انتشار الحمى النزفية في العراق يبقى الوضع الصحي متدهورًا
انتشار الحمى النزفية في العراق يبقى الوضع الصحي في العراق متدهورا اذ لم تخرج كورونا منه نهائيا حتى ابتلى بزيادة انتشار وباء “الحمى النزفية” في مناطق مختلفة ليسبّب وفيات وإصابات عدة.
ولم يتسبّب الوباء لغاية الآن بإصدار قرارات حكومية مشددة شبيهة بالقرارات إبان فترة انتشار كورونا،
فيما تؤكّد السلطات الصحية سيطرتها على المرض. بالمقابل، تسبب وباء “الحمى النزفية” بعزوف المواطنين عن اللحوم الحمراء وتوجههم الى اللحوم البيضاء، وسط استغلال اقتصادي كبير للمواطنين.
وفي هذا الصدد، نأت وزارة الزراعة بنفسها عن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء ومن ضمنها “السمك” في الأسواق المحلية.
وقال المتحدث باسم الوزارة حميد النايف إن “استيراد الأسماك بالأساس مفتوح وبقرار من مجلس الوزراء وبالتالي فإننا نستغرب ارتفاع أسعارها في هذا الوقت، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على عدم وجود مراقبة على الأسعار في الأسواق”.
وأضاف النايف، أن “ارتفاع أسعار السمك المحلي يعود إلى مدخلاته الغالية والأعلاف، ولا يوجد أي دعم في الحقيقة يقدم من الحكومة”.
وأشار، إلى “فتح باب الاستيراد خلال الأوقات السابقة عندما يرتفع سعر أية سلعة لإرجاع سعرها الطبيعي، أما الآن فإن الاستيراد بالنسبة للسمك مفتوح وبالتالي لا داعي لارتفاع الأسعار بهذه الصورة”.
من جانبه، بين عماد الشمري وهو صاحب أحواض لبيع الأسماك أن السبب في ارتفاع سعر الأخير يعود الى جملة من الأسباب.
وأفاد الشمري أن “السبب المباشر والرئيسي هو ارتفاع أسعار الأعلاف التي لا تتوفر من الحكومة، بل يتم شراؤها تجارياً حيث كان سعر الطن سابقاً يتراوح ما بين 400 الى 500 ألف دينار، بينما الآن فقد وصل الى أكثر من مليون دينار”.
وأضاف، أن “السبب الآخر لارتفاع الأسعار هو ظهور مرض الحمى النزفية ما تسبب بعزوف المواطنين عن اللحوم الحمراء وتوجههم نحو الأسماك والدجاج وهو ما أدى الى رفع الأسعار أيضا”.
ارتفاع أسعار الأسماك يعود الى عزوف المواطن عن اللحوم بسبب الحمى النزفية خاصة، وأن كثيراً من المواطنين لا تهمهم معرفة كيفية التعامل مع الحمى وبالتالي صار التوجه نحو اللحوم البيضاء.
الى ذلك، كشف الخبير الاقتصادي ضياء المحسن، عن وجود حرب اقتصادية بين أصحاب المزارع.
وقال المحسن في حديث إن “هناك مضاربات وحربا اقتصادية بين أصحاب المزارع، ما أدى الى قتل الحيوانات ودفع الأهالي الى الابتعاد عنها، فضلاً عن الجشع والطمع الموجود ايضا بين بعض التجار المتنفذين في السوق المحلية”.
وأوضح أن “تلك المضاربات جميعها أدت الى ارتفاع الأسعار والتي أثرت على المواطنين”.
وأضاف المحسن، أن “ما يجري الآن هو خلل كبير، المتأثر الأول منه هو المزارع”، مشيرا الى أن “أي ضرر يصيب قسما أو قطاعا معينا، فإنه سيؤدي الى تضرر المجتمع، وهذه هي تراتبية الاقتصاد بحيث أن الضرر مهما كان قريبا أو بعيداً فإنه بالنهاية سيؤدي الى تضرر كلي”.
وأعلنت وزارة الصحة، الاثنين (٦ حزيران ٢٠٢٢)، ارتفاع عدد الإصابات بالحمى النزفية إلى 142 إصابة، وقالت إن هذا المرض انتشر أكثر في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، أنه تم تسجيل 24 وفاة بالحمى النزفية حتى الآن في البلاد، مشيرا إلى ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بالمرض في عموم البلاد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat