فلم كرندايزر والقضية الفلسطينية
امجد عبد الامام

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من روائع افلام الرسوم المتحركة التي انتجتها اليابان في عام ١٩٧٥ فلم مغامرات الفضاء المعروف بكرندايزر الذي بلغ عدد حلقاته ٧٤ حلقة وقصة بطله دوق فليد الذي لجأ الى الارض بمركبته الفضائية المتطورة بعد تحطم كوكب فليد.

الفكرة اليابانية:
تركز الفكرة اليابانية في انتاج الفلم على استخدام التكنولوجيا من اجل الخير اذ يلاحظ ان الصراع يدور بين مجموعة دوق فليد والدكتور امون وما يملكونه من مركبة فضائية متطورة ينصب جهدها لفعل الخير ومساعدة الناس وحمايتهم ضد مجموعة كوكب فيكا وقادتهم الاشرار بلاكي وكاندال وغيرهم والذين بدورهم يمتلكون تكنولوجيا وروبوتات لا تقل شانا عن مجموعة دوق فليد لكنهم يستخدمونها بشكل سيء وشرير.

تأتي هذه الفكرة من المعاناة اليابانية من الحرب العالمية الثانية والضرر الذي اصابها نتيجة للاستخدام السيء للتكنولوجيا المتمثلة بتصنيع القنبلة الذرية واستخدامها لإبادة العدو كما حدث عند القائها من قبل الولايات المتحدة عام ١٩٤٥ على مدينتي هيروشيما وناكا زاكي اللتين دمرتا بسبب القنابل التي راح ضحيتها اكثر من ٢٠٠ الف شخص وهنا تكمن الرسالة اليابانية في التعبير عن مأساتهم في الحرب والاضرار التي لحقت بهم الامر الذي يحفز الجيل الجديد على التوجه لاستخدام التكنولوجيا استخداما نافعا ظهر ذلك في العديد من المنتوجات اليابانية التي انتشرت في الكثير من دول العالم لاسيما في عقد الثمانينات من القرن الماضي.

الفكرة العربية:
ونتيجة لذلك طورت عدد من شركات الانتاج والتوزيع الفني نسخ من هذا الفلم الى عدد من لغات العالم مثل العربية والفرنسية والايطالية والالمانية، تبنت الشركة اللبنانية للتوزيع والاتحاد اللبناني للإنتاج النسخة العربية بالاعتماد على عدد من الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين ومنهم الفنان جهاد الاطرش الذي مثل صوت دوق فليد دايسكي لما يتمتع به من صوت مميز.

كان للفنانين الفلسطينيين اللاجئين في لبنان دور مميز في الاخراج والدبلجة وتحويل جزء مهم من فكرة الفلم الى فكرة استخدام التكنولوجيا للدفاع عن الارض باعتبارهم فقدوا ارضهم وهجروا منها منذ عام ١٩٤٨ ايام النكبة وما تلاها من قضم للأرض الفلسطينية ازاء تكوين الكيان الصهيوني.

يقول الفنان جهاد الاطرش في احد اللقاءات التلفزيونية عندما زار الفريق الياباني لبنان لمشاهدة اعمال الدبلجة ادرك ان هناك تغيير في السيناريو وفكرة الفلم لكنهم لم يعترضوا على ذلك وتفهموا الامر لا سيما وان منتجي الفلم في اليابان ارادوا نجاحة بعد ان لاقى اخفاقا اثناء عرضه في اليابان.

هنا يكمن جانب مهم من القضية الفلسطينية وادراك وشعور لا يحمله الا من فقد الارض الامر الذي يحتم على اصحاب القضية تسخير كل الامكانات والقدرات واستثمار الفرص للتعبير من المأساة في فقد الوطن والارض والاستعانة بكل جهد يتوجه الى مساندة هذه القضية التي تعد من القضايا المصيرية المركزية العقائدية التي تذوب وتصغر امامها كل القضايا الاخرى وتأجل كل الخلافات الثانوية، فالقضية الفلسطينية اكبر من النظر الى الاخطاء الفلسطينية والتعكز عليها وجعلها سببا اساسيا في التقاعس عن نصرتهم وتأييد مطالبهم المشروعة في المتمثلة بإزالة الاحتلال واعادة دولة فلسطين كما كانت سابقا.

 

الموضوع السابق خطة أمريكية لغزة ما بعد "حماس"؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat