الحرب على غزة.. الشهداء يتجاوزون 9 آلاف
دمار واسع خلفه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، في ظل استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لكمية متفجرات تعادل مرتين قوة القنبلة النووية الملقاة على هيروشيما، مع ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين ليفوق 9 آلاف شهيد.
سياسياً حذت البحرين حذو الأردن في سحب سفيرها من تل أبيب، معلنة مغادرة السفير الإسرائيلي البلاد، ووقف العلاقات الاقتصادية مع الكيان.
10 آلاف قنبلة على غزة
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، إن الإعلام الإسرائيلي أقر بإلقاء “تل أبيب” 10 آلاف قنبلة منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح المكتب في بيان أنّ كمية المتفجرات الملقاة على القطاع “تتجاوز الـ25 ألف طن” بمعدل 70 طناً لكل كيلومتر مربع، مشيراً إلى أنّ هذه الكمية من المتفجرات تعادل مرتين قوة القنبلة النووية الملقاة على هيروشيما.
أكثر من 9 آلاف شهيد فلسطيني
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، اليوم، أنّ حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان على غزة تجاوزت الـ 9061 شهيداً، منهم 3760 طفلاً، 2326 سيدة، وإصابة 32000 مواطن بجروح مختلفة.
وأشار إلى أنّ عدد البلاغات التي تلقها وزارة الصحة حتى اللحظة حول المفقودين تجاوزت الـ2060، منهم 1150 طفلاً.
كما استشهد 135 من الطواقم الصحية، إضافةً إلى تدمير 25 سيارة إسعاف منذ بدء العدوان.
وأضاف أنه تمّ استهداف 100 مؤسسة صحية، وخروج 16 مستشفى عن الخدمة، و32 مركز للرعاية الأولية بسبب الاستهداف ونفاذ الوقود.
تحذيرات من كوارث وشيكة
وحذّر المكتب الإعلامي لحكومة غزة من كارثة بعد توقف مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي، وقرب توقف المولد الرئيسي في مستشفى الشفاء جراء نفاذ الوقود.
كما حذّر أيضاً من كارثة صحية وشيكة نتيجة قرب توقف مولد مستشفى الشفاء عن العمل.
وقال مدير مستشفى شهداء الأقصى، إنّ المستشفى لم يعد يستوعب عدد الضحايا، وأنه تمّ تشييد خيمة لوضع المرضى والمصابين في داخلها.
وأشار المكتب الإعلامي لحكومة غزة إلى أنّ الاحتلال يمنع وصول المصابين إلى معبر رفح الحدودي مع مصر، وفق ما تمّ الاتفاق عليه، بسبب استهداف الطرق المؤدية إلى المعبر. وكان من المقرر أن يتم اليوم إجلاء 400 أميركي وعدد من الجرحى وحاملي الجوازات الأجنبية للعبور إلى مصر.
هذا وطالب المكتب الإعلامي لحكومة غزة، بتفعيل اتفاقية جنيف الرابعة، والقانون الدولي الانساني لحماية المدنيين والمنشآت الصحية.
وقبل يومين، استهدفت قوات الاحتلال المستشفى التركي؛ المستشفى الوحيد المخصص لمرضى السرطان في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنّ أضراراً بليغة وتدميراً جزئياً لحق بمستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني نتيجة الاستهداف الاسرائيلي المتكرر للمستشفى.
وجاء استهداف المستشفى التركي بعد أيام من استهداف الاحتلال مستشفى المعمداني، الذي أسفر عن ارتقاء أكثر من 500 شهيد.
العدوان على غزة يتواصل
ميدانياً، ارتكب الاحتلال مجزرة أخرى في مخيمي المغازي والبريج، فيما أفاد مصدر طبي بارتقاء أكثر من 30 شهيداً، في استهداف قوات الاحتلال لمناطق في غزة خلال الساعات الأخيرة اليوم.
واستهدفت قوات الاحتلال برج الغفري أعلى برج في غزة، ما أدى إلى اندلاع النيران في الطابق الـ16 منه، الذي يضم عدداً من المكاتب الصحافية.
واستهدف الاحتلال أيضاً مدرسة تابعة للأونروا تؤوي نازحين بقنابل “الفوسفور الأبيض” في غزة.
قوات الاحتلال تعترف ببعض خسائرها
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل قائد الكتيبة “53”، من فرقة “باراك”، وهو القائد الأرفع في “الجيش” الإسرائيلي، الذي يسقط منذ بدء المعركة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، باعتراف الاحتلال.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنّ مجاهديها استهدفوا، اليوم الخميس، بئر السبع برشقة صاروخية وكيبوتس “نيريم” بقذائف الهاون.
