( صَدَقَ اياد علاوي )!!
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي جابر الفتلاوي

نُقل عن اياد علاوي تصريح لجريدة ( الوطن ) السعودية اعرب فيه عن اعتقاده (باستمرار الازمة السياسية لحين حلول موعد اجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في العام 2014 ) . وانا اقول(صدق اياد علاوي ).
يطرح التحالف الوطني هذه الايام ورقة الاصلاح السياسي ، والاصلاح كمفهوم هو الترميم ، فهو اشبه بمن يسكن بيتا ويرممه أي يجدده ، ليكون صالحا للسكن ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ، هل فعلا ان الاطراف التي خلقت الازمة تريد الاصلاح ؟ من المعروف ان العملية السياسية في العراق تقوم على المشاركة ، وهي في واقع الامر ( المحاصصة ) ، وعملية المحاصصة ربما كان العراق يحتاج اليها في المرحلة التي سبقت مرحلتنا الحالية ، خاصة اثناء وجود الاحتلال الامريكي ، اما وانّ الاحتلال قد رحل بجهود قادة العراق الوطنيين ، فلا حاجة اليوم اليها ، ولا بد من ممارسة اللعبة الديمقراطية بآلياتها الصحيحة التي تجري في جميع الدول الديمقراطية في العالم ، التي تقوم على حكومة الاغلبية السياسية التي تستقطب الكفاءات والتكنوقراط بعيدا عن الانتماء العراقي او الديني او المذهبي او المناطقي ، اضافة الى انّ المحاصصة ارهقت الشعب العراقي وخلقت حالة من التناحر والصراع المصلحي الضيق ، وصادرت الشعور الوطني عند الكثير من ابناء الشعب ، فبدل ان ينحاز العراقي لوطنه وشعبه ، اخذ ينحاز لمنطقته او قوميته او دينه او مذهبه ، وهذا الشعور التجزيئي نشأ بسبب عملية المحاصصة في العملية السياسية ، اذ اخذ البعض يعلن عن تعنصره الديني او المذهبي او القومي او المناطقي بشكل علني ومكشوف ، ويعلن عن هذا التعنصر في وسائل الاعلام التي هي ايضا انحازت لهذا الطرف او ذاك ، عليه ارى ان الاصلاح الحقيقي انما يكون بالتخلص نهائيا من نظام المحاصصة التي زرعت الحقد بين ابناء الشعب الواحد ، واللجوء الى حكومة الاغلبية السياسية .
والان نعود الى ورقة الاصلاح التي اطلقها التحالف الوطني في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العراق .
في رأيي ان الاصلاح مع الكرد بقيادة مسعود البرزاني ممكن انْ تخلوا عن طموحاتهم غير الواقعية التي يريدون فيها تفتيت الارض العراقية ، وتقسيم الشعب العراقي ، وممكن انْ تركوا طموحاتهم غير الشرعية التي يريدون فيها مصادرة القرار والصلاحيات المركزية ، والتي هي الان مصادرة فعلا في اقليم كردستان ، بسبب التصرفات اللادستورية للقيادة الكردية للاقليم ، لذا فأني لست متفائلا بخصوص ورقة الاصلاح المطروحة في الساحة السياسية من قبل التحالف الوطني ، ان بقي السيد مسعود البرزاني مصرّا على تصرفاته التي تتقاطع مع الدستور ، ومع المصلحة العليا للعراق .
اما الاصلاح مع القائمة العراقية ، فأنه امر عقيم ، واقصد بالعراقية خط اياد علاوي والسياسيين الاخرين الذين يسيرون معه في نفس الخط ، اني اشعر بالتشاؤم حيال الحوار او المصالحة مع افراد هذا الخط ، لانّ ارادتهم مرهونة بأرادة بعض الدول الاقليمية المعادية للعملية السياسية في العراق ، فخط العراقية هذا واجبه ومهمته خلق الازمات ، فما ان تخمد نار هذه الازمة حتى تؤجج نيران ازمة اخرى وهكذا ، لن تنتهي الازمات مع افراد خط اياد علاوي ، حتى وانْ جلسوا للحوار فمن اجل تعقيد الازمة ، او خلق ظروف ازمة جديدة ، لهذا السبب اعتبر تصريح اياد علاوي لصحيفة الوطن السعودية ، تصريحا صحيحا ، واعتبر علاوي قد ( صدق في تصريحه ) ، فلن تنتهي الازمة مع علاوي وخطه ، الّا بعد ان يمتلك اتباع هذا الخط القرار السياسي في العراق وينحّى الاخرون حتى وان كانوا هم الغالبية جانبا ، عندها ستهدأ الامور ، وتنتهي الازمات ، وربما ينتهي الارهاب ، وينتهي العداء السعودي القطري التركي ومحورهم للعراق ، ويعود طارق الهاشمي قائدا منتصرا ليقود او يشارك في قيادة العملية السياسية الجديدة في العراق .
بناء على هذه المعطيات اقول ان ورقة الاصلاح ستلقى الصدود من الاطراف التي خلقت الازمة ، لان اغراضهم ونواياهم ليس الاصلاح مثل ما يتوقع التحالف الوطني بل تحقيق طموحات غير دستورية ، وليكون القرار السياسيى بيد السياسيين الذين توافق عليهم دول المحور الطائفي في المنطقة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat