صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

الاعلام الناهق والصوت الناعق
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ورد في القران الكريم إن أنكر الاصوات هو صوت الحمير, حيث ذكر الباري عز وجل في كتابه الكريم في سورة لقمان الآية 19 "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ".
أصبح هذا المثل القرآني تشبيها لكل صوتٍ نشاز, ينطلق لتظليل الحقيقة, او لتغييب الحقوق, او لعكس المفاهيم, وغالبا ما يمتاز به المُظِلون هو أن أصواتهم عالية, مع زخم اعلامي وتروجي كبير.
عمدت كثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وشبكات التواصل الاجتماعي لاعتماد النهج الصاخب في ترويج أفكارها, وغالبا يتم ترويج هذه الأفكار بطريقة مغلفة بشعارات وردية وحالمة, كالحرية والديموقراطية ومحاربة الفساد و"نريد وطن" و"الوعي قائد" وما إلى ذلك من شعارات تستهوي المُعْدَمين والمحرومين, وتستهوي المناضلين والمتطلعين لبناء مجتمعاتهم وبلدانهم.
المشكلة إن الإعلام من خلال ها الترويج المبطن هو يستهدف القيم الاخلاقية والدينية والاجتماعية للمجتمعات المستهدفة, والتي تنشط فيها تلك الوسيلة الاعلامية, فيصبح تمييز الغث من السمين صعبا على أولئك البسطاء الذين لا يملكون وعيا كافيا, أو إدراكا لما يدور من حولهم, أو لا يملكون فهما حاذقا للمخططات التي تحاك ضدهم.
الفئات التي تستهدفها الوسائل الاعلامية "الناهقة" تتحول إلى أصوات ناعقة تردد ما تلقيه الوسائل الإعلامية دون تمحيص وتدقيق ويصبح " الناعقون" أدوات بيد تلك الوسائل, فبمجرد أن تطرح هذه الوسيلة أو تلك فكرة ما, فان السذج يطيرون بها كما هي دون تريث أو تَبَيُن أو تَثَبُت, ويصبحوا كالبهائم التي تسمع صوت الراعي لكنها لا تعقله ولا تفسره, إلا أنه أمر واجب التنفيذ وكما ضرب القرآن مثلا لذلك في سورة البقرة المباركة الآية 171 " وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ"
الإعلام الناهق والصوت الناعق هما مشكلة اجتماعية كبرى, تجعل من المجتمعات هشة غير متماسكة, تعصف بها الأفكار يمينا وشمالا, مما يؤدي الى تفتتها وبالتالي سهولة انقياد تلك المجتمعات من قبل المُنَظرين والمخططين للأجندات الخاصة, وتصبح تلك البلدان بمجتمعاتها فريسة سهلة بيد القوى الاستكبارية أو الديكتاتورية الممولة لتلك الوسائل الاعلامية.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/11



كتابة تعليق لموضوع : الاعلام الناهق والصوت الناعق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net