في العدوان الإسرائيلي على غزة.. الغرب يضع قيمه ودفاعه عن حقوق الإنسان جانبًا

تتجلى مسألة ازدواجية المعايير الغربية بالدعم الغربي المطلق للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فبينما يسقط يوميا مئات الشهداء في غزة أكثرهم أطفال ونساء بواسطة ألة قتل أمريكية رهيبة

يدعون ان العدوان دفاع عن النفس فيما يشجبون الحرب الروسية على أوكرانيا بحجة الدواعي الإنسانية .

وتختلط المعايير الغربية الديمقراطية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فهم حمائم سلام إلا عندما تنزع إسرائيل مخالبها وأنيابها من بين المساعدات اللامحدودة الغربية لها على خلفيات مختلفة .

يتعامل الغرب بنفاق ومعايير مزدوجة، وبينما يدعم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة لليوم السابع عشر على التوالي، يقوض مزاعمه بشأن أسباب دعمه لأوكرانيا في مواجهة حرب روسية متواصلة منذ شباط 2022، بحسب إيشان ثارور، في مقال بصحيفة “ذا واشنطن بوست” الأمريكية

ثارور لفت، في المقال ، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الدعم بشدة لتل أبيب، ألقى قبل أيام خطابا ربط فيه الصراعات في أوكرانيا وإسرائيل.

بايدن قال إن “كلا من النظام الديكتاتوري في الكرملين وحركة حماس الإسلامية المسلحة يمثلان تهديدات مختلفة، لكنهما يشتركان في أن كلاهما يريد القضاء تماما على ديمقراطية مجاورة”.

وتابع ثارور: “وأصر بايدن على أن تقديم الدعم لحرب كييف ضد الغزو الروسي والحملة الإسرائيلية ضد حماس في قطاع غزة المحاصر كانا ضروريين”.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.

وأدلى بايدن بهذه التصريحات قبل الكشف عن مقترح تمويل جديد في الإنفاق الدفاعي بقيمة 106 مليارات دولار، لدعم أوكرانيا وإسرائيل.

ضوء أخضر لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
ولا يتفق بعض السياسيين والدبلوماسيين مع بايدن، ويعتبرون موقفه بمثابة “ضوء أخضر أمريكي للقصف الإسرائيلي لغزة، ويشككون في المعايير المزدوجة الواضحة التي لا يمكن لخطاب بايدن أن يخفيها”، كما أضاف ثارور.

وأردف: “كان هناك اشمئزازا وغضبا عالميا في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول (الجاري) على جنوب إسرائيل (مستوطنات محيط غزة)، والذي شهد (مقتل) نحو 1400 إسرائيلي”.

وشنت “حماس” وفصائل مقاومة أخرى هجوم “طوفان الأقصى” ردا على اعتداءات يومية للاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

العدوان الإسرائيلي على غزة قتل آلاف الفلسطينيين
ثارور استدرك: “لكن الحملة الانتقامية الإسرائيلية في غزة قتلت 4651 فلسطينيا، وفقا للسلطات المحلية، بينهم نحو 2000 طفل، وسوت أحياء بأكملها بالأرض، وأصبح أكثر من مليون شخص بلا مأوى”.

وشدد على أن “الأزمة الإنسانية في غزة تتحول من سيء إلى أسوأ، مع اقتراب مخازن الوقود من النفاد، وقد أثارت المطالبات الإسرائيلية بالإخلاء الجماعي لأجزاء من غزة (الشمال) شبح التطهير العرقي”.

وتابع أنه “رغم ذلك، استخدمت الولايات المتحدة، الأربعاء الماضي، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإسقاط مشروع قرار معتدل اللهجة قدمته البرازيل يدعو إلى هدنة إنسانية”.

إرث العدوان
وقال ثارور إن “المسؤولين الأمريكيين والغربين شجبوا الغزو الروسي باعتباره انتهاكا للقانون الدولي وتحطيما لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتحديا للنظام العالمي”.

وزاد بأن “العديد من الحكومات في الشرق الأوسط وأماكن أخرى في ما يُسمى “الجنوب العالمي” أدانت العدوان الروسي، ولكنها كانت أكثر حذرا عندما نظرت إلى محنة أوكرانيا في نفس الإطار الأخلاقي مثل نظيراتها الغربية”.

وأضاف أنهم “يشيرون إلى إرث الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ولامبالاة الغرب النسبية بالصراعات البشعة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، والنفاق المتمثل في التحريض على الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية بينما يهتفون للحرية من أجل الشعوب في أماكن أخرى”.

والجمعة الماضي، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تصرفات إسرائيل في غزة بأنها “جريمة حرب”، وقال إن إسرائيل تنفذ “عقابا جماعيا لشعب محاصر وعاجز، وهو ما يجب أن يُنظر إليه على أنه انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”، كما لفت ثارور.

وشدد ثارور عل أنه “بينما يبدو أن إدارة بايدن تعمل خلف الكواليس لمحاولة كبح جماح حكومة الحرب الإسرائيلية، فإن سكان غزة يعيشون في كابوس من الغارات الجوية والانفجارات وينفد منهم الطعام والماء وأماكن الملاذ الآمن”.

“وإذا كانت الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى تريد إقناع بقية العالم بأنها جادة بشأن حقوق الإنسان وقوانين الحرب (…) فيجب عليها أيضا أن تطبق ذلك على إسرائيل”، بحسب لويس شاربونو، مدير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/24



كتابة تعليق لموضوع : في العدوان الإسرائيلي على غزة.. الغرب يضع قيمه ودفاعه عن حقوق الإنسان جانبًا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net