في انهاء هذا الملف، ظهرت تسريبات هذا الاتفاق إلى العلن والمتضمن جدولة الانسحاب لمستشاري التحالف الدولي على مدى عامين... ولا نعرف مدى جدية الطرف الامريكي ومصداقيته في انهاء هذا الملف الحساس، هل هو جاد بترك العراق؟ وهل يحتاج سحب مستشارين الى عامين ؟ ام انها كذبة اخرى تضاف الى الاعيبه السابقة والتي لا تنتهي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد العطار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/15



كتابة تعليق لموضوع : كذبة الانسحاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net