كتاب عن الحرب الباردة الثقافية
مروان ياسين الدليمي
مروان ياسين الدليمي
من ضمن ما أقدمت عليه فرانسيسز ستونر سوندرز في كتابها”الحرب الباردة الثقافية “ترجمة طلعت الشايب،أنها نبشت تاريخ ما فعلته المخابرات الاميركية في عالم الفن والأدب،منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،وتوصلت بالتالي إلى ما يؤكد سرعة وخطورة الثقافة في التأثير على الوعي والوجدان،بحيث يتم التخلي تدريجيا عن نمط سلوكي معين واكتساب نمط آخر،وهكذا عندما سقط حكم الاحزاب الشيوعية في أوربا الشرقية،وفي الاتحاد السوفياتي لم يجد هذا السقوط مقاومة من الجماهير التي كانت تتشرب ثقافة شيوعية على مدى أكثر من أربعين عاما،وانتقلت إلى ثقافة معادية لها تداعب غرائز التملك والتفرد والتفوق والأنانية.
متى بدأت المخابرات الاميركية حربها الثقافية
هناك الكثير من الأجوبة سيجدها قارىء هذا الكتاب حول أساليب سياسة الولايات المتحدة الأميركية في تسيس الثقافة بكافة حقولها،وما رسمته من خطط وعمليات تمويل لكسب المثقفين لصالح الترويج لخطابها،سواء كان الأمر بعلمهم أو بدون .ومن خلال هذا الاصدار يصبح لدينا معلومة مهمة تؤكد على أنه حتى بداية الحرب العالمية الثانية لم تكن السياسة الاميركية قد أولت موضوع الحرب الثقافية ما يستحقه من اهتمام،إلاَّ أن الضربة التي تلقاها الأسطول الأميركي في بيرل هاربر عام 1941 في اليابان بعد عامين من اندلاع الحرب،كان الحدث الذي أيقظها على الخطر المحدق بمصالحها الاساسية،حينها بادرت بإنشاء”مكتب الخدمات الاستراتيجية”الذي ضم عناصر ذات مهارات تدريبية عالية،تم اختيارها من أبناء الصفوة الحاكمة،وكانت مهمتها اكتشاف الخطر قبل وقوعه،والتخلص من مصدره،في إطار”الغاية تبرر الوسيلة”.
دواعي الحرب الثقافية
وحول الاسباب التي وقفت وراء الحرب الباردة الثقافية بين أميركا والاتحاد السوفياتي تذكر سوندرز بأنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وبينما كان العالم مشغولا بما تركته اثارها على كافة أوجه الحياة،بدأت الحكومتان السوفيتية والأميركية تعيدان النظر في ترتيب أوراق الصراع،والبحث في كيفية الهيمنة على العالم عن طريق زيادة مساحة الأنظمة التابعة أوالمؤيدة أو المتعاطفة.ومن هنا بدأ الصراع بينهما والذي بات يعرف بالحرب الباردة،ويشير الكاتب إلى أن طرح مشروع مارشال من قبل الرئيس ترومان عام 1947 الهادف إلى تقديم مساعدات اقتصادية لأوربا الغربية التي كانت تعيش وضعا اقتصاديا منهارا هو الذي استفز الاتحاد السوفياتي،ووصفه”باستعمار الدولار”وأعلن السوفيات في خريف ذلك العام عن تأسيس منظمة “الكومينفورم”للترويج للمبادىء الشيوعية .وردا على هذه الخطوة،أقدمت الولايات المتحدة،على لسان رئيسها ترومان،على طرح برنامج”النقطة الرابعة”في عام 1949 لتأييد السلام العالمي وفق محاور أربعة :
– تأييد مطلق للأمم المتحدة
– كسب الشعوب بالعمل على الاصلاح الاقتصادي .
– تقوية الأمم التي تعادي الكتلة الشيوعية
– تقديم المعونات لتحسين أحوال مختلف بلاد العالم .
كل هذه الاهداف يتم الوصول إليها عبر الاستناد إلى حماية حلف الاطلنطي .وفي مقابل هذه التوجهات الأميركية أنشأ الاتحاد السوفياتي حلف وارشو،ومنظمة الكوميكون(عبارة عن سوق اقتصادية اشتراكية) .
ومن جانبها أدركت الحكومة الأميركية أن مشروع مارشال والنقطة الرابعة لايكفيان لإزالة الشيوعية،لأنها لم تكن واثقة من أن الدول التي تتلقى مساعداتها سوف تتخلى تلقائيا عن الاشتراكية .وهنا اتجهت السياسة الأميركية إلى تصويب ضرباتها على جبهة الثقافة العريضة،في محاولة لتغيير أذهان الشعوب وتشجيعها على كراهية الشيوعية،وذلك بتقديم النموذج الرأسمالي الأميركي ثقافيا بأبعاده في الحرية الفردية والعمل على استزراعه في مختلف البيئات،بمعنى آخر: يد تقدم الخبز ويد تقدم ثقافة دولة الخبز،فيحدث التحول التدريجي من الثقافة الشيوعية إلى الثقافة الرأسمالية ،ومن هنا انشأت في يوليو/تموز 1947 جهاز المخابرات cia ليتولى الجانب الثقافي في الحرب الباردة،والجهاز تكون من بعض اعضاء”مكتب الخدمات الاستراتيجية “الذي تم حله مع نهاية الحرب عام 1945 .
