(النوع الاجتماعي - الجندر) في كلام آية الله السيد محمد باقر السيستاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إنّ الذكورة والأنوثة اللتين تمثلان الهوية الجنسية في الإنسان ترتكز على الفوارق الجسدية الكاملة المعروفة بين الجنسين، وتترتب عليها الميول والمشاعر النفسية المستقيمة، والتي تؤثر بدورها في السلوك السليم والملائم، فالفوارق الجسدية ليست مظاهر محضة في الإنسان، بل هي تنوع ضارب في العمق الجسدي والنفسي للإنسان، وجزء من بنيته التي بُني عليها، وراسم للسلوك السليم والحكيم والملائم للإنسان، فهذا هو معنى الذكورة والأنوثة بحسب إدراك العقل السليم وشهادة الفطرة التي فُطر الإنسان عليها جسدياً ونفسياً وأخلاقياً وبدلالة الحكمة التي تفرضها سنن الحياة الاجتماعية وبحسب معطيات العلوم ذات العلاقة جميعاً مثل علم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا).
ومن الخطأ الفاحش للغاية افتراض هوية جنسية للإنسان على أساس شعوره عن نفسه ورغبته في تعامل الآخرين معه وإن كان متقاطعاً مع وضعه الجسدي، كما يفترضه الاتجاه المتجدد في الموضوع الذي فصل الهوية الجنسية للإنسان عن التكوين الجسدي واعتبرها أمراً طارئاً وعارضاً على الإنسان لأسباب ثانوية كالعوامل الاجتماعي، وبنى على أنّها تابعة لانطباع الإنسان عن نفسه، وقد عبّر عن هذه الهوية الُمفْترضة للإنسان بالنوع الاجتماعي، كما عبِّر عن افتراض الإنسان لنفسه هوية جنسية على خلاف جسده بالتحول، ويراد به تحوّل الإنسان من الذكورة والأنوثة عن وضعه الجسدي سواء سعى إلى تغيير الوضع الجسدي من خلال العمليات الجراحية إلى ما يلائم انطباعه عن نفسه أم لا.
📚 : تكامل الذكر والانثى في الحياة ح ١ ص ٧-٩ ( بتصرف)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat