حملات إعادة الإعمار في الموصل.. من الثناء إلى الاستياء!

تحوّلت موجة الثناء الذي اطلقه الموصليون على حملات إعادة الإعمار في الموصل في بدايتها، الى موجة من النقد والاستياء، بسبب تضييعها أموالا كبيرة.

تشهد مدينة الموصل منذ نحو عام، حملات إعادة تأهيل للطرق الرئيسة في كلا جانبي المدينة، الأيمن والأيسر، إضافة الى مداخلها الأربعة، وتشرف على تلك المشاريع التي كانت قد أطلقتها المحافظة، دائرة بلدية الموصل، ويتم تنفيذها من قبل شركات مقاولات.

إلا أنه رغم مرور بضعة شهور فقط على إعادة تأهيلها، فان ملامح بعض الطرق المؤهلة تشوهت وبدأت تظهر عليها علامات الضرر بصورة واضحة، الأمر الذي أثار استياء  وسخط الكثير من المدونين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن الشارع الموصلي.

تحوّلت موجة الثناء الذي اطلقه الموصليون على حملات إعادة الإعمار في الموصل في بدايتها، الى موجة من النقد والاستياء، بسبب تضييعها أموالا كبيرة – حسب الناشط أحمد الزيدي، الذي ينتقد ما يجري وما لحق بالطرق المؤهلة من أضرار.

ويقول أن “الجميع يتحمل المسؤولية.. الكل يشترك في ذنب ضياع المليارات في هذه الحملات، الحكومة المحلية وشركات المقاولات”.

ويضيف الزيدي في حديث صحفي، أنه “إذا بقي الوضع على حاله، فسيستمر الضرر ولن يبقى لدينا شارع واحد كما كان، وسنعود الى الصفر”!

من جانبه، يقول الناشط يوسف اليوسف، أن الشركات التي نفذت تبليط الشوارع، تعزو هذه الأضرار إلى الحمولات الزائدة لمركبات الحمل، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه “بسبب موضوع الحمولات الثقيلة الذي تتذرع به تلك الشركات، صار من الصعب محاسبتها على إخفاقها في عملها. كذلك من الصعب أن ينصَبّ اللوم على المشرفين فقط في الحكومة المحلية، المسؤولين عن إجراء الفحوصات المختبرية للمواد الإنشائية المستخدمة في المشاريع”.

ويؤكد اليوسف، أنه “إذا لم يتم نصب موازين لحساب حمولات الشاحنات عند مداخل الموصل، ستبقى الحقيقة ضائعة. فبعد ضبط الحمولات لا يمكن لأي مقاول ان يتحجج بأي عذر، وسيتضح أن المشكلة الأساسية هي الفساد والتقصير. أما بقاء الوضع على هذا الحال فيمكن تلخيصه بعبارة واحدة، هي أن المليارات ستواصل الذوبان تحت عجلات الشاحنات”!

وحول حملات إعادة الإعمار في الموصل، يذكر مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو، في حديث صحفي ان المقاولين ملزمون بإعادة تأهيل الشوارع وصيانتها لمدة عام كامل. وقد تكون هناك صيانة بعد العام في بعض الحالات، لكن مشكلتنا اليوم هي مع الحمولات الثقيلة التي تنقلها الشاحنات، والتي ألحقت بشوارع المدينة أضرارا كبيرة، سيما اننا لا نمتلك موازين لضبط الحمولات”.

ويضيف قائلا: “نحن كبلدية وادارة محافظة نسعى بكل جهدنا إلى نصب موازين في مداخل الموصل، لكن الأمر من صلاحية وزارة البلديات، وقد خاطبناها أكثر من مرة دون أن يتغير شيء”.

ويوضح الحبو أن “رئيس الوزراء، وخلال زيارته الأخيرة للموصل، وعدنا خيراً بهذا الموضوع، وفي حال لم تكن الوزارة قادرة على نصب الموازين كفرص استثمارية، لن نتمكن من الحفاظ على شوارع المدينة”، مؤكدا أن “بقاء الموصل من دون موازين، سيعرضنا إلى خسارة مليارات الدنانير التي أنفقتها المحافظة على إعمار شوارع المدينة”.

أما محافظ نينوى نجم الجبوري، فلم يعزو مشكلة الشوارع إلى غياب الموازين وزيادة حمولات الشاحنات، إنما يلقي باللائمة على الشركات المنفذة.

ويقول في حديث صحفي، ان “الشركات لم تنفذ العمل بشكل كامل وضمن المواصفات، ما أدى الى فشلها”، موضحا أن “الشاحنات ذاتها تمر عبر طرق اربيل وزاخو ودهوك، قادمة إلى الموصل، ولم تلحق أضرارا بتلك الشوارع. فلماذا أضرت بشوارعنا بعد شهرين أو ثلاثة على إعادة تأهيلها؟!”.

لكن الجبوري لم يخفِ مطالبته وزارة البلديات، بنصب موازين للحمولات في مداخل الموصل الاربعة، مشددا على أهمية ضبط الحمولات.

رداً على موجة الاستياء من تضرر الطرق الجديدة وتصريح مدير البلدية وانتقاد المحافظ، يقول عدد من أصحاب الشركات المنفذة أن “تعبيد الطرق كان وفق المواصفات والفحوصات المختبرية”.

ويُرجع هؤلاء ما يحدث من اضرار، إلى “نقل الحمولات الثقيلة” كسبب رئيس، لافتين في حديث صحفي إلى أن “سائقي الشاحنات يقومون بزيادة الحمولات بعد عبورهم كردستان وقبل دخولهم الموصل، وبالتالي ينقلونها عبر المدينة الى الوسط والجنوب”.

ويبيّن اصحاب الشركات، أن “الشوارع لن تتحمل هذه الحمولات الثقيلة حتى لو كانت ضمن المواصفات. فإن لم يكن هناك ضبط للحمولات، سيستمر الضرر”.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/24



كتابة تعليق لموضوع : حملات إعادة الإعمار في الموصل.. من الثناء إلى الاستياء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net