واجهة ثقافية لنشاط المخابرات الأميركية
في إطار تتبع الكتاب لبداية نشاط المخابرات،تشير إلى أن أول أعمالها تكوين واجهة ثقافية يعمل من خلالها”لتحصين العالم ضد وباء الشيوعية، وتمهيد الطريق أمام مصالح السياسة الأميركية في الخارج”،فكان ذلك دافعا لتأسيس”الكونسورتيوم”الذي ضم مجموعة شيوعيين سابقين ممن تحطم إيمانهم بالشيوعية،بسبب سياسات ستالين القمعية،وتتلخص الخطة في أن يقوم هؤلاء بمهمة نقد الشيوعية،من خلال كتابة مقال،القاء محاضرة،كتابة رواية،عرض مسرحي،بشرط أن يدور خطاب هذه الانشطة إجاببة حول الاسباب التي جعلتهم يعتنقون الشيوعية ؟ والأسباب التي دفعتهم لكي يتبرأوا منها ؟ .والمعنى كما تقول المؤلفة واضح من وراء ذلك: أن تتم محاربة الشيوعية بواسطة شيوعيين انشقوا عليها حتى يبدو خطابهم أكثر إقناعا من خطاب عناصر رأسمالية .
ثم يسرد لنا صور التنافس الأولى التي بدأت بينهما،وذلك عندما افتتح السوفيات بيتا للثقافة في الشطر الذي تسيطر عليه من برلين لبناء ثقافة شيوعية،فأسرع الاميركان بافتتاح مراكز ثقافية في مختلف بلاد العالم لتقديم الثقافة الأميركية من خلال عروض السينما وحفلات الموسيقا والمعارض الفنية والمحاضرات العامة وإرسال فرق موسيقية من زنوج أميركا لتغيير المفهوم الشائع عن العنصرية الأميركية،وأعطيت لجهاز المخابرات صلاحيات مالية وأدارية وتنفيذية مطلقة ليفعل ما يشاء لحماية الصورة الأميركية التي ترسمها وسائل الدعاية والإعلام في خيال الآخرين .
وبالتوازي مع النشاط الثقافي تشير المؤلفة إلى أنه في 19 ديسمبر 1947 تقرر أن يستخدم الجهاز أنشطة نفسية سرية لدعم السياسة الأميركية بما في ذلك التخريب والتدمير بالانقلاب والاغتيالات ومساعدة حركات المعارضة المسلحة والمعارضة السياسية في الدول المعادية للولايات المتحدة بشكل لاتظهر معه أي مسؤولية أو تورط للحكومة الأميركية،ثم حصل الجهاز عام 1949 على حق إنفاق الأموال اللازمة لتمويل نشاطه دون تقديم بيانات عن أوجه الصرف حتى لا يترك مستند يدل على دور للحكومة فيه .وبهذا السياق عمل جهاز المخابرات على تجنيد عناصر له في مختلف الأجهزة الأميركية السيادية،في مقدمتها البنتاغون،ومرورا بالكونكرس ومجلس الشيوخ والدبلوماسيين والمحامين ومراكز البحوث بالجامعات وخارجها واتحادات الطلاب والخطوط الجوية ومحطات الإذاعة والتلفزيون والصحف وانتهاء بالشركات الخاصة .
باكورة أعمال المخابرات الثقافية
وعلى الصعيد الثقافي فيذكر الكتاب بأن كانت باكورة الأعمال الثقافية المنظمة للجهاز؛كشف الشيوعيين الاميركان أولا،وتعريتهم أمام مجتمعهم . وجاءت الفرصة لجهازة المخابرات الاميركي عندما قرر الكومينفورم السوفيتي في 25 مارس 1949 تنظيم مؤتمر في فندق والدورف أستوريا في نيويورك بجهود الشيوعيين الأميركان،بغية التلاعب بالرأي العام الأميركي في عقر داره،وهنا التقطت المخابرات الأميركية الفرصة وتغلغلت في المؤتمر ولعبت به بمشاركة الشيوعيين التائبين، فتمكنت من رصد الشيوعيين الاميركان،وأكثرهم شهرة آنذاك شارلي شابلن ومارلون براندو .
في مقابل ذلك اعدت المخابرات الاميركية قوافل من الموسيقيين في جولة حول العالم لتقديم الذوق الأميركي،وإعادة عرض التراث الموسيقي العالمي بوجهة نظر اميركية،فمثلا أوبرا”ريجوليتو” يعاد إعدادها بصياغة معادية للفاشية على المسرح الألماني،ومنع عرض مسرحية “يوليوس قيصر”لأنها تمجد الديكتاتورية،وهكذا الحال مع مسرحية تولستوي”الجثة الحية” لأنها تقدم نقدا اجتماعيا يخدم أهدافا غير رأسمالية،وتم تقديم أوركسترا برلين الفلهارموني لتكون حصنا واقيا ضد”الشمولية ” السوفيتية بما تقدمه من معزوفات خارج القوالب الموسيقية الشائعة.
روكفلر ورعاية العمل الثقافي المخابراتي
ثم يستطرد الكتاب في متابعة تطور عمل المخابرات الثقافي،عندما تم تشكيل في مايو 1949″اللجنة القومية من أجل أوربا الحرة “لاستخدام المهارات المتنوعة لليهود الشرقيين في المنفى،من أجل تطوير برامج تتصدى وبنشاط للسيطرة السوفيتية،وكان من اعضائها شخصيات بارزة مثل المخرج السينمائي سيسيل دي ميل،الممثل رونالد ريغان،والجنرال ايزنهاور قبل أن يكون رئيسا لاميركا .ولإجل إحكام الحصار على الشيوعيين والشيوعية في أميركا وفي العالم قامت المخابرات في عام 1950 بتأسيس منظمة ثقافية جديدة بأسم”منظمة الحرية الثقافية “والتي تحولت عام 1967 إلى”الاتحاد الدولي للحرية الثقافية”وقامت هذه المنظمة بانشاء فروع لها في خمس وثلاثين دولة تم اختيارها بعناية،وأصدرت أكثر من عشرين مجلة ذات تأثير كبير،وقامت بتنظيم المعارض الفنية، والحفلات الموسيقية بهدف تكسير الوعي بالشيوعية عند المثقفين لكي يتواصل الجميع مع الأسلوب الأميركي في الحياة .ومن خلال”منظمة الحرية الثقافية”تعددت أنشطة جهاز المخابرات الأميركية،إذ نجح في اقامة مختلف الواجهات الفكرية والاعلامية والفنية والتجارية،لمواجهة الشيوعية ،واجتثاث جذورها،وفرض النموذج الأميركي في الحياة،ومن ذلك تكوين قسم المنظمات الدولية داخل المنظمة،لتوحيد المثقفين السوفيات ضد ما كان يقدم في بلادهم من كتابة وفن وموسيقى موجهة،وتشجيعهم على حرية التعبير، فينمو بذلك تيارمعادي للدولة الشيوعية من داخلها .وفي هذا الاطار صدرت عام 1952 مجموعة مجلات بتمويل من المخابرات الاميركية منها:كومنتري،نيوليدر،بارتيزان،ريفيو..وفي عام 1963 صدرت مجلة العلم والحرية ومجلة انكا ونتر،واستكتب فيها أسماء مشهورة مثل المؤرخ أرنولد توينبي،وبرتراند رسل،وهربرت سبنسر،وكلها مجلات ضد الشيوعية. أما خارج أميركا فقد كانت المخابرات وراء إصدار عدة مجلات ثقافية لتشويه الشيوعية بشكل غير مباشر،ففي عام 1955 صدرت مجلات :”سوفيت سيرفي” يرأسها وولتر لاكير وتيمبو برزنت بإيطاليا. “كوادرات” في استراليا. “كويست” في الهند.”جيبو” في اليابان وهكذا ،وتم الاستعانة بمؤسسة”فورد” لتنفيذ مشروعات مشتركة بواسطة الجامعيين،ومؤسسة “روكفلر” التي كان هنري كيسنجر أحد خبرائها .
المكارثية الثقافية
تشير سنوندرز في كتابها إلى أن المخابرات المركزية الأميركية كانت قد سيطرت على الحياة الثقافية بدرجة مخيفة،وذلك عندما نجح السيناتور مكارثي في تكوين لجنة داخل الكونجرس خاصة بالنشاط المعادي لأميركا، تمكنت من تمرير مشروع قانون بالرقابة على الثقافة بتاريخ 10 يوليو 1953 مما أوجد جوا مشابها لأجواء الثورة الفرنسية حين كان الفرنسيون يؤخذون بالشبهات إلى المقصلة،ولكن في حالة أميركا فإن المشتبه في شيوعيته بأي درجة من الدرجات،ينتهي أمره بتدمير حياته ومستقبله،وربما تدفعه للانتحار عندما تضيق أمامه سبل الرزق،فتذكر مثالا على ذلك،حالة الروائي همنغواي، الذي كان يخضع لمتابعة إدارة التحقيقات الاميركية f.b.i لدرجة أنه أصيب بالاكتئاب،وعندما ذهب لعيادة نفسية في مينوسوتا قبيل انتحاره،طلب أن يسجل نفسه تحت أسم آخر،لكن الطبيب اتصل باداة التحقيقات ليأخذ تصريحا بذلك .كما نجحت لجنة النشاط المعادي لأميركا بالكونكرس بتاريخ 14 يونيو 1954 في أن تضيف لقسم الولاء لاميركا عبارة “أمة واحدة تحت راية الرب ..” في إطار توظيف الدين في مواجهة الشيوعية .ولتأكيد سطوة”منظمة الحرية الثقافية ” تشير سوندرز إلى انها كانت وراء عدم فوز شاعر شيلي نيرودا بجائزة نوبل لعام 1964 ولم يفز بها إلاَّ في عام 1971 حينما كان سفيرا في فرنسا لحكومة الليندي الموالية للديموقراطية،ومع هذا قتلت المخابرات الاميركية الليندي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية باسبوعين . كما تستعرض المؤلفة ماكانت عليه الحرب الباردة من عنفوان في منتصف ستينات القرن العشرين،فتذكر بأن نادي القلم الدولي pen كان له (76) فرعا في (55) دولة،وبذلت المخابرات الاميركية جهدها لتحويله الى منبر يخدم المصالح الاميركية،كما خضع متحف الفن الحديث في نيويورك للمخابرات،إذ كان يعرض أعمالا متحررة من القواعد الفنية، باعتبار ان التحرر من القوالب يعد رمزا للديموقراطية .
أسرار العلاقة بين الثقافة ومنظمة التجارة العالمية
تؤكد سوندرز في أكثر من موضع بإن التغيير في الثقافة هو ما يراهن عليه النظام العالمي الجديد المعروف”بالكلوبالية”الذي أعلنه الرئيس بوش الأب أثناء حرب الخليج الثانية 1991وأداته الرئيسة منظمة التجارة العالمية w.t.o التي انشئت في يناير 1995 إذ لم تقتصر مهمتها على مبدأ حرية التجارة،إنما أضيف لبرنامجها مبدأالحرية الثقافية،أي حرية الأنسان في ما ما يرغبه من ألوان الثقافة،والهدف من ذلك تحويل العالم إلى النموذج الأميركي،وهذا ما جعل الحكومة الفرنسية تتحفظ على هذا الجانب من منظمة التجارة العالمية حفاظا على ثقافتها من التحلل والذوبان في النمط الأميركي . وفي هذا السياق تشير المؤلفة إلى أن بونابرت كان منتبها لأهمية الثقافة في تغيير السلوك،فما أن غادر مصر في العالم التالي لحملته ،طلب من خليفته ” كليبر” أن يرسل خمسمائة من الصفوة الأجتماعية في مصر إلى باريس للبقاء فترة فيها حتى يتعرفواعلى الحياة الثقافية،ولكي يعودوا بعدها محملين بهذه الثقافة، ويعملون على نشرها فكرا وسلوكا، فيتم حينئذ الاستيعاب والتوحد واختفاءمشاعر الاغتراب عنها .
ثقافة العراق والمنظمات الدولية
في المحصلة نجد أن كتاب”الحرب الباردة الثقافية “يكشف دور المخابرات الأميركية في عالم الفنون والآداب خلال فترة خمسينات وستينات القرن الماضي ويدفعنا للسؤال عن خفايا تمويل عدد من المجلات الأدبية التي صدرت في منطقتنا العربية خلال تلك الفترات وكانت تعنى بالحداثة .والأمر لم ينتهي عند هذا الحد ،فما يجري اليوم في العراق بعد العام 2003 ليس بعيدا عن الخفايا التي تتطرق إليها الكتاب،فما تقوم به اليوم من أنشطة مختلفة ومتنوعة عدد من منظمات المجتمع المدني مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID التي تقف خلفها المخابرات الأميركية،فما تقوم به من انشطة تحت عنوان حماية التنوع الاقلياتي،ليس الهدف منه تعزيز الجانب الثقافي،إنما له ابعاد سياسية تهدف إلى تكريس شعور الاقليات بالانعزال عن المحيط الاجتماعي العام،وانهاء أية روابط تاريخية واجتماعية تربطها معه،بالتالي دفعها إلى المطالبة بكيانات منفصلة ومنعزلة داخل البلد،من بعد أن تتضخم ذاتها الثقافية إلى ذات متورمة سياسيا،فتنتفي بذلك حقيقة”العَيش”التاريخي المشترك،ليحل بدلا عن ذلك، مصطلح”التَّعايش”الملغَّم،الذي يتم ترديده والترويج له في الندوات والمؤتمرات التي تحرص المنظمات المعنية على إقامتها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat