شهدت بعض الولايات في أفغانستان طيلة الشهر الماضي هجمات إرهابية عديدة، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح، وتبنت جماعة داعش الإرهابية مسئولية هذه الهجمات والتفجيرات. وقد استهدفت هذه الهجمات الإرهابية الشيعة والصوفيين، ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ما السبب في عداء داعش مع الشيعة والصوفيين؟
وقال المحلل السياسي والأستاذ الجامعي الأفغاني الدكتور عبد الحميد معصومي في حوار خاص بوكالة شفقنا قسم أفغانستان، عند الحديث عن استهداف الشيعة في أفغانستان بان تعارض الشيعة وداعش في الجانب الفكري أمر واضح، فالمذهب الشيعي أو الفكر الشيعي فكر يعتمد على العقلانية والدين، بمعنى ان التعقل والتدين يلعبان دورا أساسيا في المذهب الشيعي ولما كانت العقلانية لها دور جوهري في الفكر الشيعي فانه يتعارض مع الفكر الداعشي.
وأضاف معصومي ان داعش تتبنى نوعا من العنف والجزمية الخالية من التعقل والاستدلال والبرهان وفي المقابل لو ألقيتم نظرة على الكتب الروائية الشيعية لعرفتم بان أول باب واهم باب في الأحاديث، هي تلك الأحاديث التي تدور حول العقل والعلم، على هذا فانه واضح في الجانب الفكري بان داعش وبأفكارها التي تحملها تتعارض مع الفكر الشيعي وعلى هذا تقوم بارتكاب المجازر بحق الشيعة.
ان مدرسة التصوف تعارض كل أنواع القتل وإراقة الدماء
كما تحدث حول عداء داعش مع الصوفيين التابعين لمذهب السنة بالقول: فيما يتعلق بمواجهة داعش مع الصوفيين، يجب القول ان التصوف والصوفيين يحملان جوانب من العرفان في مدرستهما وهذه هي حقيقة، إذ أينما وجد العرفان فان الحديث يدور حول التسامح والتساهل مع الناس، ان التصوف هو خيمة كبيرة يمكنه ان يتضمن الكثير من القضايا وهنا تقف هذه الأفكار في مواجهة الفكر الذي يتبناه داعش، إذ يبحث عن تحقيق أهدافه عبر إراقة الدماء وقتل الناس، ويريد ارتكاب المجازر بحق كل من يعارضه، لكن التصوف يعارض هذه الأفكار، على هذا فان مكمن تعارض داعش مع التصوف هو التسامح الذي يحمله العرفان والتصوف، إذ ان التصوف يعد نوعا من المعارضة الصريحة للحرب وإراقة الدماء خاصة عندما لا يوجد دليل مهم لخوض الحرب.
وقد أشار المحلل السياسي إلى مسئولية طالبان في توفير الأمن بالقول على طالبان ان تتخذ موقفا شفافا تجاه هذه المجازر والهجمات الإرهابية التي تشنها داعش، ومن جهة أخرى عليها ان تندد بمواقف داعش الخاطئة، كما انه من واجب طالبان ان توفر امن المواطنين، وان أهم ما يجب ان تقوم به طالبان في يومنا هذا هو توفير الأمن، وفضلا عن هذا أنها لم تقم بأي عمل مهم، فإذا لم يعد بمقدورها توفير الأمن سنشاهد يوم بعد يوم ارتكاب المزيد من القتل بحق الأبرياء وهذه القضية لا تصب في مصلحة طالبان، على هذا من المهم لطالبان ان تتخذ موقفا شفافا وتحدد مواقفها من داعش ومن يتبنى أفكار داعش، وعليها ان تحقق الأمن لكل القوميات والطبقات الضعيفة.
ان داعش مرتبطة بالأجانب
كما قد تحدث عن داعش وقال بعد خروج أمريكا من أفغانستان استمر التدخل الأمريكي في قضايا أفغانستان، واليوم يستمر تدخلها بأساليب أخرى، وهناك نظريات مختلفة حول استمرار داعش في أفغانستان، ومنها ان هناك بعض القوى والتيارات تريد ان تقوم بتقوية داعش، كما تريد بعض الجهات ومن خلال تضخيم دور داعش ان تحصل على تنازلات من طالبان، على هذا فان داعش وقضية داعش مرتبطة بالأجانب، وهذا الأمر قد ظهر سابقا، وان الجماعات المتزمتة دائما ما كانت مرتبطة بالأجانب.
وصرح معصومي بان ليس لداعش أعضاء كثيرون لكنه يمكنهم إثارة الخلافات وانعدام الأمن في المجتمع بشكل أو بآخر، لكن مع هذا فان الشر لن يستمر وسيزول آجلا أو عاجلا، ان هذه الجماعات هي ظالمة ونحن نعرف بان الظلم لن يدوم، لكن يجب القيام بالتوعية وتوحيد صفوف الناس، لمحاربة الظلم.

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!