الائتلاف والتحالف الوطني عند الحاجة !

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مع أول بوادر الأزمة الخانقة وبداية ارتفاع حدة التراشقات الإعلاميّة وتحول جميع الكتل السياسية إلى خنادق اعتادوا أنّ يقفوا بها وليصطف النواب لتأدية الأدوار المناطة بهم من قبل رؤساءهم وولاة نعمتهم قادة تلك الكتل، بعد كلّ هذا عرفنا ماذا يعني المجلس الأعلى ومنهجه في التعامل مع الأزمة ومن هو الحكيم وكيف يتعامل مع الواقع السياسي ومستجداته ولا يخفى على الجميع أنّ المجلس الأعلى خاض الانتخابات تحت لواء الائتلاف الوطني مع التيار الصدري ومنظمة بدر والفضيلة والمؤتمر الوطني ومستقلين وبتحالفهم مع دولة القانون بعد الانتخابات تشكل التحالف الوطني ليكون أكبر كتلة برلمانية مما أهله لتسنم منصب رئاسة الحكومة وتشكيلها، لكنّ التشكيل لم يكن شفافاً والولادة لم تكن طبيعية إنما تحولت إلى اتفاقات ثنائية ولوي اذرع وكسر إرادات ولأنه المجلس الأعلى ولأنه الحكيم ومنذ البداية قالها صراحة بكلمته المشهورة (لن نكون شهود زور)، أيّ لن نشترك في هذه الحكومة على الرغم من مشاركتنا في التحالف الوطني وانتمائنا إليه لذلك فلن نكون طرفاً في الخلاف والصراع وكأنها مبدئية أمير المؤمنين عليه السلام، فلم يكن ظهراً فيركب ولا ضرعاً فيحلب، ودفع سماحة السيّد عمّار الحكيم دام عزه، والمجلس الأعلى ما دفع من أجل هذه المبدئية وهذا الموقف حيث لامه بعض أنصاره قبل مناوئيه ومبغضيه وتصرف بحيادية ومارس دوره الوطني وأدى تكليفه الشرعي مدافعاً عن العراق وشعبه مناصراً للمواطن في كلّ المواطن منبها للحكومة مصححاً لمساراتها، ما سمح له الموقف والجهد والمكان والزمان وتنكر له من تنكر وابتعد عنه من ابتعد وهو ينأى عن الخلاف والاختلاف والخطابات المتشنجة والمواقف المتأزمة ولم يترك مكانه في الائتلاف الوطني أو التحالف و الوطني على كثرة الاتهامات له بانسحابه واتفاقه لتشكيل محور جديد لما لهذه الأمور من تأثيرات على القواعد الشعبية للمجلس وحصاره وزعزعة وضعه بين محبيه ومريديه ومحاولة جره إلى مهاترات ومناورات جانبية كان المجلسيون أسمى و أعلى منها ووصلت الأمور إلى الابتذال وكيل التهم ونعت الحكيم بمختلف الأوصاف والنعوت، فكان اكبر فهو الحكيم الى ان وصلنا ان تذكر الجميع بأن هنالك تحالف وطني وائتلاف وطني فلم يروا من المجلس الاعلى إلاّ نفس الخطاب وبنفس الهمة فوجدوه كما تركوه عند نقطة الانطلاق متناسياً للجراح لكنه ذكر بنفس المبادئ والتي لن يحيد عنها ليجدوا الحكيم الأخ الكريم وابن العم الكريم ليكون خير عون لهم على أنفسهم أوّلاً ثم الانطلاق إلى آفاق أوسع، رُبّما لن يقبل احد ان أقول هذا الكلام بأنهم اعتقدوا أنّ يكون الائتلاف الوطني والتحالف الوطني ائتلاف عند الحاجة أو تحالف عند الطلب يستخدمونه في أوقات الأزمات ويرجعون إليه في الملمات كي يرموا عليه أثقالهم ويمسحوا به أوزارهم ويعلقوا عليه أخطائهم، لكنّ المجلس الاعلى والحكيم يرونه مصدر قوة وائتلاف مصير وتحديد مسار وتحالف تصحيح والوقوف عند الأخطاء أكثر من التغني بالنجاحات فالنجاح للجميع والخطأ مسؤولية الجميع من هنا يذكرهم الحكيم دائما بأننا ملتزمون بالتحالف الوطني وأننا نظراء على قدم المساواة و بأنه ائتلاف وجود لا ائتلاف عند الحاجة واشتداد الصعاب وان كان المجلسيون وقيادتهم أهلا للوقوف أمامها بقوة وثبات فهم رجال مهمات وملمات ورجال بناء وهمة وخدم لأبناء شعبهم بلا تعالي ومنة لأنهم يرون أن كلّ ذلك إنما لتحقيق مصلحة الشعب والأمة التي تستحق منهم كل هذه التضحيات وهنا يكون الفرق بينهم وبين غيرهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/21



كتابة تعليق لموضوع : الائتلاف والتحالف الوطني عند الحاجة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net