وأكّدت تدمير آليتين إسرائيليتين شرقي حي الزيتون بقذيفة “الياسين 105″ و”عبوة” العمل الفدائي، إضافة إلى تدمير ناقلة جند إسرائيلية، قرب مسجد الخالدي، شمال غربي غزة بقذيفة “الياسين 105”.
كما استهدف مجاهدو القسام مجموعةً من جنود الاحتلال الإسرائيلي في “جحر الديك”، بقذيفة “RPG” المضادة للأفراد.
من جهتها، أعلنت “سرايا القدس” استهداف الحشودات العسكرية الإسرائيلية قرب مستوطنات “حوليت” و”مفتاحيم” و”عميعاز” ” ونير عوز” برشقة صاروخية مكثفة.
وقالت إنّ مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة أبو أبسل شرق الفخاري في خان يونس.
وفجر اليوم الخميس، اشتبكت قوات النخبة في “سرايا القدس” مع قوة راجلة من الاحتلال الإسرائيلي بعد محاولة تقدم قوة مركبة ومؤللة، من 6 آليات ميركافة و4 جرافات شرقي خان يونس.
كذلك أعلنت كتائب المقاومة الوطنية (قوات الشهيد عمر القاسم) أنها استهدفت اليوم موقع “كرم أبو سالم” العسكري الإسرائيلي بقذائف الهاون. كما دكّت آليات العدو المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة بقذائف الهاون.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّه أبلغ 332 عائلة من عائلات الجنود أنّ أبناءهم قتلوا، منذ بدء هجوم غزة في 7 أكتوبر الماضي، كما أبلغ 242 عائلة أنّ أبناءهم لايزالون أسرى لدى حركة حماس في غزّة.
وأعلن الإعلام الإسرائيلي، اليوم عن ارتفاع عدد قتلى الجنود منذ بدء العملية البرية في غزة إلى 17.
إفشال محاولات التوغل في غزة
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام، أنها أفشلت محاولات الاحتلال للتوغل في غزة، واستهداف دبابة وجرافة إسرائيليتين في محور شمال غرب غزة بقذيفة “الياسين 105″، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ صفارات الإنذار تدوي في غلاف غزة (كيسوفيم).
ونشرت القسام مساء أمس الأربعاء، مشاهد من إسقاط عبوة مضادة للأفراد على قوة راجلة شرق بيت حانون الواقعة في شمالي قطاع غزة.
كما نشرت المقاومة مشاهد من التحام مقاتليها مع آليات تابعة لقوّات الاحتلال شرقي حي الزيتون في قطاع غزة وتدمير عدد منها.
ويُظهر الفيديو خروج مقاتلي القسّام من نفق، ليطلقوا بعدها مجموعةً من قذائف “الياسين 105” في اتجاه الآليات الإسرائيلية التي اشتعلت النيران فيها.
المقاومة اللبنانية تستهدف مواقع الاحتلال
من جهتها ورداً على العدوان على غزة، اعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان إنّ مجاهديها استهدفوا منظومة التجسس في موقع “العباد” بالأسلحة المناسبة، مؤكدة أنّه تمت إصابتها إصابة مباشرة.
وقال مراسل “القناة 12” الإسرائيلية إنّ “حزب الله نجح بإطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاه موقع المنارة”.
وعقب الاستهداف، أغلق الاحتلال الطرقات في المنطقة شمال سلسلة جبال “ريخس راميم”، شماليّ فلسطين المحتّلة.
وعلّقت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، على الأحداث عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وذكرت أنّ مستوطنة “كريات شمونه” تحوّلت، وفق كمية الدبابات والأسلحة فيها، إلى موقع أمامي”، مشيرةً إلى أنّها أُفرغت من المستوطنين.
هدوء ما قبل العاصفة
وأكّدت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية أنّ كل ما حدث، هو “هدوء ما قبل العاصفة”، والخشية الأساسية هي من الغد، في إشارة إلى موعد كلمة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في مهرجان حزب الله لتأبين شهدائه “على طريق القدس”، بالتزامن في بيروت والجنوب وبعلبك.
بدوره شدّد مراسل “القناة 13” الإسرائيلية أنّ الوضع متوتر جداً على الحدود الشمالية”، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، مشيراً إلى أنّ الجميع متأهّب بسبب خطاب نصر الله.
وفي السياق نفسه، قال رئيس المجلس الإقليمي للاحتلال في الجليل الأعلى، غيورا زلتس، إن المستوطنين لن يعودوا إلى منازلهم في الشمال، “إذا لم يكن هناك أمن على الحدود مع لبنان”.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، فجر اليوم، أنّ مجاهديها “استهدفوا مسيّرة بواسطة صاروخ أرض – جو، وأصابوها بصورة مباشرة، ما أدّى إلى تحطّمها وسقوطها على الفور”، أثناء تحليقها في قريتي المالكية وهونين الحدوديتين مع فلسطين المحتلة.
البحرين تسحب سفيرها من تل أبيب
وتزامناً مع تطورات العدوان على غزة، أكد مجلس النواب البحريني، في بيان، مغادرة السفير الإسرائيلي البلاد، واستدعاء السفير البحريني من “إسرائيل”، ووقف العلاقات الاقتصادية مع “تل أبيب”.
وأعلن البرلمان البحريني في بيان أن هذه المواقف تأتي “تأكيداً للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق”.
ولفت البيان إلى أن “استمرار الحرب والعمليات العسكرية والتصعيد الإسرائيلي المتواصل، في ظل عدم احترام القانون الإنساني الدولي، يدفعان المجلس إلى المطالبة بالمزيد من القرارات، والإجراءات التي تحفظ حياة وأرواح الأبرياء والمدنيين في غزة وكل المناطق الفلسطينية”.
وتأتي المواقف الرسمية البحرينية بفعل استمرار التظاهرات الشعبية في البلاد، والمطالبة المستمرة من المواطنين البحرينيين بطرد السفير الإسرائيلي من المنامة، وقطع العلاقات مع كيان الاحتلال.
وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر، خرجت تظاهرة شعبية غاضبة نحو السفارة الأميركية في المنامة، رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولا سيما مجزرة المستشفى المعمداني، والدعم الأميركي اللامتناهي له.
واعتاد المتظاهرون البحرينيون أن يدوسوا الأعلام الإسرائيلية والأميركية التي وضعت على الأرض، حاملين لافتات كُتب عليها: “لن يهدأ الطوفان” و”طوفان الأقصى معركة الأمة كلها”.
واشنطن ترفض اعتبار قصف غزة جريمة حرب
إلى ذلك، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر اعتبار القصف الإسرائيلي للمدنيين في قطاع غزة جريمة حرب، كما تهرب من الإجابة على أسئلة عن سبب عدم إدانة واشنطن للقصف الإسرائيلي لمخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي أدى لاستشهاد مئات الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال رد ميلر على أسئلة الصحفيين في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، حول الحرب الإسرائيلية على القطاع التي أدت إلى مقتل أكثر من 9 آلاف فلسطيني أغلبهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 21 ألفا آخرين.
وفي معرض رده على سؤال عن تقييم الولايات المتحدة لمدى التزام إسرائيل بالقوانين الدولية المتعلقة بالحرب، خاصة بعد المجزرتين اللتين ارتكبتهما إسرائيل في قصفها لمخيم جباليا للاجئين، زعم ميلر “إن إسرائيل تلتزم بقانون الحرب في الهجمات التي تشنها على قطاع غزة”.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية “لست بوضع يسمح لي بإجراء تقييم حول الهجوم، كما لا أستطيع إجراء تقييم بشأن الهجمات الأخرى”.
وردا على سؤال آخر عما إذا كانت وزارة الخارجية الأميركية تعتبر ما تقترفه إسرائيل في غزة جرائم حرب، قال ميلر إن “الوزارة ليس لديها حاليا تقييم بهذا الشأن”.
كما رد على سؤال عن أسباب عدم إدانة الولايات المتحدة لمقتل مئات المدنيين في القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا، بقوله “إن الإدارة الأميركية تشعر بالأسف الشديد لمقتل المدنيين، وستواصل تنبيه الإسرائيليين لضرورة تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين”، على حد تعبيره.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرتين مروّعتين في جباليا شمالي غزة خلال الأيام القليلة الماضية، كان آخرها يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول، عندما قصفت إسرائيل حيا سكنيا محاذيا للمستشفى الإندونيسي، مما ألحق دمارا هائلا بالحي وأدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى وفق وزارة الصحة في غزة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “شعوره بالصدمة” إزاء القصف الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي على مخيم جباليا الذي يؤوي 116 ألف لاجئ فلسطيني في شمال قطاع غزة.
وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس الأربعاء إن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا “قد يرقى إلى جرائم حرب نظرا للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار الذي خلفه”.
المصدر: شفقنا + وكالات
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat