"وارزقني مواساة مَن قَتَّرْتَ عَليه مِن رزقِك".. أين الشعبانيون؟ (7)
محمد جعفر الكيشوان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

تحفةٌ ذهبيةُ ثمنيةُ وخارطةُ واضحة طريق رُسِمَتْ عباراتها بأحرفِ من نور، وصحيفة أعمال المؤمن في شهر شعبان وما بعده من الشهور والأيام تلك هي الصلوات الشعبانية المباركة. منهج تربوي أخلاقي متكامل ودروس إيمانية تنير لنا الطريق إلى الله تعالى وتحثنا على العمل والإجتهاد في خشية الله سبحانه وتعالى، والإستنان بسنّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
لم يبقَ من شهر شعبان الأغر إلاّ القليل فقد مضى جلّه، لقد أمسينا ونحن نعيش السرور والحزن، نسر ونبتهج بقدوم شهر الله الأعظم، الشهر الفضيل، "شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ". شهر العتق من النار والفوز بالجنّة إن شاء الله تعالى. ونحزن على فراق شهر شعبان الأغر شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كنا نعيش أجواء روحانية إيمانية في مدرسة خاتم الأنبياء والمرسلين. أجل سيدي الكريم نقترب من توديع شهر شعبان الأغر ولكن علينا التمسك بما كنا نردده طيلة الثلاثين يوما عند الزوال من أداء التحية والسلام على النبيّ المختار وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين والسير على نهج الحبيب المصطفى وآله النجبا. لقد ذكرنا في أكثر من مناسبة أن الأدعية الشريفة هي ليست بذكر اللسان فحسب. إنما هي بذكر اللسان وتوجه القلب وعمل الجوارح والأعضاء. المؤمن يحمد الله ويشكره بعد الإنتهاء من تناول الطعام : اللهم أطعمتَ وأشبعت او اللهم أطعمت فأشبعت، فلكَ الحمد ولك الشكر، ثم يدعوا للفقراء والمحتاجين : "اللهم أشبع كلّ جائع، اللهم أغنِ كلّ فقير". نتساءل : هل أن مجرد الدعاء للفقراء بالغِنى وللجيّاع بالشبع هو غاية الأمر ومنتهاه؟ أم يجب أن يكون للشكر مصاديق عمليه تجسد معناه وتدل عليه، ومن مصاديق الشكر هو التصدق ومد يد العون والمساعدة ومواساة من قتّر الله عليهم مِن رزقه " وارزقني مواساةَ مَن قتَّرتَ عليه من رزقك بما وسَّعْتَ عليَّ مِن فضلك". "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ". واضح جدا أن شكر اللسان كما يقول العلماء لا مشكلة فيه، فهو سهل يسير لا يكلّف مَن يشكر سوى بضعة كلمات يرددها بعد كل نعمةِ يصيبها حتى لو كان شحيحا حد النخاع وبخيلاَ من ضمن قائمة الجاحظ. لكن الشكر العملي هو المشكلة وهو أيضا الإختبار الحقيقي. كثيرون هم الذين يشكرون بألسِنتِهِم. قليلون هم الذين يشكرون وأيدهم تنفق في سبيل الله، ينامون وبطونهم خاوية ويتصدقون حتى بتلك اللقيمات القليلة و"وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". سأذكر قصة مختصرة مع صديقي الذي كان طالب علم في إحدى الحوزات العلمية الشريفة.
إفطار الصائم..
الحَّ عليّ ذلك الصديق القديم على أن أفطر معه في أحد أيام شهر رمضان الفضيل. كنت أعتذر له كلّما دعاني لذلك لعلمي أن حاله (يا دوب يدبر أمره) كما أن حالتي لم تكن أفضل منه كثيرا فقد كنت طالبا في الجامعة وأعيش على البركة (قصة طويلة ربما تعرضت لها يوما أن شاء الله). لم أنتبه بأن رفضي لدعوة صديقي للإفطار معه تؤلمه وتشعره بما لم أكن أقصده عن عمد بانه ليس ميسور الحال. إستجبت لدعوته حال عاتبني على ذلك عتابا قاسيا بكيت وقتها بدل الدموع دماً لسوء فعلي وإساءتي التي لم أنتبه إليها، فقد جرحت مشاعره بغير قصد. ذهبت معه وكان يسكن في غرفة أكثر من متواضعة، انها أصغر من غرفتي الصغير في بيتنا في النجف الأشرف. حان موعد الإفطار فاتى بصينيّة صغيرة وفيها كأس شاي وكأس ماء وكسرات خبز يابس وبضعة تمرات وقال: بسم الله. فدنوت من الصينيّة وقلت : بسم الله على أوله وعلى آخره. فقال : بسم الله. علمت عندها أن ليس هناك من شيء آخر في الطريق إلينا، انما كان ذلك الزاد هو كلّ طبق الإفطار. كأس شاي للضيف وكأس ماء لصاحب الدار (الغرفة) والخبز والتمر للإثنين. لم يقل صديقي وهو يقدّم الطعام : أعذرنا على التقصير كما يقول أصحاب الموائد المتنوعة الحاوية كل صنوف الطعام والشاملة على جميع الألوان شعارهم في ذلك (العيون تأكل قبل البطون والأنف يشم قبل تذوّق اللسان) فللنّاسِ فيما يطبخون (وينفخون) مذاهبُ.
