صفحة الكاتب : نزار حيدر

 أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ التَّاسِعةُ (٦)   
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    {حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.

   إِذن؛ يجب فضح الكذَّاب وتعريتهِ عندما يتحوَّل كذِبهُ إِلى ظواهر من التَّلفيق والتَّضليل والتَّشويه والفَساد وإِراقة الدِّماء وفشل دولة بأَكملِها!.

   وتتضاعفُ ضَرُورة وأَهميَّة فضحهِ إِذا تستَّر بالدِّين والمُقدَّسات لتسويقِ أَكاذيبهِ.

   ومِن هذا الباب يتصدَّى المُحقِّقون للتَّدقيقِ في مصادرِ التَّاريخ فيتثبَّتونَ من الرُّواة مثلاً من خلالِ علمٍ قائمٍ بذاتهِ إِسمهُ [عِلم الرِّجال] لفضحِ وتعرِيَةِ الرُّواة الكذَّابين لتنبيهِالأُمَّة وتحذيرِها فلا تتعبَّد بما ينقلُونهُ من أَكاذيب على لسانِ رسولِ الله (ص).

   ومِن نفسِ الباب تصدَّى المُخلصُونَ الحريصُونَ على سُمعةِ الإِسلام كدينٍ سماويٍّ يعتمد السَّلام والتَّعايُش والحِوار بالتي هي أَحسن في علاقةِ الإِنسان معَ أَخيهِالإِنسان بغضِّ النَّظر عن أَيِّ خلافٍ {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ويُؤَسِّس للتعدديَّة  بكُلِّ أَشكالِها {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} و {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} و {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْأَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} لأَكاذيبِ فُقهاء التَّكفير وزُعماء جماعات العُنف والإِرهاب التي وظَّفت النُّصُوص المُقدَّسة لتدميرِ بُلدانِنا وقتلِ النَّاس وهدمِ التَّاريخ والمدنيَّةوالآثار.

   نفس الباب ولِجَتهُ الأَقلام الحُرَّة والشَّريفة والأَلسُن التي تنطقُ بالحقائقِ لفضحِ السياسيِّين الكذَّابين الذين قادُوا البِلاد إِلى ما هي عليهِ الآن من ظرُوفٍ قاهرةٍ وعلىمُختلفِ الأَصعدة، وأَوَّلهُم [القائِد الضَّرورة] صاحب نظريَّة [بعد ما ننطيها] والذي حكمَ البِلادَ [٨] سنوات.

   فعندما تيقَّنت [النَّجفُ الأَشرف] أَنَّهُ يكذِب عليها ويستغل زياراتهِ لها ويوظِّف علاقاتهِ معها لتمريرِ أَكاذيبهِ وعنتريَّاتهِ وخِطاباتهِ ومناهجهِ وسياساتهِ المشبُوهة التي أُريقتبسببِها دماءٌ وأَضاعت المال العام وتسبَّبت بكُلِّ هذا الفسادِ والفشَل في مُختلفِ مرافقِ الدَّولة، أَغلقت الباب بوجههِ ورفضت استقبالهِ وتالياً أَزاحتهُ عن السُّلطة وركلتهُبعيداً.

   طبعاً كان من الواجبِ على الرَّأي العام أَن يحترمَ هذا الموقِف ويُساندهُ ويُعاضِدهُ لفضحِ السياسيِّين الكذَّابين خاصَّةً الذين يُتاجِرونَ بالدِّينِ والمُقدَّساتِ وبقِدرِ [القيمةِالنَّجفيَّة] خلال شَهرَي مُحرَّم وصفَر!.

   الّإِا أَنَّنا رأَينا ونرى العكسَ من ذلكَ تماماً، فإِنَّ بعض الذين يهتفُونَ [تاج تاج على الرَّاس] مازالُوا يصطفُّونَ مع السياسيِّين الكذَّابين تأييداً وتبريراً من دونِ أَن يُعيرُوامَوقف [النَّجف الأَشرف] ضدَّ الكذَّابين أَيَّ اهتمامٍ؟!.

   تُرى، أَلم يكُن من الواجبِ الدِّيني والأَخلاقي أَن يغلقَ هؤُلاء أَفواههُم عن مدحِ الفاسدِين؟! أَلم يكُن من واجبهِم، إِذا كانُوا بالفعلِ يعتقدُونَ بالشِّعارِ الذي يهتفُون بهِويُحبُّونَ [النَّجف الأَشرف] ويُوالونَها، أَن يقطعُوا أَلسنتهُم فيتوقَّفُوا عن مديحِ هؤُلاءِ والثَّناءِ عليهِم؟! وأَن لا يهتُفُوا بشِعار [علي وياك علي] كُلَّما مرَّت بهِم سيَّارةَ أَحدِهِم؟!.

   طبعاً أَنا لا أَتحدَّث هُنا مع المُحازبينَ أَو مع المُستفيدينَ مِن هذهِ الزُّمرة من السياسيِّين الكذَّابين، فأُولئكَ كما وصفهُم القُرآن الكريم {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًاوَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌمِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}.

   إِنَّما حديثي مع الحريصينَ على البلادِ والذين يهتفُونَ بشعارِ [تاج تاج] بصدقٍ وعقيدةٍ وإِيمانٍ، وأَقولُ؛

   أَلا تعتقدُونَ بأَنَّ شعاركُم يتناقض مع واقعِكُم عندما تهتفُون في نفسِ الوقتِ للكذَّابينَ الفاسدينَ الفاشِلين؟!.

   هلَّا انتبهتُم إِلى معنى إِغلاق [النَّجف الأَشرف] لأَبوابِها بوجهِ الفاسِدين، ثُم تُقارنُوا المعنى بمواقفِكم الدَّاعِمة والمُؤَيِّدة والمُبرِّرة للزُّمرةِ؟!.    

   وأَنتَ أَيُّها المِهوال كيفَ تُطلق العَنان للسانِكَ في مديحِ فاسدٍ كُلَّما هتفتَ بشِعار [تاج تاج]؟! أَلا تشعُر بتناقُضٍ في ذلكَ؟!.

   للأَسف الشَّديد فإِنَّ هُناك بعض الشَّرائح الإِجتماعيَّة التي ربطت سمعتَها بالزُّمرة الفاسِدة، عندما غفَلت عن الحقائقِ فخدعت نفسَها ظنّاً منها أَنَّها لو استفادت مِنهافي الحياةِ الدُّنيا فستُفيدَها في اليَومِ الآخِر! والله تعالى يقُول {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْلَكَاذِبُونَ}.

   يلزم الإِنتباه جيِّداً فالإِصطفافُ مع الكذَّابين الذين تسبَّبوا بكُلِّ هذا الفَساد والفشَل في البلادِ وضيَّعُوا حقُوق النَّشء الجديد هو نوعٌ من أَسوءِ أَنواع عبادةِ الشخصيَّةالتي يرفضَها القُرآن الكريم وينبذَها ويُحذِّرنا منها كما في قولهِ تعالى {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمبِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ}.

     ٦ نيسان ٢٠٢٢

                    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/07



كتابة تعليق لموضوع :  أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ التَّاسِعةُ (٦)   
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net