الحرب في العراق تكذب محاولات واشنطن شيطنة تدخل روسيا في أوكرانيا

 الفرق بين الحرب في العراق والحرب في أوكرانيا شاسع جدا ولا يوجد أوجه شبه للمقارنة ففي العراق تم التحضير الإعلامي للحرب وشيطنة النظام البائد وتم وضع أهداف وأسباب وهمية بينما في أوكرانيا هناك حق لروسيا على سواحل البحر الأسود يجب استعادتها.

وتحاول واشنطن على الدوام التنصل من كل جرائم واشنطن في العراق وتصوير الحرب في العراق على انها لمصلحة العراق والعالم بينما كانت جريمة حرب انتهكت فيها سيادة بلد دون أي وجه حق وارتكبت فيه الفظائع وما ظهر في سجن أبو غريب أوضح دليل.

وتقدم الولايات المتحدة الدعم لنظام أوكرانيا الموالي للغرب وذلك لكسر روسيا استراتيجيًا وإظهارها للعالم انها مجرمة حروب لتتساوى سمعت روسيا بسمعة الوالايات المتحدة الملطخة بالدماء متناسية ما فعلته في أماكن كثيرة من العالم وليس أخرها الحرب في العراق أو التدخل في سوريا دعماً لاجندات انفصالية تروم انشاء دولة كردية شمال سوريا تقضم آبار النفط وحقول القمح في الجزيرة السورية.

تقرير في مجلة “ناشيونال ريفيو” الامريكية الفكرة الشائعة، خصوصا بين في اوساط الجمهوريين، بأن حرب روسيا في اوكرانيا تشبه حرب الاطاحة بنظام صدام حسين في العراق العام 2003.

وأوضح التقرير الأمريكي، فكرته بداية مستعيدا تصريحا للسناتور الأمريكي جي دي فانس قال فيه مؤخرا أنه “من نواحٍ كثيرة هذا يذكرني بفترة 2003/2004 في العراق، حيث بدا أن الجميع يريدون الاندفاع نحو صراع عسكري، واعتقد انه بعد مرور 20 عاما، أدركنا مدى الخطأ الفادح الذي حدث، لا اريد ان نمر ب 20 سنة قبل أن ندرك حجم الخطأ الكارثي الذي نرتكبه”.

لكن التقرير الأمريكي اعتبر أنه “ليس من الواضح كيف تشبه حرب الغزو الروسية في أوكرانيا الحرب في العراق، باستثناء الإدراك بأن كل الصراعات البشرية تشترك في بعض أوجه التشابه المؤسفة”، مشيرا الى ان بعض الجمهوريين من منتقدي قضية أوكرانيا، يعتمدون على “روايات متكلسة حول مغالطة حرب التحالف في العراق، بما يخدمهم”.

 واوضح التقرير؛ ان روسيا شنت عملياتها الخاصة في أوكرانيا بشكل مفاجئ، ولم تستشهد ولم تكلف نفسها عبء خلق سبب للحرب”، مشيرا إلى أن موسكو تحدثت عن حقوقها القديمة على ساحل البحر الأسود التي قام القياصرة بضمها خلال حملاتهم العسكرية ضد العثمانيين قبل محاولتهم اعادة احتلال اوكرانيا لضم اراضيها الى الاتحاد الروسي ومحو ثقافتها”.
ولهذا، اعتبر التقرير ان “هناك تناقضات مع حرب العراق أكثر بكثير من أوجه التشابه”.

وأوضح قائلا “الولايات المتحدة وحلفاؤها قاموا بمراقبة سماء العراق من العام 1991 الى العام 2003 بعد محاولة صدام حسين غزو الأراضي المجاورة وضمها، وغالبا ما واجهت مقاومة من قوات موالية لبغداد”.

وتابع قائلا انه خلال ثلاثة وقائع قبل غزو العام 2003، “أجبر الغرب على شن ضربات انتقامية على اهداف عراقية ردا على جهوده (صدام حسين) التي تستهدف قتل مواطنيه من الأقليات وزعزعة استقرار المنطقة على حساب المصالح الأميركية”.

 واشار ايضا الى ان شهورا قبل غزو العام 2003، شهدت مفاوضات بلغت ذروتها بتفويض الكونغرس للحرب الذي وصفه بأنه “إطار قانوني مدعوم بقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة، خلص إلى أن العراق ارتكب انتهاكات ماديا لالتزاماته الدولية” الأمر الذي ثبت بطلانه فيما بعد.
واضاف ان “كل ذلك جرى على مدار عدة أشهر، منع خلالها نظام صدام حسين عمل المفتشين الدوليين الذين كان من الممكن أن يقدموا دليلا على ان مخزونات الاسلحة غير التقليدية التي كانت في حوزة العراق لم تكن تشكل التهديد الذي كشفته كل وكالات الاستخبارات الغربية تقريبا”.

وشكك التقرير بالمقارنة بين الحربين قائلا أن “جميع الحروب هي حروب في الواقع، وأوجه التشابه بينهما تنتهي عند هذا الحد”. ولفت إلى أن استعادة المقارنة يجب ان تكون من زاوية أن “الروس اداروا حملتهم في أوكرانيا بشكل مماثل للطريقة التي قاموا بها بالتدخل في سوريا، بوحشية وتجاهل تام للحياة المدنية”، مضيفا أن مرتكبي هذه الجرائم لا يواجهون أي تهديد من جانب العدالة في وطنهم، وأن هناك أدلة على أن مسؤولي الكرملين يشجعون هذه التصرفات”.

 ورأى التقرير أنه لا وجود لمقارنة هنا مع سلوك القوات المسلحة الأميركية، وأنه “من المعيب أن نعقد مثل هذه المقارنة، مضيفا أنه بقدر ما كانت الولايات المتحدة وجنودها متورطين في سوء سلوك إجرامي في العراق، فإننا نعلم ذلك لأنه تم الكشف عن اعمالهم اما من قبل المحققين او وسائل الاعلام المستقلة، وجرت معاقبة المتورطين وفقا للقانون.
ودعا التقرير الى “التمييز بين الدولة التي تخطط لارتكاب جرائم حرب والدولة التي تقمع الأرواح الوحشية التي تطلقها الحرب وتعاقب أولئك الذين يستسلمون لغرائزهم الحيوانية”.

ولا يزال ملف جرائم أمريكا في العراق مغلقًا على انتهاكات لا حصر لها، ويقف خلفها قادة الجمهوريين الأمريكيين. وعلى رأسهم الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومساعديه بول وولفويتز ودوجلاس فيث وريتشارد نورمان بيرل.

 واعتبرت المجلة الامريكية ان “الفارق الأكثر وضوحا بين حرب العراق العام 2003 وبين حرب روسيا في أوكرانيا، هو ان لا الولايات المتحدة ولا حلفائها هم الذين يخوضون القتال”.
واضاف انه في ظل “غياب الدعم الأميركي لاستقلال أوكرانيا، فإن القتال لن يتوقف، وسوف يستمر، الا ان اوكرانيا سوف تخسر بشكل أسرع، وسوف يتعرض شعبها للقتل بمعدلات متسارعة، وسوف يقترب العدوان الروسي من حدود حلف الناتو”.

وانتقد التقرير فكرة الجمهوريين القائلة بأن الولايات المتحدة بإمكانها إنهاء الحرب غدا إذا تركت كييف لتتدبر أمرها، موضحة أن ذلك يعني أن على اوكرانيا ان تحقق السلام من خلال الاستسلام والخضوع”.

وخلص التقرير الى القول ان “مساواة حرب روسيا بحرب العراق تثير نقاطا عاطفية مؤلمة في الذهنية الأمريكي” واكد ان “أوجه التشابه لا تصمد عند التدقيق المنطقي “.

 وتكشفت خفايا الحرب على العراق والمخطط الموضوع مسبقا لغزو العراق رغم استجابة النظام البائد لمهمة ”يونيسكوم” في تفكيك برنامج الأسلحة العراقي فيما تشير التسريبات إلى فشل الدبلوماسية الدولية في منع بوش الابن الذي كان مصمما على اطلاق صراع غير قانوني لايزال صدى عواقبه يتردد الى الآن.
وكشف المفتش السابق عن أسلحة الدمار الشامل العراقية في الأمم المتحدة، رولف إيكيوس، أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش “تعمدت” إفشال خطة كان من الممكن أن تجنب الولايات المتحدة غزو العراق في العام 2003.

وتحاول الولايات المتحدة زيادة التوتر بين روسيا واوكرانيا عبر دعم الأخيرة بكل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا وهي القنابل العنقودية والتي تعتبر جريمة حرب كما وصفتها السفارة الروسية في واسنطن حيث اعتبرت أن التصريحات الأمريكية المتعلقة بنقل الذخائر العنقودية إلى كييف تمثل اعترافاً بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

وقالت السفارة في بيان “لقد أولينا اهتماماً لتصريحات منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي بشأن إمداد أوكرانيا بذخائر عنقودية حيث اعترف المسؤول بحكم الأمر الواقع بارتكاب الولايات المتحدة جرائم حرب أثناء النزاع الأوكراني، وأعلن صراحة أن المدنيين سيموتون بسبب الأسلحة الأمريكية العنقودية”.

الجدير ذكره أن واشنطن تحاول شيطنة روسيا لحربها في أوكرانيا متناسية الحروب العبثية الدونكوشوتية في فيتنام وأفغانستان والعراق وتدخلها السافر في سوريا ودعمها اللامحدود للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل علما أن المجاميع الإرهابية التي أكملت تدمير العراق هي صناعة أمريكية خرجت من رحم سجونها في العراق تحت رعاية مخابراتها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/29



كتابة تعليق لموضوع : الحرب في العراق تكذب محاولات واشنطن شيطنة تدخل روسيا في أوكرانيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net