يأهل اقتدوا بأمير المؤمنين عليه السلام
احمد عطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد عطية

كثر في الأوانة الأخيرة انتقد طلبة الدين وأصحبنا بين تيارات عدة اتجاه هذه القضية. أحدهما استغل هذه الموضوع لأسباب خبيث للضرب الدين وابعد الشباب عن الدين. أحدها بالعكس تصدا لهذه الانتقادات بخشونة مبالغ فيها تصل لاتهامات للجميع هؤلاء المنتقدون. لكن مما لا شك فيها ان هناك جزء كبير من هؤلاء المنتقدون لديهم أسبابهم وتحليلهم الخاص. وكذلك الاجدر إن نكون واقعيًا ووسطيًا فيجب الاستماع لهؤلاء المنتقدين ثم تقيم هذه الانتقادات (ومن الطبيعي ان يكون جزء من هذه الانتقادات صائبة) ومعالجته فالقفز على هذه الانتقادات سيؤدي فقط للتراكمه.
كذلك احتوى شبابنا خيراَ لنا جميع فقوتنا في اجتماعنا. أما الإعراض أو تجاهل أو مواجهة هؤلاء المنتقدين حتما سيودي الى ظهور تيار وانشقاق بينا وقطيعة بينا ولهذا نتائج سيئة للغاية. وأحد أبرز هذه الانتقادات هي على بعض طلبة العلم المؤمنين بسبب البعد بين أقوالهم وأفعالهم وتهونهم في تطبيق نهج أهل البيت عليهم السلام والمراجع الكبار من مؤاساة المؤمنين في مكاره الدنيا، ومراعاة شعورهما في أبسط الإمر، وعدم التفريق بين غني وفقير، بل جبر قلوب الفقر ومؤاساتهم. ولأسف يتم تعميم هذه السلوكيات الخاطئة من بعض الطلبة على العلماء كلهم.
لا شك إن الدين والعلم يتفق على أهمية العمل بالعلم والمطابقة بين القول والعمل. ومما لا شك فيها إن عكس ذلك سيودي بنتائج عكسية بالخصوص حينما تأتي من شخصيات تٌصنف بقدوة للمجتمع. حيث انتقاد أي شخصية يجب ان يأخذ بحسن الظن ثم تحليل النقد قبل الحكم عليها فإن كان النقد صائب فيجب أخلاقي أخذه من باب ما يٌنسب لأمير المؤمنين على عليه السلام: "الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق" ([2] نهج البلاغة، ج4، ص18، شرح الشيخ محمد عبده.)
فرُوِيَ عَنْ الإمامِ جَعْفَر بْنِ محمدٍ الصَّادقِ (عليه السَّلام) أنَّهُ قَالَ: (إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ) (الكافي : 1 / 32) . من الطبيعي إن عامة الناس يضعون المجهر على طلبة الدين لأنهم القدوة الصالحة وحينما يكتشفون عكس ذلك تنهار ثقتهم في طلبة الدين. لذلك يجب على طلبة الدين الالتفات لذلك وان لا ينافرون الناس عن دين الله من حيث لا يشعرون.
لذلك اخواني طلبة الدين أنتم تمثلون امير المؤمنين عليه السلام وهو الذي قال عليه السلام (أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: أمير المؤمنين، وَلاَ أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ!) (نهج البلاغة.). فإن البيوت والسيارات والممتلكات الفارهة لبعض طلبة العلم. تودي الى طرح سؤال بسيط منطقي من قبل جزء من عامة الناس المؤمنين هل هذا الزهد الذي تدعون الناس اليه؟ وان أي تبرير لذلك يطرح سؤال أكبر لماذا لا نرى المراجع الدين الكبار لديهم ما لديكم؟
كذلك ينسب لأمير المؤمنين عليه السلام قوله في رسالته لعثمان بن حنيف الأنصاريّ وهو عاملُه على البصرة وقد بَلَغُه أنه دُعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها ((فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إلى مَأْدُبَة، فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا... وَمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلى طَعَامِ قَوْم، عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ، وَغَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ). حينما يقوم بعض طلبة العلم بإجابة مثل هذه الولائم التي يطيب عليه الاكل والمشرب وعلى بعد عدة كيلومترات توجد ارملة محتاجة او طفل لا يجد ما يليق ليلبسه للذهاب للمدرسة. أليس بشيء معيب. لا أنسى ان أحد طلبة العلم تم عمل له وليمة في احدى قاعة الاحتفالات تبلغ تكلفت ايجار القاعة في اليوم الواحد ثلاثون ألف ريال سعودي (من المحتمل ان صاحب القاعة هو من قام بالدعوة لكن).
وكذلك يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآلة: (".. إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم") وهنا أحب ان أورد قصة فأحد الايام قام أحد زملائي بالطلب من أحد طلبة العلم بطلب التصوير منه للذكرى فرفض بخشونة ورفض التصوير مع زميلي. فلا اعلم ماذا سينقص من هذا السيد لو قام بالاعتذار بلطف لزميلي وطلب منه عدم التصوير بدل من احرجه هل سينقص من قيمته؟
اخير يٌنسب لإمام على (عليه السلام): من أتى غنيا فتواضع له لغناه ذهب ثلثا دينه (6). لمن الجيد ان يقوم أحد أئمة المساجد بالنهي عن المنكر علنية في صلاة الجماعة في قريتنا وذلك عندما قام أحد الاشحاض باحضر فرقة غناء في حفل زفافه لكن من المخجل تركه لنهي عن المنكر عندما قام أحد التجار بفتح مجمع تجاري وتشغيله الغنى بصوت مرتفع بشكل شبه يوميا علنا للجموع الزائرين لهذا المجمع التجاري.
في النهاية صحيح ان هؤلاء الطلبة قد يمثلون الأقلية لكنهم يضربون في ثقة الشباب بطلبة الدين وهذا حتما يودي الى نتائج كارثية على اجيالنا القادمة فيجب ان لا ننسى شباب اليوم قادة المستقبل
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat