صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

مقاطعة البضائع الإيرانية كفيل بإيقاف اعتداءات إيران ...مياه البز ول المالحة مثالا
حمزه الجناحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا توجد إحصائيات متوفرة لعدد ونوع لاعتداءات دول الجوار على العراق لكثرتها واعتبارها خطوط حمراء بتعاطي حكومات العراق معها وحلها أو إيقافها منذ التغيير حتى يوم الله هذا فالوضع العراقي المعقد والتوجه الحكومي منذ العام 2003 لمعالجة وإصلاح الداخل العراقي والعيش في مستنقع المشاكل الداخلية وعدم وجود دراسات إستراتيجية للخروج من تلك الشرانق المحكمة النسج جعل دول الجوار العراقي تصدر الكثير من أزماتها إلى العراق سواء أكانت تلك الأزمات أزمات سياسية أو حتى اقتصادية واجتماعية مستغلة في الوقت عينه عدم قدرة الجانب العراقي من الرد بالمثل أو معاقبة تلك الدول بالوسائل الدولية المتعارف عليها مثل الرد بالمثل أو سحب السفير أو على الأقل استدعاء سفير تلك الدولة أو مقاطعة البضائع لتلك الدول المعتدية ناهيك عن وجود سبب مهم ورئيسي إن الكثير من ساسة العراق اليوم لهم أجندات مستوردة من تلك الدول من الصعب عليهم تجاوزها بحكم رد الجميل لتك البلدان التي كانت يوما ما تؤوي هؤلاء الساسة أو إنها تمدهم بالمال والاعلام لتمرير وتسهيل مخططاتهم والوصول إلى أعلى المناصب في الحكومة العراقية وتدخلات تلك الدول السافر والمعلن برسم الخارطة السياسية عن طريق هؤلاء القادة العراقيين وأسباب أخرى متشعبة جعلت العراق عرضة وارض رخوة وهشة قابلة لاستيراد تلك الاعتداءات دون أن تحرك الحكومات العراقية ساكنا بوجه هذه التجاوزات التي يطيب لي أن اسميها اعتداءات لأنها لها تأثير مباشر على المواطن العراقي الذي ضاق ذرعا بها وأثرت على حياته تأثيرا وصل إلى حد أن تدخل إلى بيته ولا يمكن أن تصل إلى حدود إحصائية لتلك التصديرات من دول الداير العراقي الذي وصل الحال إلى قضم الأراضي العراقية وسرقة موارده ومياهه وفتح حدودها لدخول الإرهاب ومد العصابات والقتلة بالأموال وجعل أراضيها امتدادات لوجستية لجعل العراق واحة للقتل وعبث مخابراتها بالواقع العراق ...
آخر هذه الاعتداءات وليس أخيرها هو ترك إيران لمياه المبازل المالحة بغزو الأراضي العراقية وبالذات مياه شط العرب العذبة لتصبح عبئا على الزراعة وعلى الثروة السمكية والملاحة في هذا المنفذ المهم للاقتصاد العراقي الناشئ في ضل ظروف صعبة جدا ,,معلوم ان الخريطة الإقليمية للعراق وانخفاض أراضية كوادي بين تلك البلدان من شرقه وغربه وشماله جعل سير المياه القادمة من كل الاتجاهات تسير بيسر وسهولة نحة ذالك المنخفض إذا تركت دون معالجة وهذا الموقع ليس وليد تاريخ قريب بل منذ الخليقة ولذا سمي العراق وادي الرافدين او وادي النهرين او الأرض المنخفضة والوضع الإيراني اليوم يجعل من إرسال تلك المياه إلى شط العرب لحل مشكلة تعتبر من المشاكل الكبيرة في الغرب الإيراني كون إيران في المناطق الغربية من أراضيها التي بدأت تستصلحها في الفترة الأخيرة وقلة المبازل وعدم وجود مسارات خريطية لمعالجة تلك المبازل وجدت الجارة إيران المسلمة ان أفضل الحلول وأسهلها هو ترك المياه المالحة تذهب إلى منخفض شط العرب التي تستخدمه إيران فقط كمنفذ بحري ثانوي لوجود منفذ لها عديدة على الخليج العربي  وليس مهم جدا قياسا باستخداماته العراقية كمنفذ بحري ومياهه للزراعة وكذالك مورد مهم للعراقيين في مهنة الصيد وبالتالي فأن إيران حلت مشكلتين في تصرف سهل وسريع أولاهما الثورة المتنامية لاستصلاح أراضيها وثانيا حل مشكلة الغذاء الإيراني التي تحاول إيران الوصول إلى عتبة الاكتفاء الذاتي في ضل الحصار الدولي إلي يسير بسرعة مياه مبازل إيران نحو أراضي العراق والتي بدأ تأثيره واضح على قوت المواطن العراقي ,,,
أكيد كل الظروف مؤاتية اليوم لهذا التجاوز وأهمها عدم وجود اتفاقية مشتركة تنظم استخدامات المياه بين البلدين وتمنع التجاوزات وحتى نوع المياه التي تصب في مصباتها المنخفضة ودليلنا على ذالك شروع إيران بتغيير مسارات انهار مياه الري التي كانت أذنابها تصب في شط العرب ونهر دجلة وبناء السدود عليها  التي يتجاوز عددها الأربعين نهر بين رئيسي وثانوي واهم هذه الأنهار التي تصب في شط العرب هو نهر الكارون وكذالك الوضع العراقي الذي لا يسمح للحكومة بالانتفاض أو المطالبة الجادة في إيقاف هذه التدفقات المؤذية للعراق علنا لوجود مشاكل داخلية عراقية أعمق من تلك حسب رأي السياسي العراقي وانشغاله بها على الرغم من ان بعض من تلك المشاكل الداخلية لإيران يد فيها كما أسلفنا ...
طبعا استمرار دخول المياه المالحة إلى الأراضي العراقية اليوم له تأثيرات سريعة على الوضع الزراعي حاليا وله أيضا تأثيرات على المدى القصير والمتوسط على التربة الزراعية العراقية التي ستصاب بارتفاع نسب الملوحة في تركيبة تلك التربة وهذه تحتاج إلى عمليات استصلاح معقدة ووقت طويل لأعادتها إلى طبيعتها في حال وصول تلك الملوحة إلى درجات الخطورة باستمرار تدفق المياه إلى الأراضي الزراعية من الجانب الإيراني ... 
المتتبع لمثل هكذا موضوع من الممكن ان يعطي كثيرا من الحلول كما هو متعارف في الأعراف والعلاقات الدولية وعلاقات دول الجوار مثل الشكاوي والتعامل بالمثل وسحب السفير او بناء وصنع اتفاقية بين تلك الدول لكن والحال هذا في الوضع العراقي وضعف الحكومة وعدم قدرتها على مثل هذه الحلول وابتعادها كثير عن المشاكل الاتية من الجوار يعطي الحق بالتفكير لأيجاد حلول ناجعة لها وقع كبير على الجانب وتجعله يتوقف عن هذه التجاوزات ولعل استخدام المواطن وجعله طرف أساسي في المشكلة يحافظ كليا على العلاقة بين الدولتين ويجعل الحكومة الحالية او غيرها او تلك التي لها ارتباط بالدولة الجارة بمنأى عن العقاب من تلك الدول التي تمدها بالمال وتساعدها او تتدخل بشؤونها وبالتالي فان المواطن هو من يستطيع ان يحل المشكلة لوجود منظمات المجتمع المدني او وجود الأحزاب في مناطق المشكلة ومكاتب الأمم المتحدة وعليه يمكن إحكام الحلول دون المساس بأي طرف ,,والمعروف ان الجارة إيران اليوم تعيش في وضع دولي لا تحسد عليه وهي أيضا لا تستطيع التفريط بالمكاسب الاقتصادية المتبقية لها عند دول الجوار فلذالك فأن الحلول جدا سهله ويسيره بالنسبة للجانب العراقي بإدخال المواطن وإعطاء الإشارة لتلك المنظمات والأحزاب بالتظاهر وبقوة لأسماع صوت المتضررين ونقل الشكوى إعلاميا للقناصل والسفراء في العراق هذا من جانب ومن جانب آخر إن إيران اليوم في ضل الضغوط الدولية لها وإيقاف بعض الدول التي كانت تتعامل معها سابقا بإيقاف التعامل الاقتصادي معها جعلها تنصاع بسهولة لأي ضغوط عليها من جانب أسواقها في المنطقة واهم هذه الحلول نشر روح المقاطعة للمنتج الإيراني الذي يغرق السوق العراقية والذي يصل تصدير تلك البضائع من أربع إلى خمس مليارات سنويا إلى العراق من منتجات زراعية ومواد بناء وسيارات وبضائع منزلية وبضائع أخرى رخيصة تملأ السوق المحلية العراقية وبأسعار تنافسية فالسوق العراقي بالنسبة لإيران سوق واعد وسوق له أهمية كبرى لا يمكن التفريط فيه لوجود مشكلو بسيطة كهذه وبالتالي فان إيران من الممكن إن تبحث عن حلول لمياهها المالحة أفضل من إيقاف صادراتها وبالمليارات وهذا التوجه وبالطريقة الحضارية الرائعة تجعل الكثير من الدول المتجاوزة على الحق الإيراني تحسب حساب للمواطن العراقي وتفكر مرات عديدة قبل التجاوز ليس خوفا من الحكومات العراقية لأنها ضعيفة بل خوفا من مواطنيها لأنهم يتمتعون بنظرة مثقفة لواقعهم وهذا أيضا يعطي دفعة قوية لتطور الإعلام الحر ومنظمات المجتمع المدني في العراق وهو تنظر نظرة ثاقبة وتعمل بجدية لإيقاف إي توجه ضد الحق الشعبي للمواطن العراقي .
 
حمزه—الجناحي
العراق—بابل
Kathom_1962@hotmail.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/23



كتابة تعليق لموضوع : مقاطعة البضائع الإيرانية كفيل بإيقاف اعتداءات إيران ...مياه البز ول المالحة مثالا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : ماذا عن الاخرين ؟ في 2010/11/24 .

اذا كان اسلوب المقاطعة ياتي بالنتائج المرجوة فحبذا لو يبادر الاخ الكاتب للدعوة الى افراغ اسواق العراق من بضائع الكويت والسعودية والاردن وسوريا ومصر فلكل من هذه الدول ((الشقيقة))مواقفها (( الاخوية))من شعب العراق التي يعرفها العراقيون منذ تسعينات القرن الماضي حتى الان.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net