صفحة الكاتب : حسن هادي العطار 

بصمات في الذاكرة..
حسن هادي العطار 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمر في الذاكرة جميع تفاصيل حياتنا، وخاصة أيام الدراسة، أتذكر وجوه الطلاب واحداً واحداً وكلمات المعلمين وخاصة أولئك الذين تركوا بصمتهم في الذاكرة، منهم أستاذ حسن المعملجي هذا الرجل الذي كان ومازال يمثل عندي هيبة المعلم بكل ما يمتلك من شموخ، حكايات بسيطة لكنها تحفر في ذاكرة التلميذ دروساً وعبراً، ومن حكاياته الجميلة حكاية المنطق والحظ، روى لنا الأستاذ حسن عن شخص اسمه (المنطق) والثاني اسمه (الحظ) وكانا راكبي سيارة.. وفي منتصف الطريق نفد بنزين سيارتهم.. وحاولوا أن يكملوا طريقهم مشيا على الأقدام، قبل أن يحل الليل عليهم، وعلهم يجدون مأوى، ولكن دون جدوى، قال المنطق لـلحظ 
:ـ سوف أنام حتى يطلع الصبح، وبعدها نكمل الطريق، قرر المنطق أن ينام بجانب شجرة في منتصف الشارع، أما الحظ فقرر أن ينام في منتصف الطريق..
قال له المنطق: مجنون..! سوف تعرض نفسك للموت، من الممكن أن تأتي سيارة وتدهسك، قال له الحظ: لن أنام إلا بنصف الشارع..!
ومن الممكن أن تأتي سيارة فتراني وتنقذنا.. !
وفعلاً نام المنطق تحت الشجرة والحظ بمنتصف الشارع..
بعد ساعة جاءت سيارة كبيرة مسرعة، ولما رأت شخصاً بمنتصف الشارع حاولت التوقف، ولكن لم تستطع، فانحرفت باتجاه الشجرة، ودهست المنطق، وعاش الحظ..
 وهذا هو الواقع..
الحظ يلعب دوره مع الناس أحيانا على الرغم من أنه مخالف للمنطق؛ لأنه قدرهم..
فعسى تأخيرك عن سفر خيراً..
وعسى حرمانك من زواج بركة..
وعسى ردك عن وظيفة مصلحة..
وعسى حرمانك من طفل خيراً..
وعسى أن تكرھوا شيئاً وهو خيرٌ لكم..
لأنه يعلم وأنت لا تعلم.. فلا تتضايق من أي شيء يحدث لك ..
خير..؛ لأنه بإذن الله تعالى..
حفظ الله الأستاذ حسناً ان كان حياً، ورحمه الله ان كان ميتاً، فلم تشأ الظروف أن ألتقيه، لكن لن تفارقه ذاكرتي ما دمت حياً، وأرى أن لابد لكل معلم أن يتعلم كيف يبقى في ذاكرة تلاميذه حياً لا يموت، بعدها يستطيع أن يبقي البصمات في الذاكرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن هادي العطار 
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/20



كتابة تعليق لموضوع : بصمات في الذاكرة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net