تفتح الانسنة منظومات فكرية داخل اطر القصة لتأخذ المنحى الرمزي ، والانسنة في قصة الرصاص المقبور ... عبارة عن حكاية رصاصة كانت تحلم بالحرية
( أتمنى ان اتحرر من سجني )
مفاهيم معنوية كونت فكرة تتنامى في جسد النص لتكشف عن محتوى شعوري مؤلم ، ترسل بث خطاب فكري وجداني تقول ما تريد ان تقوله الكاتبة عبر الجمادات التي تمتلك العلائق بمضمون النص ، الرصاصة هي التي تروي لنا المشكلة ، استطاعت الكاتبة ان تقدم لنا الرؤية عبر خصائص السرد ، تقول الرصاصة (:ـتلعثمت بهجة وسرورا ودعت رفاقي وانطلقت محلقة بزهو في السماء بين اقراني / ملأنا الخافقين كزخات مطر )
قدمت لنا القصة وعي الرصاص بمهمته
(:ـ نحن خلقنا للحروب والقتل في المعارك الضارية / وجدنا لقتل الأشرار )
حدث واحد مكثف يكشف مسار الرصاصة الى الهدف
( توقفت في المحطة الأخيرة / اخترقت الخطوط / جبت الاروقة / لكنني كنت في كل مرة ازداد تعجبا مما أرى ) يكشف النص عن استغراب الرصاصة / التعجب / الاروقة وهي التي تحلم بالجبهات / أصبحت تدرك تماما انها ادركت الهدف ، ترسم لنا القاصة ردة فعل الرصاصة حين شعرت بانها وجهت لهدف آخر / محاولة الرجوع الى لحظة الانطلاق ، ومع هذا الواقع لا يتقبل الامنيات ، استقرت في قلب الهدف ، استقرت الرصاصة نتيجة خطأ في رأس النقاء والبراءة ، في رأس طفلة ابنة السبع سنوات ، / قتلت احلامها
يكشف النص عن مستواه الانسني لمفهوم رصاصة / لمعنى وجودها وغرابة الفعل الغير مقصود بدل الاستقرار في راس الشر هي استقرت في راس طفلة / بدأت مرحلة لوم النفس ، التعبير عن مشكلة إنسانية ، طرح الأسئلة التي تشير الى معنى المواجهة / الحرب / الخير الشر
( أصبحت على يقين ان الرامي هو من اخطأ الهدف ، ايعقل ان يكون الرمي عشوائي بهذه القسوة ؟ )
هذه الأسئلة تؤكد الخاصية البنائية للقصة توصيف الحدس ،
( ترى من المسؤول عن هذه الفاجعة ؟ الم يكن الرامي يعلم الرصاص يقتل .؟)
تعرض القصة مشكلة اجتماعية وهي مشكلة الرمي العشوائي وتتعمق في قضية الرمي العشوائي ، تستثمر القاصة الجانب الشعوري
أي استهتار واي جهل ؟ وتحزن الرصاصة حين يوصفها القاتل بانها رصاصة طائشة ، الطائش هو التصرف الغير مسؤول
لماذا لايعبر عن الفرح بأساليب حضارية ؟ ، لأرقد بسلام حتى استدعي للشهادة في ساحة المحشر انا والعديد من امثالي من الرصاص المقبور ،
منظومة مفاهيم تبث بأساليب وجدانية وليس عن طريق الأسلوب المباشر
النص كسر التوقع وقدم مادة فنية في غاية الروعة

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!