أفطرنا على ما قسم الله من نعمة محمودة وشكرناه عليها. جلست سويعة بعدها ثم إنصرفت عن صديقي. عند الباب شاهدت رجلاَ شيخا كبيرا يقف على إستحياء بالقرب من البيت الذي إستأجر صديقي غرفة صغيرة منه. سرتُ خطوات فأتبعني ذلك الرجل وسألني عن صديقي : من فضلك يا إبني أين فلان؟ قلت : في غرفته يقرأ دعاء الإفتتاح. قال : وهل أفطرتَ معه؟ قلت : بلى. ثم سألته : هل لكَ حاجة؟ قال : لقد إستبطأتُ فلانا فهو كل ليلة يأتيني بالإفطار لكنه الليلة لم يفعل!! قلت : أجل سيدي أنه فعل وأطعم شخصا آخر.
تعليق..
قصة صديقي المؤمن حقا وصدقا تشبه الخيال في عالم اليوم. لقد تبين لي أن تلك اللقيمات التي أفطرنا عليها هي كل ما يملكه صديقي، وكان كل ليلة يتصدق بنصفها لمن هو أشد حاجة منه إليها. مصداق عملي رائع وواضح للشكر على النِعم الجِسام. تلك النِعَم لم تكن كسرات خبز يابس وحسب، فمن النِعم : يدُ سليمة تعمل على تحضير تلك اللقيمات وعين مبصرة ترى الطريق ولسان يتذوق وأرجل وغيرها من الأعضاء وبإختصار هي لقيمات مع عافية وسلامة، وأيّ عافية أكبر من عافية الدين وسلامته!!! بئسَ الشبع حد التخمة مع العصيان والجحود والتكبر والتمرد والجهر بالسوء، فما طعم ذلك الشبع وما لونه بالله عليكم. ونِعم تلك القناعة بكسرات الخبز والتمرات مع الشكر لله الواحد الحنّان المنّان الذي تفضل وأنعم ورزق وبارك في الرزق، أي رزق أعظم من محبة الله وطاعة الله ومخافة الله وخشيته. لسان يشكر الله وقلب يسر بتلك النعمة ويقنع بها وجوارح وأعضاء تترجم الأقوال إلى أفعال. لا بأس ان نتوقف قليلا هنا عند فقرة من دعاء كميل عالي المضامين : "أتُسَلِّطُ النَّارَ على وُجوهٍ خَرَّت لِعَظَمَتِكَ ساجدةً. وعلى أَلسُنٍ نَطَقَت بِتَوحيدِك صادِقةً، وَبُشكرِكَ مادِحةً. وعلى ضَمائِرٍ حَوَت مِنَ العِلمِ بِكَ حتى صَارَت خَاشِعة وعلى جًوارِحَ سَعَتْ إلى أَوطانٍ تَعبُدُكَ طَائِعةً". فاللسان والضمير والقلب والجوارح كل يعمل حسب المراد والمقصود. أما أن نحضر مجالس الذكر والدعاء ونلهوا بالموبايل أو نعبث بشعر اللحية أو نتطلع إلى خاتم العقيق هل هو يمانيّ فعلا أو صيني!. يا سيدي ما فائدة الخاتم والمسبحة واللحية والقلب (يستدبر) القبلة!! طوبى لذلك الصديق الذي ينفق القليل الذي يملكه. سأقول كلاما مهما جدا : أن ذلك المال الذي كان ينفقه صديقي هو أصلا قد حصل عليه من مساعدة بعض الأخيار له، لأن ما يحصل عليه شهريا من مساعدات لطلبة العلم كان يبعثه لوالديه المسنين اللذين ليس لهما غير ذلك الإبن البارالمبارك والمؤمن الرسالي الواعي. لا زال صديقي المبارك طالب علم وسيبقى كل حياته يحمل هذا الإسم اللامع : طالب علم.
وصديق آخر..
(هذه قصص حدثت معي شخصيا ولم أخترعها بقصد الوعظ او النصيحة).
وصديق آخر لم تدم صداقته معي طويلا، دعاني لتناول العشاء معه بمناسبة إنتقاله إلى بيت واسع جديد. كان بيتا فخما من الناحية المعمارية ومؤثثا بأرقى الأثاث وأفخره. خشيتُ على نفسي من التعود على تلك الصنوف من الطعام إن أكلت من تلك المائدة المنوعّة فقد كان التبذير سيد المائدة بإمتياز. كسرات خبز يابس كانت كافية واشبعتني أنا وصديقي طالب العلم. وتظاهرت بالشبع فلم أعتد على هكذا موائد ما شاء الله، ليس لزهدي بل لعدم امكانيتي المادية. لا أدري إن أصبحت يوما ثريا فهل سوف أشكر (وأنفق مما رزقني الله) أو أجحد وأقول كما قال قارون والعياذ بالله : "قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي". أنا (شطور) والغلبة للشاطر!! لا أدري لكني أدري شيئا واحدا ان والدي رحمه الله ورحم امواتكم جميعا أنه كان إذا وسّعَ الله عليه من رزقه الحلال يبكي في البيت ولا أحد يعلم مِمَّ بكاؤه، كان أهلي (والدتي وإخوتي) يظنون أنه يتذكرالآخرة فيبكي كعادته إلى أن سألته يوما : يا سيدنا وسراج بيتنا لقد رأيناك كلّما زادك الله من رزقه تبكي وتغتم، أليس كذلك؟ قال : وحقك يا ولدي إنه كذلك. قلت : عجبا يا سيدي، أليس هو من حلال خالص؟ قال : وحقك هو من حلال خالص. قلت : بسّط لي المعنى يا أبتي أرجوك وحدثني على قدر عقلي. قال : يا ولدي أخشى المال فهو سلاح ذو حدين فبه يساعد الأثرياء الفقراء والمحتاجين وبه يطغى الأثرياء ويتمردون على الرزّاق العليم للأسف الشديد ويا للخسارة الكبيرة حينها "مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ".
تعليق..
ونحن نتناول العشاء طرق سائل باب دار صديقي الثري وطلب منه أن يتصدق عليه بما وسّع الله عليه من فضله فرده ولم يعطه شيئا حتى من بقايا الطعام الكثير المنوّع. ذهب السائل المسكين بعد أن شم روائح الشواء التي كان يتلذذ بأكلها صديقي بكل أنانية وقساوة قلب. قلت له : لقد توسل إليك ذلك السائل المسكين ولم تتصدق عليه حتى بصحن رز وعليه من هذه الأفخاذ التي أجدت وأهلك تحضيرها!! فقال لي : لكني لم أنهره وقلت له قولا لينا ثم ذكر الآية الكريمة : " وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ". قلت : لم يبقَ لكَ إلأ أن تنهره!
الخلاصة..
هي أن نبحث عمن قتّر الله تعالى عليه من رزقه بما وسّعَ علينا من فضله. أجل سيدي أن نبحث نحن عن أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة ونظنهم من الأغنياء لشدة تعففهم في عصرِ يتجاهر به السّراق وآكلوا أموال الفقراء واليتامى والمساكين والمستضعفين والمحتاجين والمرضى ولا يبالون لما يدخلون في بطونهم من نيران مستعرة "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا".
"وارزقني مواساة مَن قتّرتَ عليه من رزقك"..
إنفق أيها المحترم مما وسّع الله به عليكَ من فضله ولا تكن كذلك الغني الذي ذكرنا قصته في مناسبة سابقة ومختصرها أنه يعيش الفقر بغناه. لقد آن لتلك الصلوات الشعبانية التي كنا نقراها زوال كل يوم أن تأتي أكلها ونضعها نصب أعيننا ونعتمدها درسا أخلاقيا وفكريا وإيمانيا قد تعلمناه ونحن في ضيافة شهر نبي الله الأعظم، درس يشتمل على معانِ عظيمة كما أنها تمثل لنا سنة الحبيب المصطفى لى الله عليه وآله وسلم، وأهم الأعمال المباركة التي كان صلى الله عليه وآله وسلم يدأب عليها ومنها الصيام والقيام ومواساة الفقراء والمحتاجين سيما في عصرنا هذا وأيامنا هذه فقد كثُر الواعظون وقلّ المتعظون، كثُر المتحدثون وقلّ العاملون. والحق سبحانه وتعالى يقول في كتابه الحكيم : وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".
سنّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هي أن نعمل بها ونحافظ عليها لا أن نحفظها فقط ونذكرها على المنابر وفي جلسات الأدعية وفي المقالات كما أفعل أنا هنا ولكني في الواقع "قليل البضاعة كثير الإضاعة". أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واسأله أن يوفقنا لمواساة الفقراء والمعوزين والمحرومين. وإن كنا لم ننتبه لهذا المعنى ونحن نقرأ الصلوات الشعبانية المباركة طيلة الثلاثين يوما عند الزوال فلنبادر من الآن ونمد يد العون للمحتاجين فكلنا فقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد. فلنبدأ بمواساة من قتّر عليهم الرزق نريد بذلك وجه الله تعالى وإستقبالاَ للشهر الفضيل. جعلنا الله وإيّاكم ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه. إنّ أحسنَ القولِ قولٌهُ تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمان الرحيم
" وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ۞ إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ۞ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ۞ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ۞ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat